كيف سأختار الرئيس القادم؟ - معتز بالله عبد الفتاح

3
0
كثيرون يسألون: من سينتخب من؟ ولماذا؟ وبحكم رغبة الإنسان فى ألا يكون متحيزا لعلاقاته السابقة مع الكثير من المرشحين الرئاسيين، فالإنسان يبدأ بالمعايير والأهداف قبل البحث عن المرشحين والأشخاص.

والحقيقة أنا غير معنىٍّ كثيرا بقدرة الرئيس القادم على أن يحل مشاكل التعليم والصحة وتدوير القمامة والإسكان بذاتها رغما عن أهميتها.

حل هذه المشاكل لن يكون معيارى فى الحكم على من سأعطى صوتى فى انتخابات الرئاسة؛ لثلاثة أسباب، أولها أن هذه المشاكل تاريخية، كانت وستظل معنا لفترة طويلة بغض النظر عن اسم الرئيس القادم. وثانيها أن حل هذه المشاكل يقتضى أن نحل مشاكل أكثر وجودية (أى أكثر إلحاحا، بحكم الوقت، فى تهديد استقرار المجتمع والدولة). ثالثا ستجدون تقاربا شديدا فى أفكار المرشحين بشأن قضايا الصحة والتعليم والنظافة؛ لأنها يغلب عليها أنها أمور فنية متخصصة، الجدل بشأنها ليس مجال تمييز بين المرشحين المحترمين.

الرئيس الذى سأعطيه صوتى يكون لديه المقومات الشخصية والسياسية والإدارية التى تجعله قادرا على أن يحقق خمسة أهداف دون أن يقع فى خمسة مطبات.

أولا: عليه أن يقدم رؤية بشأن كيفية تحقيق الأمن بدون انتهاك حقوق الإنسان واللجوء لحالة الطوارئ والتضييق على الحريات واستخدام العصا الغليظة مع المخالفين معه فى الرأى. إذن هى معادلة الأمن بلا استبداد.

ثانيا: عليه أن يقدم رؤية بشأن كيفية رفع أداء الاقتصاد (استثمارا ونموا وعدالة) بدون محاباة لمجموعة محددة من الموالين، بحكم العلاقات الشخصية، والممولين لحملته الانتخابية. إذن هى معادلة التنمية الاقتصادية بلا فساد.

ثالثا: عليه أن يقدم مقومات رؤية بشأن كيفية ضمان أن يكون دستور مصر الجديد أداة لاجتماع المصريين على مشروع وطنى جامع يكون الدستور فى مقدمته بلا إقصاء لأى من قوى المجتمع الأساسية.

وطالما أن الرئيس سيأتى بدون الدستور الدائم إذن عليه أن يكون من الحكمة والحذر ألا ينجرف إلى حسابات ضيقة تنال من قدرته على الحفاظ على التوازن فى النظام السياسى، وصولا إلى معادلة دستور جامع بلا استبعاد.

رابعا: عليه أن يقدم مقومات رؤية بشأن كيفية إخراج المجلس الأعلى للقوات المسلحة من حلبة السياسة على أساس قاعدة «أن يسلم السلطة وأن يساعد فى استقرار البلاد» لأن المجلس العسكرى لو «سلم» دون أن «يساعد» فهذا يعنى أن ينوى العودة إلى السلطة مرة أخرى. ولكن كى يحدث ذلك، فلا بد من إدراك مخاطر العلاقات المدنية العسكرية. إذن هى معادلة إخراج العسكر من السلطة بشرط عدم العناد.

خامسا: عليه أن يقدم رؤية بشأن استعادة مصر لدورها الإقليمى ولقدرتها على أن تحمى مصالحها قبل أن يصل التهديد إلى حدودها، بما فى ذلك من طمأنة جيرانها أنها ملتزمة باتفاقاتها والتزاماتها المسبقة وعدم رغبتها فى التدخل فى الشئون الداخلية للدول الأخرى ولكن فى حدود عدم الانجراف إلى مواقف سياسية تكون لها تكلفة عالية لا تكون الدولة أو المجتمع مستعدين لها. إذن هى معادلة الريادة الإقليمية بلا دق لطبول الحرب أو الاستعداء.

فى تقديرى المتواضع أن هذه المعادلة الخماسية هى أهم ما سأركز عليه أثناء مفاضلتى بين المرشحين المحترمين.

أمن بلا استبداد، وتنمية بلا فساد، ودستور جامع بلا استبعاد، وإخراج العسكر من الساحة السياسية بلا عناد، ودور إقليمى نشط بلا استعداء.

دمتم ودامت مصر بكل خير

منقول من مقاله بجريدة الوطن
http://www.elwatannews.com/news/details/4923

 

إضافة منذ 12 عام
غير محدد

التعليقات

Fayez Eneim منذ 12 عام
تعليقي مناقض وساضعه في مقالة الليلة إن شاء الله.
زغباوية منذ 12 عام
كلام جميل يارب اللى يمسك يعمل كدا فعلا
محمد عبد المنعم منذ 12 عام
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy