يستطرد د. محمد شحرور في كتابه "الإسلام والإيمان .. منظومة القيم" –ومع سياق نكرانه الترادف في ألفاظ القرآن- شارحاً الآية عاليه فيقول:
"هنا يظهر لنا الفرق بين العبادة (اعبدوا الله) وبين إقامة الصلاة. فالعبادة عمل وظيفي بحت أي حالة وظيفية (سلوك) ، وأما الصلاة فحالة وجدانية بحتة تعبر عن ذكر الله ( .. فاعبدني وأقم الصلاة لذكري). .......... ما قصدناه بأن الصلاة حالة وجدانية. فالله سبحانه في عقولنا (نعبده) وفي وجداننا (نقيم له الصلاة أي: طاعة وحب.
هذه الحالة نجد شبيهاً لها في العلاقة الزوجية، فقد تطيع المرأة زوجها وفي وجدانها رجل آخر وقد يكرم الرجل زوجته وفي وجدانه امرأة أخرى، لكن أسمى أنواع الزواج هو عندما يكون الزوج في وجدان زوجته (تحبه) وعندما تكون الزوجة في وجدان زوجها (يحبها).
من هنا نرى أن إقامة الصلاة لذكر الله (وأقم الصلاة لذكري) رغم أنها كتاب (أي أمر وتكليف)، فإن في أقامتها شيئاً خاصاً مميزاً أكثر من مجرد تنفيذ أمر الله وطاعته، شيئاً يسمو بصاحبه عن مجرد الرغبة بالجنة أو الرهبة من النار، شيئاً هو وجدانية الحب أو محبة الوجدان."
ورد في التراث أن "رابعة العدوية" قد تناولت وصف علاقتها بالخالق سبحانه مما يكاد يتطابق مع شرح د. شحرور لفرق المعني بين كلمتي العبادة والصلاة.
فايز انعيم