الفلسطينيون وسيناء .. ومخاوف الشعب العربي المصري

2
0
قد يظن البعض من المصريين أن موضوع سيناء وحماس طرحٌ جديد.

عُرض على خالد الذكر جمال عبد الناصر – وقبل وجود حماس بفترة طويلة - فكرة استقطاع جزء من سيناء وضمها لغزة لتقليل نسبة الكثافة السكانية بقطاع غزة ولتكبير المجال الاقتصادي لغزة والأهم لتحرير الأمم المتحدة من التزاماتها تجاه اللا جئين الفلسطينين وإنهاء القضية الفلسطينية من الأساس. هذا العرض جاء ضمن شروط الموافقة على تمويل مشروع السد العالي والتي رفضها جمال عبد الناصر ورفض معها كل إغراءات المساعدات المالية الأمريكية والابقاء على استقلال قرار مصر وهو ما تحتاجه مصر الآن فالتاريخ يعيد نفسه. وكما رفضت مصر عبد الناصر بوعي هذا المشروع رفضه الفلسطينيون في وقته.

للمعلومية تم إعادة طرح موضوع تهجير الفلسطينيين من أرض فلسطين ثانية للتداول وهذه المرة بتمويل خليجي مع – على الأقل – سكوت إخواني وقيادة تركية أردوجانية.

ويتضمن المشروع إزاحة عرش الأردن ليكون مقر للدولة الفلسطينية والتي ستستقبل تهجير أهل الضفة الغربية وأهل أرض الثمانية وأربعين إليها لكي تصبح اسرائيل دولة يهودية نقية. ومن سيناء يتم اقتطاع جزء من سيناء وضمه لقطاع غزة بملكية سيناوية غزاوية مشتركة لتوسيع المساحة الاقتصادية لغزة.

العائق الرئيسي لهذا المشروع – بعد الاستقرار الظاهري لدول الاعتدال العربية ومن ثمّ دعمها لهذا المخطط - هو وجود محور المقاومة وعلى رأسه سوريا كنظام عربي وحيد وقف بشموخ مسانداً المطالبة بفلسطين بدعم استراتيجي من إيران. ولعل القارئ يدرك سبب التكالب الدولي والاسلامي والعربي على سوريا بينما ذهب الحكام العرب إلى معسكر النعاج – طبقا لما قال حكام قطر – أمام حرب غزة الحالية.

أكتب في الموضوع لأطمئن إخوتي المصريين أن شعب غزة تحمل القصف فوق رأسه وقتل أطفاله ولم يفكر باللجوء لسيناء فقد اقتنعوا بسيناريو أن تقوم اسرائيل باختراق بري لرفح يمنع عودتهم لغزة بعد انتهاء المعركة فيفرض عليهم التهجير القصري لسيناء. وهناك أيضا سبب آخر منع الغزيين من ترك بيوتهم ومدنهم رغم القصف وهو حماية المقاتلين بأجسادهم من امكانية أن تتبع اسرائيل سياسة الأرض المحروقة.

وللتذكير آخذكم إلى حادثة اجتياح الغزيين – أهل قطاع غزة – الحدود ووصولهم حتي العريش مباشرة بعد ثورة 25 يناير ثم وبعد أيام معدودة عادوا إلى غزة ثانية وبطواعية. هذا الاجتياح ثم العودة فهمه – ربما كل مثقفي مصر – بأنه استباحة لإثارة نخوة المصريين على ضياع أرضهم. والحمد لله على محدودية الفهم الاستراتيجي لهؤلاء وهم ذاتهم من هيج المصريين ضد الجزائر على بطولة كروية وهم ذاتهم من أشعل حربا ضروساً بين القاهرة وبورسعيد فالقاهرة في مصر وبورسعيد في اسرائيل.

المهم أن الاجتياح الفلسطيني لسيناء والحدود المفتوحة لحركة الحشود غطت تغطية لأكبر عملية نقل للصواريخ والذخائر التي ارسلتها سوريا وإيران وكذلك المستجلبة من ليبيا والسودان إلى داخل قطاع غزة. هذا السلاح الذي يضرب الآن تل أبيب واضعاً لبنة توازن الردع بين قطاع غزة واسرائيل.

فايز انعيم

 

إضافة منذ 12 عام
Fayez Eneim
23327
غير محدد

التعليقات

زغباوية منذ 12 عام
هما عايزين يغيروا الحقيقة وان تتقلب العداوة بينا وبين اسرائيل الى عدواة بينا وبين اخواتنا الفلسطينين.....لم ولن يحدث مهما فعلا الأعادي
زغباوية منذ 12 عام
كنا فى الماضي ايام الخلافة الاسلامية وطن واحد وشعب واحد للأسف قدر الاحتلال انه يغيرنا ويبنى جدار بيننا اسمه الحدود وان هذا مصري وهذا فلسطيني وهذا سوري و.......اعتقد الجيل الجديد من قاموا بالثورات هايهد هذه الجدران وهايلغي الحدود
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy