في ليلة 21 أكتوبر 1967 أي بعد مرور ثلاثة شهور ونصف على النكسة تم تنفيذ توجيهات إغراق المدمرة إيلات التي صدرت عن قيادة الجيش المصري للقوات البحرية. في هذه الليلة اقترب لنش البحرية المصرية المجهز بصاروخي كومر الروسية من إيلات وباغتها بأول صاروخ يحمل ما زنته طن متفجرات والذي أصابهامباشرة حيث بدأت تفقد توازنها بالميل على جنبها. سارع قائد اللنش بإطلاق الصاروخ الثاني الذي أسرع بإغراقها على بعد 11 ميلا بحريا من ساحل بورسعيد اﻷبية.
فقدت إسرائيل ما يقرب من مائة بحار من طاقم المدمرة وكذلك دفعة كاملة من طلاب الكلية البحرية اﻻسرائيلية كانوا على ظهر المدمرة في رحلة تدريبية على مقربة من قوات العدو (الذي هو الجيش المصري) الذي لم يعد قادر على مجرد منع اسرائيل من الخيلاء بالمياه اﻻقليمية المصرية. ومن الجدير بالذكر أن خروقات إيلات بدأت يتاريخ 11 يوليو 1967 أي بعد شهر واحد من النكسة وقامت القوات البحرية بعمل التجهيزات الدفاعية على طول السواحل المصرية كما أتمت القوات البحرية خطة ليس فقط منع الخروقات بل بتلقين إسرائيل وجيشها أن جيش مصر لم يهزم وإغراق المدمرة بالكامل على رغم ما كانت تتمتع به -بجانب القوة التدميرية- من قدرة صد الهجمات.فكانت المرة اﻷولى بتاريخ المعارك البحرية أن يتمكن زورق صغير يحمل صاروخين إثنين من إغراق مدمرة كبيرة وحديثة كايلات. وقد ردت اسرائيل بقصف معامل تكرير البترول بالسويس بتاريخ 24 أكتوبر 1967.
ورغم الرعب الذي أصاب إسرائيل إﻻ أنها وعت تكتيك الجيش المصري باستخدام وسائط بسيطة ورخيصة كاللنشات وجعلها قادرة على القضاء علة مدمرة عاتية كإيلات. فقد بدأت البحرية اﻻسرائيلية بانشاء عدد 12 زورق حربي متوسطة الحجم مجهزة تجهيزا حديثاً. وخلال الشهر القادم سنحتفل مع حزب الله استعادة يوم أن صحب السيد حسن نصر الله مستمعيه إلى النظر إلى البحر ليشاهدوا بأعينهم إصابة أحد هذه الزوارق (ساعر) مباشرة بأحد صواريخ أرض بحر، الزورق المدمر (نصف مدمرة بحرية حجماً) هو من عائلة الزوارق الكبيرة التي تملكها اسرائيل والتي حلت محل المدمرات التقليدية. ومن المناسب هنا أيضاً أن من أرغم حاملة الطائرات اﻷمريكية بالخليج على مغادرته نهائيا إلى المحيط الهندي بعد تمكن الزوارق البلاستيكية السريعة اﻻيرانية والمجهزة بعتاد غير معدني من اﻻقتراب من حاملة الطائرات دون استثارة أجهزة اﻻنذار فيها. وقد هربت من مياه الخليج كذلك كل آﻻت الحرب اﻷمريكية الكبيرة الحجم.
في 24 يناير 1968 شعرت البحرية المصرية باقتراب جسم كبير من أحواض لنشات الصواريخ وصدر اﻷمر بالتصدي له وإغراقه. أخفت البحرية المصرية الحادثة رغم تأكدها من رصد انفجار تبع استهداف الهدف بصواريخ اﻻعماق. ولعلي أتفهم حنكة عدم اﻻعلان لتجنب انتقام إسرائيل بالطيران خاصة أن اﻻجواء المصرية كانت في تلك اﻷثناء مستباحة.
وتحولت قصة اختفاء الغواصة داكار وعلى متنها 68 بحاراً إلى لغز محير فقد كانت الغواصة على اتصال منتظم بقيادتها والذي انقطع يوم 24 يناير 1968 بعد 6 أشهر من النكسة. وقد استبعدت إسرائيل أن تكون البحرية المصرية قد أغرقتها مفترضة أن المصريين سيسارعون بإعلان نصر كهذا إلى أن ظهر جزء منها على سواحل خان يونس بقطاع غزة - فلسطين دائما -.
وبعد تأكد إسرائيل من غرق الغواصة بدأت عملياتها للبحث عن الجثث لدفنها بلا نجاح يذكر بل وكان على أحد ملاحق اتفاقية كامب ديفيد أن تسهل مصر للغواصيين اﻻسرائيلين مسح قاع البحر أمام أحواض القوات البحرية -أحد استباحات أمن مصر- والعجيب أنه بلا طائل وإلى اﻵن.وترجح البحرية المصرية بان الرعب أصاب قائد الغواصة فأمر بالهبوط إلى اﻷعماق فارتطمت بشدة باﻷرض أعجز البحارة عن اﻻستغاثة أو اﻻتصال بالقيادة بحيفا.
وأنتهز الفرصة ﻷذكر بعملية مهاجمة ميناء إيلات وإغراق قطع حربية منها غواصة وأعتقد زورقين من نوع ساعر وكذلك جزء من منشآت القاعدة البحرية بإيلات.
مررت سريعاً على بعض المقالات بخصوص داكار مذكراً بأن نتعود على القراءة الدقيقة واﻻستشهاد بالحقيقة لوضع اﻷمور في مسمياتها الصحيحة.
وإلى لقاء....
فايز إنعيم