تودد أمريكا لإيران ... استقراء إجتهادي !!

3
0
أدهشتني عناوين –مانشتات- صحافة مصر خلال فترة انعقاد مؤتمر حركة عدم الانحياز والتي عبرت عن تشفي سذج وسطحية صحافيي هذه الحقبة من تاريخ مصر. فلا صحافة مصر ولا قيادتها استوعبوا أن ثورة 25 يناير2011 أبهرت العالم للمرة الثانية بالعصر الحديث ولا استحضروا ثورة يوليو 1952 والتي لم تقتصر على إبهار العالم بل قادته إلى تكوين حركة عدم الانحياز بالتوازي مع حركات التحرر والاستقلال للدول الصغيرة وصيانة استقلالها من طغوة الكبار الذي كان ساريا بعد انتهاء الحرب الكونية الثانية. الفرق كان في قيادة الأمة وكذلك في لسان الأمة وأعني صحافتها. فقد صاحب ثورة 52 صحافة هيكل وبهاء الدين والتابعي وصلاح حافظ وحمروش والنقاش وسلسلة طويلة غير ما ذكرت.
فأبرز ما عمى عنه استقراء صحافيي مصر التودد الأمريكي لإيران على عكس ما يعرضون ويحللون أن إيران هي التي تستجدي. فلم أجد صحفي ذكر أن ضمن وفد الأمم المتحدة الذي التقي المرشد الأعلى للثورة بإيران (الخامنئي) برئاسة بان كي مون وبصحبته مساعده السياسي جيفري فلتسمان والذي كان سفيراً لأمريكا في لبنان والذي قدم تقريراً أمام الكونجرس الأمريكي بأنه أشرف على صرف نصف مليار دولار بلبنان والعالم العربي فقط لتشويه سمعة حزب الله ومسح التأييد الشعبي له بعد انتصاره بالعام 2006. ولعلني لا أسئ الظن أن تعيينه مؤخرا كان مخططاً له ليتمكن من لقاء المسئولين بإيران ليرى بعينيه حال إيران ويسمع بأذنيه قادتها وينقل كل هذا إلى أقطاب الحكومة الأمريكية.
فقد أقرأ من اجتماعات طهران مايلي:
أولاً: خرج فيلتسمان من لقاء الخامنئي فتلاه تصريح دمبسى –رئيس الأركان بالجيش الأمريكي- بأن أمريكا تتخلى عن إسرائيل لو ضربت لإيران دون موافقة وتنسيق مع أمريكا. فأمريكا ستخفي هزيمة منكرة أمام حلف المقاومة باتصالها بإيران بالضبط كما فعلت لتغطية هزيمتها بالعراق بالانسحاب المتخفي منه دون تحقيق أي امتياز حلمت به وكان دافعها لغزو العراق.
ثانياً: أن مرسي أوقع مصر في فخ أن تبقى تحت الجناح الأمريكي التي درجت على منع حلفائها وأدواتها من المبادرات فيصبحوا أدوات مساومة حين تباشر هي بالتفاوض. وفقدت مصر بذلك فرصة تاريخية لاعلان استقلال قرارها من على منبر عدم الانحياز، تلك الحركة التي كانت مصر العمود الرئيسي لها.
ثالثاً: أن التمثيل الهندي رفيع المستوى الذي شارك قد أجهز على سياسة القطبية الواحدة والتي تمسك مرسي –للأسف- ليس فقط ببقاءها بل كذلك باشارته للطائفية التي تؤكد تبعيته لباعثها بين المسلمين.
فايز إنعيم

 

التعليقات

زغباوية منذ 12 عام
مقالة مهمة فعلا لابراز التودد الأمريكي لإيران اللى فعلا مخدتش بالى منه كنت مهتمة بخطاب الرئيس المصري وانبهاري به وعلشان كدا انا على اختلاف مع حضرتك على النقطة الثانية (طبعاالخلاف ده خلفيته ليست ثقافية بالمرة انما هى عاطفية بحتة)
Fayez Eneim منذ 12 عام
أعذريني فقد أصبحت أسمي الاستقراء الوطني والسياسي والاستراتيجي والقانوني والدستوري للغالبية بوعي الأهلاوي والزملكاوي. والعاطفة ليست عيب أما أن تتحول لطمس كلي للعقل فهو خطورة شديدة. أحاول جهدي أن أصل بقرائي إلى الوعي واتخاذ مواقف حرة وألا نكون كالقطيع وراء كل كلمة. أذكرك بعواطف غالبية المصريين بعد خطاب المغبور حسني مبارك أثناء ثورة يناير!!!!
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy