ضج صباح يوم الاثنين 5 يونيو/حزيران 1967 بطلقات مدافع متعددة وكثيفة الايقاع تجاه بحر غزة وسارع سكان أحياء شاطئ غزة (وكنت منهم) إلى أسطح المنازل بظن صد جيش التحرير الفلسطيني (الحديث الانشاء برعاية مصرية) والجيش المصري المتواجد بغزة لكوماندوز اسرائيلين وصلوا لشاطئ غزة. ما لفت الانتباه سكوت المدافع فجأة بعد دقائق قليلة كما بدأ فجأة. وما رأيناه من الأسطح بعض مراكب صيادي غزة تتحلق (تصنع حلقة) بقعة معينة من البحر ودخان في سماءها. ثم ما لبث أن عادت هذه القوارب للشاطئ حيث بدأت طلقات نار احتفالية الوقع. وكعادة غزة وأهلها عرف الجميع أنه جري إسقاط أول طائرة اسرائيلية على سواحل غزة وأسر طيارها الذي بودر بنقله على السرعة إلى مصر. كل ذلك سبق الاعلان عن الهجوم الطيران الاسرائيلي على مطارات مصر بأكثر من 45 دقيقة.
من هذا الحدث أقول واثقاً أن الطيران الاسرائيلي طار على ارتفاع منخفض جداً على سطح البحر الأبيض المتوسط وأجزم أنها لم تدخل مصر من سواحلها الشمالية بل دخلت من أرض ليبيا السنوسية. الأمر الثاني هو مبادرة مدافع غزة لإطلاق نيرانها بمجرد رصد الطائرات الاسرائيلية ودون انتظار لطلب الأمر وظني أن الأمر كان صادراً. ومن المدهش أن الطائرة سقطت بقذيفة مدفع بحرية وليس بمضاد للطائرات وهو ما يثبت لدي أن الجيش المصري لم يكن في حالة استعراض قوة كما حاول البعض أن يصف عسكريا ما حدث.
في كتاباتي التالية في نفس الموضوع سيكون الضوء مسلطاً على حوادث ومعرك محددة وتشمل معركة رأس العش وإغراق الدمرة إيلات ثم حرب الاستنزاف خاتما بمقولة "إن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة" وإعادة بناء الجيش وإعداده لمعركة تحرير الأرض العربية التي احتلت عام 67 .
والى لقاء ....
فايز إنعيم