أود اﻹشارة أن الجامعة العربية -تحت أمبنها عبد الرحمن عزام باشا- قادت تمويل وشراء اﻷسلحة والذخائر لمجموعات المقاومة العربية وكذلك لجيوش الدول العربية الفقيرة. وﻷن عزام هذا ربيب بريطاني مخلص فقد نشر بين الفلسطينيين أن الجامعة العربية -سبحان الله التاريخ يعيد نفسه مع نبيل العربي- ستقوم بتسيمهم أسلحة حديثة بدﻻً من القديمة التي اشتروها بغالي الثمن كسراً للحصار البريطاني. وقد انخدع أغلب الفلسطينيون بذلك وسلموا اسلحتهم مقابل وصوﻻت استﻻم وانتظروا تنفيذ الوعد ودخل طول انتظارهم متوازياً مع حلم العودة ومتزامناً مع عدم تعويضهم بأسلحة حديثة أو رد اسلحتهم. وكما توارثنا النكبة والحسرة توارثنا وصوﻻت اﻻستلام هذه.
بعد اﻻنتصارات الباهرة والسريعة التي حققها الجيش المصري على اﻷراضي الفلسطينية والتحامه الجغرافي مع الجيشين اﻷردني والعراقي، بدأت ألاعيب اﻷمير عبد الله وقائده البريطاني (سير جلوب) ﻹخراج الجيش المصري من الضفة الغربية وإبعاده عن محيط القدس ودفعه إلى الجنوب بحجة توزيع الجغرافي بين الجيوش وبل وفرض مسارات إعادة اﻻنتشار التي تم إبلاغها للعصابات الصهيونية إلى أن وقع الجسش المصري في حصار الفالوجة الطويل والمنهك ونتج عنها رضوخ الدول العربية في حينه لمعاهدة هدنة رودس.سبحان الله التاريخ أيضاً يعيد نفسه مع اﻷغبياء والسذج ففي معركة أكتوبر المجيدة التي أبهر فيها جيش مصر العالم بكفاءة الخطط واﻹعداد قاد السادات نصف جيش مصر (الثالث) إلى حصار قاس ومضن حول النصر الذي تحقق إلى شبه هزيمة عسكرية وهزيمة سياسية تامة لمصر بدأت ملامحها باتفاقيات الكيلو 101 وانتهت باتفاقية كامب ديفيد.
نعود للخط التاريخي. ترتب على عودة الجيش مهزوماً استفز شباب الجيش المصري -من الشعب المصري- الذين عانوا من السلاح الفاسد وفساد العائلة المالكة وفساد اﻷحزاب السياسية أن بدأ تنظيم الضباط اﻷحرار بتخطيط تغيير النظام كجسر وحيد لتقدم مصر إلى مكانتها الطبيعية والتاريخية. وأشير سريعاً إلى اﻻضطرابات السياسية العاصفة وتغيير الوزارات وحصار قصر عابدين والتتويج بحريق القاهرة بأن هذه كلها علامات بدء الثورة بمصر والتي مهدت للتحرك المبارك للضباط اﻷحرار وقيادته لجيشه الوطني إلى ثورته فجر 23 يوليو 52. نجحت الثورة حيث عبرت عملياً عن مطلب شعبي وبدأ مجلس قيادة الثورة بقيادة جمال عبد الناصر خطوات التغيير الثوري المستند إلى الشرعية الثورية.
أختم هذه الحلقة بالتعليق على مزوري التاريخ. حتى اﻵن يصر هؤﻻء على استبدال ثورة بانقلاب والمنافق من هذه الفئة يقول: بدأت إنقلاباً ثم صارت ثورة بالتحام الشعب معها وهذا تﻻعب ﻷنه لوﻻ الخطوات الثورية التي أخذت الوطن إلى مسار جديد وآمال جديدة لما التف الشعب معها فلم يفتر الشعب كما حدث لثورة عرابي وسعد زغلول وسبحان الله يطلقون عليهما ثورات وهي لم تغير كثيراً ويحجبونها عن ثورة يوليو على الرغم من التغيير الهائل الذي أحدثته بالمجتمع المصري.
أشكر لكم دعمكم وإلى لقاء استكمالي ....
فايز إنعيم