خطاب الرئيس مرسي بمؤتمر دول عدم الانحياز لم يترك عندي شك بأنه لا يعرف حتى عن وجود المبادئ العشرة التي تم بناء حركة عدم الانحياز عليها. فقد شاكل تخبطه الداخلي مع تخبط على مستوى دولي يؤكد ضياع فرصة بعث ثانية لدور مصر القيادي بالعالم. وكم كان مؤلماً أن تتجول كاميرات النقل التلفزيوني بين وجوه الوفود فتقرأ الامتعاص والاستهجان بل والقرف من وقاحة –على النمط الأمريكي والاسرائيلي- ما كانت متوقعة من رئيس شعب متحضر وممارس لأبسط قواعد الاتيكيت في مؤتمرات سياسية ودبلوماسية كهذه. فقد بدا أن حضور مرسي كان بهدف مهاجمة سوريا مخالفاً لعدة مبادئ من عشرة باندونج تشمل الأول والثاني والرابع والخامس والسادس والسابع والثامن –راجع المبادئ أسفله- . فقد شعر مرسي بالقرف – كسوزان رايس- من فيتوهات روسيا والصين الثلاثة بينما بلع أكثر من 57 فيتو أمريكي أمام أي قرار ضد مصلحة اسرائيل بل وضد فيتو بريطاني-فرنسي أثناء حرب 56 على مصر.
المبادئ العشرة لباندونج
1- احترام حقوق الإنسان الأساسية، وأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
2- احترام سيادة جميع الدول وسلامة أراضيها.
3- إقرار مبدأ المساواة بين جميع الأجناس، والمساواة بين جميع الدول، كبيرها وصغيرها.
4- عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى أو التعرض لها.
5- احترام حق كل دولة في الدفاع عن نفسها، بطريقة فردية أو جماعية، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة.
6- أ- عدم استخدام أحلاف الدفاع الجماعية لتحقيق مصالح خاصة لأيّ من الدول الكبرى. ب- عدم قيام أي دولة بممارسة ضغوط على دول أخرى.
7- الامتناع عن القيام، أو التهديد بالقيام، بأي عدوان، والامتناع عن استخدام القوة ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي لأي دولة.
8- الحل السلمي لجميع الصراعات الدولية، وفقًا لميثاق الأمم المتحدة.
9- تعزيز المصالح المشتركة والتعاون المتبادل.
10- احترام العدالة والالتزامات الدولية.
وقد حاول تغطية هدف مهاجمة سوريا بآنجازات وهمية لحركة عدم الانحياز خلال فترة سيطرة القطب الواحد –ورأست مصر آخر ثلاث سنوات- من منع الحرب على أفغانستان ومنع غزو العراق وليبيا ومنع استغلال الدول الغربية لموارد العالم الثالث. فطبعاً علينا ألا نرى موجة انتشار الفقر بالعالم وتفاوت الدخل والهوة السحيقة التي ذهب إليها مستوى المعيشة لأغلب سكان العالم.
أعذروا عفافتي عن أية مقارنة بين إنجازات فترة الرئاسة المصرية للحركة لثلاث سنوات بدأت عام 64 وبين إنجازاتها التي بدأت عام 2009 مجنبا إياكم ونفسي الضغط والسكر بل والأزمة النفسية. هل أكون سئ النية لو ظننت أن الخطاب إنتقام إخواني هدف إلى تحطيم منظومة بدأها جمال عبد الناصر؟
فايز انعيم