طبقاً لخطة مقالات ذكرى النكسة فمن المفترض أن أختم مقالاتي ببطولات حرب الاستنزاف والتي توقفت تطبيقاً لمبادرة روجرز التي تقتضي في أساسها تطبيق القرار 242 الصادر عن مجلس الأمن. وأعترف أنني واجهت كماً هائلا من العمليات الحربية التي أوجعت الجيش الاسرائيلي وتجنبا للإطالة آثرت أن ألقي الضوء على ضراوة هذه الحرب – هي حرب بذاتها لاشتمالها على معارك عديدة تمت على معظم جغرافيا سيناء الواسعة-.
أول الإضاءات أنه وصل عدد كتائب الجيش المصري العاملة في سيناء خلف خط بارليف معطلة خطوط امداد ومساندة القوات الموجودة بتحصينات خط بارليف. وقد ذابت هذه الكتائب بأهل سيناء من البدو الذين أرشدوا الجيش إلى مواقع ومخازن ومهاجع حصينة صعب على العدو الوصول لها.
ثاني الإضاءات التقارير الصادرة عن البنتاجون والتي أجمعت على أن الجيس المصري يكسب أية مواجهة ميدانية مع الجيش الاسرائيلي وبإمكانات لوجستية ضعيفة مقارنة مع ما يملكه الاسرائيليون.
تالثها إعادة بناء الجيش المصري وإدخال أسلحة جديدة والتدرب على خطط استرداد الأرض. فقد رصدت أقمار التجسس الأمريكية مناورات الجيش المصري وهياكل لأهداف وماكتات مرافق وجغرافيا مما بنى يقيناً لدى المخابرات الأمريكية أن الجيش المصري مقدم على حرب وشيكة وبقيادة جمال عبد الناصر الذي كسب كل مواقع المواجهة مع أمريكا.
وبناء على ما سبق تحركت أمريكا دبلوماسيا بمبادرة روجرز التي أدركت القيادة المصرية أنها تهدف إلى:
1. وقف حرب الاستنزاف
2. خلق حالة استنزاف النفسي للعرب بفرض حالة اللاسلم والاحرب
ألقيادة المصرية قبلت المبادرة وهدفها إنجاز عمل مفصلي لحماية مصر من طيران اسرائيل بنشر صواريخ الدفاع الجوي والذي أنجز فعليا مع آخر ساعة لبدء العمل بالمبادرة.
ولأن نفوسنا كبارً فأن أجسامنا استعذبت التعب.
وإلى لقاء ..
فايز إنعيم