قصـــة النقــود
1- المقايضـة :
المقايضة كانت الوسيلة الوحيدة التي استخدمهـا الإنسان في المجتمعات القديمـة لسد إحتياجاته وإتمام العمليـات التجارية ، وقد دفعت الصعوبات التي واجهها الإنسان إبان إستخدامه نظام المقايضة إلى إتخاذ سلعة وسيطة للقيام بدور الوسيط لإتمام عملية التبادل التجاري وهو ما عرف باسم (النقود السلعية) والتي تختلف من مجتمع إلى آخـر بناء على إختلاف النواحـي الإقتصادية والإجتماعية ، ففي إفريقيا استخدمت بعض القبائل البقر والماعز ، وفي بلاد اليونـان الثور ، وفي التبت رزم الشاي وفي الهنـد السكر والصوف والحبشة الملح الارز في شرق آسيـا و في بلاد الرافديـن الشعير .
2- النقـود المعدنيـة:
واجهت النقود السلعية صعوبات حدّت من إستمرارها فمعظمها كانت إستهلاكية وأهم سلعة راجت رواجـاً نقديا هي الماشية غيـر انها كانت معرضة للموت أو المرض إضافة إلى عـدم قابليتها للتجزئة فكان الحاجة إلى وسيلة أخرى يسهل تخزينها وحملها وتقسيمها وأن تكون نـادرة ومن الصعب تقليدها ، ومن هذا المنطق لجأ الإنسان إلى المعادن كالذهب والفضة والنحاس حيـث تم تداولها على شكل قضبان أو حلقات أو كتل مصبوبة .
قـام الليديون (وهي مملكة في المنطقة الجنوبية الغربية من آسيا الصغرى ) بسك أول عملـة نقدية في التاريخ في عهد ملكهم آرديس (652-625 ق.م) حيث أعطيت قيمـة معلومـة نقشت عليها صورة أسد وهو شعار أسرة (الميرمند) حكام ليديـا، انتقلت عملية سك النقود إلى أثينا وبلاد فارس ومن ثم إلى معظم الحضارات القديمة ، وهكذا استقر العمل بالنقد المعدني قروناً عديـدة عبر مراحل متعددة من التاريخ الحضاري للإنسان .
وفي شبه الجزيرة العربية استخدمت الدنانير الرومية والدراهم الفارسية حتى بدايـة عهـد الدولة الإسلامية حيث أقر الرسول صلى الله عليه وسلم استخدام هذه النقود حتى عهـد عمر بن الخطاب حيث تم إضافة (لا إله إلا الله ) وفي بعضها (محمد رسول الله) إلى الدنانير الروميـة والدراهـم الفارسيـة وفي عهـد عبد الملك بن مروان تم سك أول نقود إسلاميـة خاصـة.
3- النقـود الورقيـة:
ينسب إختراع النقود الورقيـة إلى الصينيـن فهم أول من استعمل الأوراق النقديـة كبطاقات إئتمان قابلة للتحويل حيث ظهرت صعوبات في الدفع النقدي بسبب نقص معدن النحاس إضافة إلى قيام الناس بترك حقائبهم الثقيلة والمليئة بالنقود النحاسية لدى التجـار بدلاً من حملهـا مقابل وصولات تدون فيها قيمة النقود المودعة ، وانتشرت هذه الطريقة إلى كوريا والهند ومنها إلى أوربا والتي شهدت في أوائل القرن الرابع عشر قيام بعض العائلات من اصحاب البنوك بإصـدار وصولات ورقيـة خاصة بهم.
وكان أول من أصدر أوراق نقدية في أوربا هو بنك ستكهولم في السويـد ، ونظراً لقـلة المسكوكات فقد أصدر البنك في عام 1661 أوراقـاً عرفت بوثائق الإئتمان وكانت تحمل ثمانية تواقيع وعلامة مائية لحمايتها من التزوير ، وانتشرت هذه الطريقة في إنجلترا وفرنسـا وهولنـدا، حيث قامت البنوك الخـاصة في هذه الدول بإصدار النقود وبكميـات كبيرة مما أدى إلى عجز تلك البنوك عن سداد الاوراق التي تصدرها فحدث إضطراب وساءت الأحوال الإقتصادية بسبب الخسائر الكبيرة مما دفع الحكومات إلى التدخل لضبط الأمور وأصبحت الحكومة هي المسؤولة عن إصدارها وضمان تعويض أصحابها عن قيمتها بالنقود المعدنيـة .
ومع إطلالة القرن العشرين وفي سنة 1914م شهدت النقود الورقية تطوراً كبيراً بحيث انفصلت عن النقود المعدنيـة ولم تعد قابلة للصرف بنقود من الذهب والفضة .
وللوصول للمفهوم العام للعمله حالياً
فقد تم اختراع الدولار ليكون بمثابة الشيك النقدي ، فتم تأمينه في مكان لحفظه مقابل شيك وهنا تم ايجاد البنوك وهذا الشيك اسمه (دولار) ولكن لا قيمة له ، الا بما تملك من ذهب في البنك ...
- بعد مرور سنوات على استعمال الشيك "الدولار" بات الناس يستخدمونه بدون الرجوع الى رصيده ، فمثلاً أعطيك 5 دولار مقابلها "40" غرام ذهب . فبدون الرجوع للرصيد تبيعني "سيارة" مقابل ورقة الدولار
وفي 1970 أعلن نيكسون فك الارتباط بين الدولار والذهب ... ليصبح الدولار عملة رصيدها فيها نظراً لقوتها وقوة الولايات المتحدة الامريكية العسكرية والاقتصادية .
وبعد امريكا حلت باقي دول العالم ارتباط عملاتها بالذهب لتربطه بالدولار "الذي يأخذ قيمته" من قوة امريكا وهيمنتها على العالم وبيعها للسلاح ... لذلك تسمى "الرأسمالية" أي رأس المال عندها " فلها ان تطبع وبدون ان يأكلها التضخم .
واخيرا كل دولة تربط طباعتها لعملاتها بما تملك من دولار أولاً ثم وبعد الازمات العالمية بدأت الدول تفكر بربط عملتها بسلة عملات .... هذا ولا بد من الاحتياطي من الذهب ولكن قوة العملة تستمد من قوة الثروات لدى البلد ( نفط - ذهب - ثروات زراعية - صناعية - معادن ) ....
كمثل واقعي في العراق كان الدينار العراقي = 3 دولار وشوية وبعد الحروب الثلاثة اصبح الدولار = 3000 دينار اي انخفضت قيمة العملة 9000 ضعف نتيجه لعدم الإستقرار الإقتصادي والان الدولار = 1200 دينار وهكذا
فالعملة هي ورقة ثقة
تتحدد قيمتها بمقدارها المتداول ومدى حاجة الناس للتداول بها .
وإذا تم طرح كميات كبيرة من العملة أكثر من الحاجة فقيمة العملة تنحفض.
ويمكن اعتبار العملة كسلعة.
مثلاً: يرتبط الدولار بإنتاج النفط
فالبنك الفيدرالي الأميركي ( ملكية خاصة ولا تملكه الحكومة الأميركية ) يقوم بطبع الدولارات بكميات هائلة بعد أن أحكم السيطرة على منتجي النفط - وطبعاً الدول الخليجية أهمها- وفرض على العالم شراء النفط بالدولار وهكذا يحصل على سلع أخرى مقابل أوراق الدولار التي يطبعها وتطلبها الدول لتشتري بها نفط.
إذا قررت الدول المنتجة بالنفط بيع النفط بعملة أخرى فستنهار قيمة الدولار فوراً .
--------------------------------------------------------------------------------
التعليقات