ما يتداول من مقولة لأينشتاين المصاغة بالعربية أصدقها عنه ليس بعد تأكدي من وجود أصل إنجليزي لها –لأني لم أفعل- بل لإيمان الرجل باليهودية التوراتية الأصلية والحقة. فأينشتاين كرجل علم وعقل ويؤمن بوحدة الخالق وبحّاث لا يمكن أن يدخل في قطيع استسلم لتفاسير تراثية قديمة أنتجها بشر قد يصيب وقد يخطئ فهو يتأكد من صحة ما يقال بنفسه. وهو بهذا –بالمناسبة- مطيع أمين لكل ماأمرنا الله به بكتابه العزيز ونحن مثله موحدون. ولعلنا نشير إلى حقيقة نص عليها القرآن وهي أن كل الانبياء والرسل كانوا مسلمين لله وهو الاسلام الذي عرفه الله في كتابه. راجع بحث د. محمد شحرور "الاسلام والإيمان".
آيات الله وكلاماته في الكون خلقها الله الواحد الأحد وأمرنا –كمتعلمين ومثقفين- أن نبحث فيها ونصل إلى أسرارها فاللوح المحفوظ احتوى كل قوانين تسيير هذا الكون المخلوق. وقد وضع الله بضعاً من روحه للانسان ليكون جديراً بخلافته على الأرض يعمرها بما يصل له من علم الله الصانع الأحد ومن ثم يحاسبه على قراراته ويجزيه على دأب البحث عن المعرفة وفهم قوانين الفيزياء وكتاب كل أمر فيضطرد في تقدمه الدنيوي الذي يحسب له بآخرته وليس الرضا والاذعان على انتظار لجنة الخلد التي فهما خطأ أن الفقر والعجز هما قدر الله المكتوب على الانسان وعلى العكس الجنة منحها الله فقط لمن يعمل صالحاً تحت مظلة التوحيد والإيمان باليوم الآخر.
عدت للرابط الذي تكرم به عليّ ابننا شادي طه فوجدت ما يلي:
1. كاتب المقال وحد بين المادة والطاقة وأن المادة ناتجة عن تكثيف للطاقة. الخطأ الذي ذهب إليه الكاتب يتمثل في أنه خلط بين المادة والكتلة. فالكتله بعدً أساسي في الفيزياء (الأبعاد الأساسية تشمل الكتلة-كجم- والأبعاد –متر- والزمن –ثانية-). أما المادة فهي مركب من هذه الأبعاد الأساسية والزمن جزء رئيسي من مكونات أي مادة والمؤثر على هيئتها التي تدركها حاسة أو أكثر من حواس الانسان الخمس.
2. في توضيحي لشادي –والقراء- ذكرت حقيقة أن الكتله تتلاشي لو اكتسبت سرعة الضوء وعنيت أنها تتحول إلى طاقة. وأي كتلة –على العموم- تتحول إلى طاقة بمجرد تحركها أي بتفاعلها مع المسافة والزمن.
أبحاث د. أحمد زويل –المشكوك به في بلده- وصلت في عمق تركيب المادة إلى الفوتون واعتبرته –أي الفوتون- هو المكون الأساسي للمادة. وقد بدأنا نرى صدور نظريات أن الفوتون أصل المادة ولأنه صار بالمقدور قياسه فيمكن أن يصبح الفوتون واحداً من الأبعاد الأساسية بدلاً من الكتلة بشرط قدرة الانسان قياس كميته في حياته اليومية، طبعاً هذا مستحيل لصغر الفوتون المتناهي وعليه سنبقى على الكتلة كبعد أساسي والتي يمكن لنا قياسها.
وأنتهي بالقول أن أية اكتشافات لا تؤكد صحة كتاب الله –حاشا لله- هي فقط تعيننا على فهم أعمق وأدق لكتاب الله. لننظر إلى كل الاختراعات التي نتمتع بها، هل أي منها ليس تقليداً لآيات الله؟؟؟؟؟ أكرر أن كتب الله مخازن كلمات الله وآياته والعاقل من يتبع أمر الله ويبحث ويكشف حقائق قوانينها فيعرف الله أكثر. وأزعم أن ارتفاع نسبة العلماء اليهود –بل والكاسح- أنهم يرجعون للتوراة الأصلية والتي فيها نبوة موسى وأنباء رسالة إبراهيم الحنيفية.
فايز انعيم