وحبوب اللقاح عبارة عن حبيبات دقيقة للغاية تشكل العنصر الذكرى فى تلقيح الزهور ..ويجمعها النحل بارجله ويحضرها الى الخلية ليصنع منها وجبات يومية لليرقات الصغيرة التى ستصبح شغالات فيما بعد .. وقد زود الله النحلة بغريزة اختيار الزهور التى تعطى اقوى تركيز عناصر فى حبوب لقاحها .. تفرغ النحلة حمولتها من اللقاح فى داخل عش النحل امكون من عيون سداسية الشكل ويبدأ النحل المختص فى عمله بان يلوكها بفكيه ويمضغها ويلوكها ويفرز عليها من لعابه وغدده ثم يضيف اليها رحيقا مركزا ويكرر العمل حتى يتمكن من ضغطها داخل العيون ثم يعزلها تماما عن الهواء بطبقة رقيقة من العسل لتبدأ بعد ذلك سلسلة من التفاعلات الكيماوية المعقدة تجعل هذه المادة اقوى مادة طبيعية حافظة للصحة ومحققة للشفاء ومجددة لجميع انواع خلايا اعضاء الجسم ..
اما الدكتور ( ريمى شوفان ) من معهدى علوم النحل فى ( بور سير ) بفرنسا فقد كتب الى الاكاديمية الطبية الفرنسية عام 1956 قائلا:
ولما اكتشفنا ثراء حبوب اللقاح واتزان العناصر المكونة لها فقد اعطيناها لحيوانات التجارب على مدار عامين فلم نجد لها اية اثار ضارة بل على العكس فانها زادت من خصوبتهلا وحيويتها ..
وبعد ذلك اعطيناها لمجموعة من البشر فيها اطفال وبالغين ومسنين ..وقد اعطت الاختبارات الاكلينيكية نتائج ممتازة فى حالات الامساك الجادة كما سجلت ملاحظات مدهشة فى حالات التهاب القولون والغازات .. اما المرضى المصابون بالاسهال الحاد الذى استحال علاجه بالمضادات الحيوية فقد اظهرو تحسنا ملحوظا .. الى جانب ان حبوب اللقاح زادت من وزن المرضى وقوتهم اثناء النقاهة ..
اما الاطفال الذين عانو من الانيميا فقد تحسنت لديهم نسبة كرات الدم الحمراء .. واما فى المسنين فقد اعطت نتائج مشجعة للغاية ..
ويرى د. ريمى ان حبوب اللقاح تتميز بوصف المضاد الحيوى لانه وجد انها توقف نمو ميكروب السالمونيلا الذى يسبب تسمم الاغذية ويقول : ان ان لها القدرة على تنظيم وظائف الامعاء وعلى تدمير الميكروبات الضارة فى الجهاز الهضمى وخصوصا ( اشيريشيا كولاى ).
اما الباحثون فى السرطان والذين اعطو حيوانات التجارب وجبات من حبوب اللقاح ليرو ا تأثيرها على النمو الخلوى فقد قرروا انها اخرت ثم اوقفت ظهور الانسجة السرطانية .. ونشر ذلك فى اكتوبر عام 1948 فى صحيفة معهد السرطان القومى ..
وقد قام ( الن كيلس ) الباحث الزراعى باكاديمية الزراعة الفرنسية بدراسة خاصة ليجد اجابة عن سؤال واحد هو ما اذا كانت حبوب اللقاح يمكن اعتبارها غذاء طبيعيا كاملا بحيث يمكن العيش عليها فقط كوجبة يومية ؟ دون تناول شيئا اخر سواها بحيث يمكن للانسان ان يستمر فى الحياة ؟!.. وجاءت النتيجة كما يلى : ان 35 جرام من حبوب اللقاح يوميا تحقق للانسان كل ما يحتاجه منالعناصر الغذائية اللازمة للشخص العادى .. واضاف : ان 20 جرام منها تعتبر وجبة يومية غير مشبعة وانما تحفظ الحياة ..
يتبع