إن فصائل النمل تملك مواداً كيميائية تنطلق لتنقل إنذاراً إلى جميع أفراد المجموعة .
فإذا أحس أحد أفراد المجموعة وهو غالباً يكون من الشغيلة وهم مجموعة من الإناث التي ليست لها القدرة على الإنجاب لافتقارها إلى الأعضاء التناسلية ,, وتعمل فقط لحماية المجموعة والذود عنها وخدمة الملكة والذكور الذين يلقحون الملكات , فإذا أحس أحد هؤلاء الشغيلة بخطر فإنه يفرز إفرازاً كيميائياً من فمه أو فتحة الشرج .. وكل النمل الذي يقع في الدائرة التي يطلق فيها الإفراز تظهر عليه أعراض الهيجان والتحفز للقتال أو الهروب بعيداً عن مكان الخطر , والذين يقعون بعيداً عن تلك الدائرة فإنهم سرعان مايلتقطون تلك الإشارات من الذين إلتقطوها فأرسلوا في الجو ذلك الإنذار الكيميائي . . وقد وجد أن المواد الكيميائية التي تثير هذا السلوك هي نوع من الكيتونات والهيدروكربونات المختلطة بمواد متطايرة تنتشر في الجو على شكل غاز ينفذ برائحته وسط ذرات الهواء العادي
ومن الفيرمونات التي اكتشفت فيرمونات الجنس حيث توصل العلماء إلى أن بعض ذكور النمل يفرزون بعض االمواد التربينية بواسطة غدد موجودة في أفواههم .
وهناك نوع آخر من الفيرمونات يسمى بفيرمونات السطح وهذه تفرزها الملكة لتجذب الشغيلة من النمل الذي يتمسح بهذه المواد بالإحتكاك بجسم الملكة أو بواسطة ملامستها بقرون الإستشعار وهذه الفيرمونات تثبط عمل الغدد الجنسية عند الشغيلة حتى يتفرغوا للعمل من أجل الملكة . وقد أمكن استخلاص هذه المواد كيميائياً فوجد أنها عبارة عن أحماض دهنية يتكون معظمها من حامض الأولييك .
وهناك خاصية أخرى لهذا الحمض .. فالنمل ينقل موتاه إلى مقبرة بعيداً عن الجحر الذي يعيش فيه ,, وقد وجد أن جثث النمل تحتوي على هذه المادة . وقد لاحظ العلماء أن الحجارة الصغيرة إذا مسحت بهذا الحامض فإن النمل ينقلها إلى المقبرة , ولهذا فإن ظاهرة نقل الجثث لابد أن تكون مرتبطة بنوع من المواد الكيميائية التي يصعب فصلها عن الجثة ... وحتى النمل الحي عندما يحمل هذه الرائحة من الجثث فإن النمل الآخر ينقله إلى المقبرة على أساس أنه ميت وفي هذه الحالة تنظف النملة جسمها جيداً للتخلص من تلك الروائح التي تجعل الإسراع بها إلى المقبرة أمراً حتمياً .
ومن الفيرمونات أيضاً مايعرف باسم فيرمونات الأثر . فالنمل الذي يجمع الغذاء يفرز هذه الفيرمونات حتى لايضل الطريق إلى جحره , وهذه تفرز بواسطة غدد في البطن تعرف بغدد دفور أو بافان أو الغدد السامة . فعندما تجد النملة غذاءً فإنها تنقل المعلومات لغيرها بأن تترك مادة كيميائية تفرزها في طريقها من مكان الغذاء إلى الجحر .
التعليقات