فى 1 مايو من العام 2007 قرر القضاء الشامخ أن عبد الله جول لا يصلح رئيساً للجمهورية التركية .. لأن النصاب القانونى فى الجولة الأولى فى 27 إبريل من نفس العام لم يكتمل بسبب إنسحاب حزب الشعب الجمهورى " راعى العلمانية هناك " وأحزاب المعارضة وبعض التجمعات الصغيرة التى تعمل عمل الطفيليات وتقتات على فتات ال "نخبة "
عندما علم النائب العام " صبيح قانادوغلو " بما تصر عليه الأحزاب الإسلامية من ترشيح عبدالله جول تقدم بشكوى ضد الإقتراع إلى المحكمة الدستورية العليا فى نفس اليوم 27/4 صباحاً .. لتصدق المحكمة الدستورية وبقوة على إلغاء الجولة الأولى من التصويت فى البرلمان .. والحجة أن النصاب القانونى لم يكتمل
بالطبع الحجة ثابتة قانونياً .. وتعرف يا صديقى أن المحكمة الدستورية العليا " التركية " عادلة جداً .. لذا نذكر بالنكتة الرائعة أن النصاب لم يكتمل فى العام 1989 وتم إنتخاب أوزل كرئيس ولم يكتمل فى العام 1993 وتم انتخاب سليمان ديميريل كرئيس ولم يكتمل فى العام 2000 وتم انتخاب أحمد نجدت سيزر كرئيس !!!
تذكر .. النصاب لا يكتمل عندما يُـرشح رئيس من التيار الإسلامى السياسى .. لا يكتمل أبداً !
كانوا يمتلكون شخصية كاريزمية رائعة تدعى " تولاى توغجو " .. سيدة لطيفة تشغل أعلى منصب قضائى فى البلاد ..رئيسة المحكمة الدستورية العليا !!!
على يدها تم منع حزب " الفضيلة " الإسلامى والذى كان رئيسة الرجل الفاضل نجم الدين أربكان من ممارسة نشاطه السياسى فى العام 2001 .. وفى 2003 الحزب الكردى يتبعه .. واعتبرت أن القانون الذى يمنح الحق للأكراد فى الحد ( الأدنى ) من التعليم بلغتهم هو انتهاك فاضح للدستور .. إنتهاك فاضح يا صديقى سيجعل الشعب يتعلم مثله مثل " المواطنون " .. أو النخبة فى قول آخر !!
ووجهت لسياسى ناشئ يدعى " أردوغان " تحذيراً قضائياً بأنه غير مسموح له تأسيس حزب بسبب إدانته فى جريمة الإستشهاد " المتطرف " بشطر من قصيدة أبو القومية التركية " ضياء ألب "
بالمناسبة .. توغجو من عائلة موظفين تقليدية فى أنقرة .. يبدو أن حرف " التاء " يلعب دوراً مثمراً مع قضاة الدستورية العليا حتى فى ( الخلفية ) الأسرية .. والمجد لتهانى الجبالى !!
هناك نقطة تلاقى مبهرة فى البلاد النامية الخارجة من فساد بين مصالح القضاة وبين عقيدة النخبة .. التقاطع يتمثل ببساطة فى تعبير أحمد خالد توفيق القديم " مراد بيه "
مراد بيه لابد وأن يستمر بأى ثمن .. سواء من النخبة أو من القضاة .. لابد وأن تستمر إمتيازاته .. وإنحناء الناس له .. وتكبره على خلق الله .. وتعيين ابن مراد بيه .. وسفر ابن مراد بيه الآخر .. وزواج ابنت المستشار مراد بيه من ابن السيد مراد بيه لكى تنتج عائلة أخرى مرادية بياهية فى تزواج تناسلى ولا تناسلى لا ينتهى !
مراد بيه عقيدة .. الرئيس يحاول هدم العقيدة .. نحن بتأييدنا للمتاح من الأساليب الفتاكة نحاول هدم العقيدة .. المشكلة يا صديقى أنك حالم .. تحلم بأن تربت على كف مراد بيه فى حنان وتطالبه فى رقة بأن يكف عن كونه مراد بيه .. النتيجة أنه سيضحك قليلاً ثم سيفرمك حتماً .. لذلك لا يصلح معهم إلا الفتك والضرب بيد من حديد !
إنها معركة أن نكون أو لا نكون .. لا توجد تسميات أخرى لدى للأسف .. ولست مطالباً طبعاً بأن أراعى مشاعرك المرهفة المطالبة باحترام دولة القانون .. دولة القانون بالأساس فانتازيا فى عقلك لا وجود لها .. دولة القانون تحت نعل مراد بيه فى كل ثانية فى اليوم .. دولة القانون يا مولانا الشاعرى مرهف الحس هى دولة مغتصبة منذ عقود طويلة .. أنا أحاول أن أؤيد الرئيس ليقيم دولة القانون .. ليخلصنا من مراد بيه ..
مراد بيه بالنسبة لى يكمن فى السوق .. على الرصيف .. فى التاكسى .. فى استقبال الطوارئ .. فى فصل فى مدرسة فى قرية نائية .. ولا يوجد بالتأكيد فى قاعة واسعة ممسكاً بمطرقة خشبية أو على تويتر يغرد !
مراد بيه سينتهى .. شاء من شاء وأبى من أبى
هذه هى معركتنا الحقيقية