نظرا لأن موضوع الطاقة والمادة هما من اصعب المواد العلمية واكثرها تعقيدا ، ويحتاجان الى المام كبير بالفيزياء والرياضيات ، فأني سأقفز الى النتائج العلمية للنظرية النسبية و هي كالاتي
1/ ان الضوء او اي شيء يسير بسرعة الضوء تتكثف كتلته , ويصبح وزنه ما لانهاية , ويأخذ شكل الضوء , وتصبح كتلته وكأنها هي كتلة الكون كله بما فيه .
2/ اثبتت هذه النظريات ان هذا الجسم الضوئي او الذي يسير بسرعة الضوء فما اعلى لا زمان يحده ، وانه ممكن ان يكون في الماضي والحاضر والمستقبل في ان واحد ، بل انه ممكن ان يكون في ملايين العوالم المتوازية في ذات الوقت .
لتسهيل الأمر اكثر سنأخذ المثال التالي
تخيل وجودك في صحراء خالية وبيدك مسدس تطلقه أمامك على مستوى البصر ، وفور إطلاقك للنار ، تخيل أنك تجري بسرعة خارقة خلف الرصاصة المنطلقة عازما الإمساك بها..
ولأنك تجري "بسرعة البرق" تلاحظ أنك كلما اقتربت من الرصاصة بدت لك أنها تسير ببطء أكثر ، وحين تلحق بها أخيرا وتجري بمحاذاتها بنفس السرعة ، ستلاحظ أنها توقفت تماما في الهواء لدرجة أنك تستطيع مسكها بيدك ، ووضعها في جيبك .
في هذه الحالة فقط يمكن القول إن الزمن توقف تماما بالنسبة للرصاصة ، وغدت ساكنة لكل جسم يتحرك بنفس سرعتها .
ولكن ماذا يحدث حين تزيد سرعتك على سرعة الرصاصة نفسها !؟
حينها ستلاحظ أمرا عجيبا يصعب تصديقه !؟.. ستلاحظ أن الرصاصة تبدأ بالعودة للخلف وأن الزمن يتراجع الى الوراء حتى ترى اللحظة التي ضغطت فيها على الزناد بنفسك !! .
هذه الفرضية العجيبة تعد أحد أساسيات الفيزياء الحديثة ، وتشكل ركنا مهما من نظرية أنشتاين النسبية. فالزمن يتولد نتيجة الحركة التي يحدثها الجسم ذاته ، كانطلاق الرصاصة بسرعة خارقة ، وحين يتحرك المراقب ، (وهو انت في هذه الحالة) ، بسرعة الجسم المتحرك سيتوقف الزمن بالنسبة لكليهما .
أما حين تتحرك الرصاصة بسرعة تزيد على الجسم ذاته فسيبدأ زمن الرصاصة .
مثال اخر : لو سافر رائد فضاء في مركبة تنطلق بسرعة الضوء إلى نجم يبعد عنا سنة ضوئية واحدة ، ثم عاد إلى الأرض , فسيجد أن السنتين (اللتين قضاهما في رحلته) قد أصبحتا نصف قرن من زمن الأرض .
بمعنى ، لو أن لذلك الرائد شقيقاً توأماً بقي على الأرض , وكلاهما في سن العشرين عند بدء الرحلة , فسيعود الأول من رحلته وهو في الثانية والعشرين من عمره ، ليجد توأمه في سن السبعين .
مثال اخر :
الآن ما هي عقيدة المسلمين في الله .
لقد اجمعت امة الأسلام , واللتي تشهد ان لا أله ألا الله , بأن الله جل جلاله رب الكون العظيم , ليس كمثله شيء ، فلا شيء يشبهه سبحانه رب العالمين ، ولايحتويه مكان ولا زمان ، واسع عليم عالم بكل شيء . وقد اجمع جميع علماء الأمة على كفر كل من يقول ان الله محدود في زمان او مكان أو شكل من الأشكال اللتي يعرفها البشر .
لنأتي الى الآية اللتي وصف الله بها نفسه في القرآن للتقريب طبعا لا للتشبيه وأعني بها الآية رقم 34 من سورة النور حيث يقول جل جلاله .
(( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )) .
لماذا وصف الله نفسه بالنور على نور ، أي نور له طاقة تفوق طاقة جميع الأنوار اللتي نعرفها في هذه الدنيا مجتمعة ، من مشكاة ، أو مصباح ، أو زجاجات الضوء الكهربائية اللتي تنير دون أن تمسسها نار ، أو حتى الكواكب الدرية ، أي المتلألئة كالنجوم اللتي أحدها شمسنا ، واللتي لها طاقات ضوئية هائلة ، لم يستطع البشر معرفتها بحواسهم ، مع أنهم عرفوها حسابيا ، وبمساعدة الأجهزة .
هل هي الصدفة البحتة ؟؟ .
سبحانه يصف نفسه بشيء اعلى واكثر واكبر من الضوء ، بالنور اللذي ليس كمثله شيء ، وما دام الضوء وهو شيء اقل من النور له هذه الخواص اللتي يتكلم عنها آينشتاين ، واللتي تقول ان أي شيء يتحرك بسرعة الضوء هو شيء لا يحده زمان ولا مكان ، فكيف الحال أذا لو كان النور هو نور الله اللذي ليس كمثله شيء .
بالتأكيد ان نظرية آينشتاين تأكد ان الله هو واجد الوجود ، وهو اللذي يعرف ما في النفوس ، وهو اللذي أقرب ألينا من حبل الوريد ، وفي ذات الوقت هو على عرشه يسير السماوات والأرض بميزان لا يمكن لكائن أن يتخيله ، فضلا عن أن يصنع أتفه مخلوق فيه .
هو سبحانه في كل مكان وفي كل زمان ، هو قبل الوجود ، وأثنائه وبعده في ذات اللحظة ، هو في السماوات والآرض في ذات اللحظة ، لأنه ببساطة ، الله ، نور على نور ، لا زمان يحده ولا مكان سبحانه وتعالى عما يصفون .