كنت في مقال سابق قد شابهت بين انتصار محور المقاومة (إيران-العراق-سوريا-حزب الله-ما بقي من مقاومة غزة) على القوى الغربية والصهيونية والرجعية مع انتصار مصر بمعركة تأميم قناة السويس وقلت حينها أن عالم جديد تشكل بعد معركة قناة السويس حيث ألهمت التجربة الناصرية شعوب العالم في كل القارات إلى التحرر والتنمية. وقلت أن انتصار سوريا سيستنهض شعوب العالم ثانية مما يشكل خطورة كبرى على الأنظمة المتخلفة والغرب الذي رعاها تلك الأنظمة العميلة التي عادت للإمساك برقاب الشعوب وفرضت عليها الضياع والفقر والجهل حيث تتحرك الشعوب ضد هذا الغرب فتعود الدول الصغيرة إلى وحدتها التي شكلت في السابق قوة حدّت من عبث الأقوياء المستعمرين.
عدم الانحياز يعاد بعثه على أرض إيران التي تعرضت لحصار الغرب –كما حدث لمصر ثورة يوليو- ولم يؤثر على تقدمها العلمي والاجتماعي والعسكري- تماما كما كان نجاح مصر ثورة يوليو- . وعدم الانحياز يعاد بعثه على أرض إيران وهي تحت التهديد بالهجوم عليها ومن ذات الغرب والصهيونية المشاركون بالعدوان الثلاثي وبعد ذلك بحرب 67.
ما أحزنني أن تفشل مصر –وطن جمال عبد الناصر القطب الأبرز لعدم الانحياز- في تحقيق أي إنجاز طوال رئاستها منظومة عدم الانحياز باستسلام غريب للضغوط الغربصهيونية وتسلمها الآن لمن هو حر الإرادة وصمد أمام كل الضغوط والحصار.
لا أشك في نجاح أيران –كما نجحت مصر عبد الناصر- المحاصرة والمشيطنة في بعث مارد عدم الانحياز فتعود للجمعية العامة مصداقية فقدتها إبان فترة القطب الواحد خاصة وأننا على أعتاب إجتماعاتها التي ستبدأ خلال سبتمبر.
وإلى لقاء .....
فايز إنعيم