ما رشح من تصريحات أو رد على أسئلة الصحفيين خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي جمع بين لافروف ونبيل فهمي صباح اليوم وكذلك ما رشح من تصريحات عن لقاء السيسي وشويجو –وزير الدفاع الروسي- يؤكد ما ذهبنا في مقالنا السابق أن زيارة الوزيرين كانت لأهداف جيوستراتيجيىة أوسع بكثير مما أصرّت صحافة مصر عليه والناتج عن ضيق أفق عجيب في الاستقراء وكذلك ما قد يترتب عليه من إظهار مصر العظيمة وكأنها تنقل بروسيا بندقية مصر من كتف لآخر ليس إلا.
صحفيوا هذه الأيام ما وعوا أن صورة مصر في ذهنية الروس هي صورتها التي رسمها لها الراحل عبد الناصر. كما أؤكد أنهم لم يعوا تصريح بوتين من ألمانيا –تعليقاً على وقفة استاد القاهرة العرفاتية المرسية والتي أعلن في خطبته العصماء قرار الاخوان بالتوجه لمحاربة الحيش العربي السوري وقطع دولته الاخوانية العلاقات مع توأم الجمهورية العربية المتحدة- والذي قال بوتين "إن مصر التي نعرفها لا يمكن أن يصدر عنها قرارات كهذه وتوجهات كهذه".
وعقّب بالقول "إن بشار الأسد باقٍ وأنك أنت من سيذهب" وقد حدث خلعه بأسرع مما توقع أي كان –من أمثالي- بينما كان غير واردٍ لدى إخوان السوء بالمرة وذلك ناتج بالقطع عن عجز الاخوان عن قراءة متغيرات العالم والتي تنبأ بها بوتين مبكراً "أن معالم العالم الجديد ترسمه سوريا" ولم يفهم مرسي وإخوانه –كما لم يفهم أردوغان وإخوانه- ما قرأ عن معركة القصير بضواحي حمص –هذا لو قرأ- في مايو/أيار 2013.
وكنا قد أشرنا بمقال سابق أن الجيش العربي السوري بدد –بعد القصير- كل آمال أمريكا وإسرائيل ودول البترودولار في هزيمة سوريا المقاومة والعلامات مستمرة عبورا بتراجع أمريكا عن ضرب سوريا بل وبوادر انسحابها العسكري من المنطقة ككل وتركها –مرغمة- لعهدة منفردة لمهندس عالم جديد متعدد الأقطاب وجاء لمصر لينير بصيرتها إلى دور أستراتيجي مصر العظيمة مؤهلة له لو كان لربّانها إرادة ترك موقع الذيل.
فايز انعيم