استكاملا لسلسلة مقالات
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ واللي المقال الاول كان
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ ...... ذا الكفل استوقفني قوله تعالى :
{وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ } (آل عمران - 178).
بلاحظ في حياتنا الكثيرون بيبصوا للي حوليهم نظرة استغراب من نعم اغدق الله عليهم بها علي الرغم من انهم ناس بيرتكبوا معاصي وممكن يكونوا ملحدين او كافرين ومش مؤمنين اصلا بوجد ربنا وقد يصبهم دا ببعض الاحباط او قلة الايمان ويقول في نفسه انا العبد المؤمن اللي بصلى وبصوم وبعمل خير ماعنديش وماعنديش وماعنديش وهو اللي مابيعترفش بوجود ربنا وكافر عنده وعنده وعنده ....... احب اقول للناس اللي بتفكر كدا تقرأ الايه دي كويس وتشوف ربنا بيقول لهم ايه ويتدبروا معانيها كويس .
ربنا لما بيمد لحد في العمر او المال او الصحة مش عشان هو صالح ولكن دا ابتلاء من ربنا عشان يزيدو في الطغيان عشان عذابه يبقي كبير قوي في الاخرة.
واقتبس من احد التفسيرات اللي قراتها .... {أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ} مستعار من أملى لفرسه إذا أرخى له الطول ليرعى كيف يشاء فقد شبه إمهالهم وترك الحبل لهم على غواربهم بالفرس الذي يملى له الحبل ليجري على سجيته فحذف المشبّه وهو الإمهال والترك وأبقى المشبّه به وهو الإملاء. وهذا من قبيل الاستعارة التصريحية.
وفي اكثر من ايه تم تكرار نفس المعني قال تعالى:
فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (التوبة - 55)
وَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (التوبة - 85)
نفس الايه تقريبا و في نفس السورة للتأكيد علي المعنى وقال تعالى ايضا:
وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ (طه - 131)
وكان في نزول هذة الايه عزاء للرسول صل الله عليه وسلم عندما نزل به ضيف فبعث إلى يهوديّ يستسلف منه طعاما، فأبى أن يسلفه إلا برهن واضطر الي رهن درعه عند اليهودي يقول تعالى لنبيّه محمد صلى اللّه عليه وسلم: لا تنظر إلى ما هؤلاء المترفون وأشباههم ونظراؤهم فيه من النعيم، فإنما هو زهرة زائلة ونعمة حائلة لنختبرهم بذلك وقليل من عبادي الشكور( وَرِزْقُ رَبِّكَ ) الذي وعدك أن يرزقكه في الآخرة حتى ترضى، وهو ثوابه إياه (خَيْرٌ) لك مما متعناهم به من زهرة الحياة الدنيا(وأبْقَى) يقول: وأدوم، لأنه لا انقطاع له ولا نفاد.
وقال تعالى ايضا :
فَذَرْهُمْ فِي غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ (54) أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا يَشْعُرُونَ (56) (المؤمنون 54 الي 56)
ذر هؤلاء في هذه الغمرة غافلين مشغولين بما هم فيه حتى يفجأهم المصير حين يجيء موعده المحتوم ويأخذ في التهكم عليهم والسخرية من غفلتهم , إذ يحسبون أن الإملاء لهم بعض الوقت وإمدادهم بالأموال والبنين في فترة الاختبار مقصود به المسارعة لهم في الخيرات وإيثارهم بالنعمة والعطاء إنما هي الفتنة وإنما هو الابتلاء بل لا يشعرون .
طبعا كتير وكتير من الايات اللي بتدل علي نفس المعني لكن هذة الايات خصيصا تحس انها اقرب الي امر الهي واضح
لا تمدن ----
فذرهم ---
لاتعجبك القرأن مليان تعابير ومعاني حلوة كتير بتشد من أزر المؤمن بس مابننتبهش ليها ونتوقف عندها.