الفلسطينيون باعوا أرض فلسطين لليهود .. كذبة أطلقها ملوك جيش الإنقاذ

4
0
قد تكون شهادتي مجروحة –كفلسطيني- أن أنقض اتهام الفلسطينين ببيع أرضهم على أمكانية أن اتندر بمدى الذكاء الفلسطيني الذي يبيع أرضه ثم يطالب باسترادها. وقد آلمني أن يتم تدوين هذا الزيف والزور في كتب التاريخ وقد كان أحدها للمؤرخ كامل أبو ليلة وكان جزءاً منه مقرراً علينا بإعدادي هندسة عين شمس، وللحق فإن الجزء الذي تحدث عن بيع الفلسطينيين أرضهم لليهود كان خارج الجزء المقرر لكن حب القراءة أغراني أن أقرأ الكتاب كله فأصدم بما وثقه كحقيقة تاريخية وكان بمقدوره مراجهة الوثائق البريطانية ويثقاكد من موضوع بيع الأراصي هذا.
قد يتذكر معي بعض قراء مقالي هذا حادثة اسقاط اسرائيل لطائرة مصرية مدنية –أعتقد في بدايات عام 1971 أو أواخر 1970 والمؤكد أنها بعد ثورة الفاتح من سبتمبر الليبية- وكانت المذيعة المشهورة في وقتها سلوى حجازي أحد ضحايا هذه الحادثة. وقليل من الناس من يذكر أول وزير خارجية لليبيا الثورة المرحوم صالح مسعود بويصير والذي كان هدف إسرائيل الحقيقى من أسقاط الطائرة فهو مجاهد حقيقي ومناضل في سبيل فلسطين. ومن ضمن نضالاته إعادة صياغة الرسالة الجامعية القيمة التي نال عليها درجة الماجستير من جامعة الأزهر والتي كان موضوعها يتمحور حول توثيق بيع الأراضي الفلسطينية وانتقال ملكية جزء ضئيل منها للوكالة اليهودية والممولة من أغنياء اليهود بمصر وبريطانيا وأمريكا وذلك من الوثائق البريطانية. هذا المؤلف صدر في مصر عام 1968 باسم "جهاد شعب فلسطين خلال نصف قرن" ومنع من التداول في معظم العالم العربي حيث تحدث وبالوثائق عن خيانات الملوك العرب للقضية مع توثيق كامل لموضوع بيع الأراضي.
رابط هذا الكتاب : http://www.fustat.com/books/yasir/cont.shtml
وألخص موضوع بيع الأراضي كالتالي:
1. هناك عدد محدود من حالات بيع الفلسطينيين لا تتعدى أصابع اليدين وقد أعدم ثوار فلسطين كل من باع أرضه فارتدع بذلك كل ضعاف النفوس المحتمل استجابنهم لإغراءات الوكالة اليهودية وإرهابها في معظم الأحيان. ولعلي أشير إلى ممارسة نفس أسلوب الإرهاب الذي يتبعه الاسرائيليون حتى الآن ومؤخراً قالت الخارجية الأمريكية أن ممارسات المستوطنين بالضفة الغربية ضد الفلسطينين قد تصل للإرهاب.
2. القسم الثاني من الأراضي تمت بواسطة عرض الانتداب البريطاني لمساحات كبيرة للبيع بنظام المزايدة فاستحال على رأس المال الفلسطيني المحدود من شراءها وأمامه تمويل تسليح الفلسطينين للدفاع عن أرواحهم وأرضهم ضد العصابات الصهيونية –الأرجون والهاجناة-. وكنت قد ذكرت بأحد مقالاتي الأولى على "زيدوني" أن خالي –رحمه الله- كان ضمن وفد زار مصر واجتمع مع أغنياء مصر لتشجيعهم على شراء الأراضي المعروضة من حكومة الانتداب بدلاً من تركها لملكية اليهود. وعاد الوفد إلى فلسطين مستغربا فتور حماسة أغنياء مصر لشراء أراضي في فلسطين لكن تكشف لهم فيما بعد تعرض المصريين لضغوط صهيوبريطانية كبيرة. وقد يكون من المفيد أن أذكر أن الجالية اليهودية بمصر كانت ليس فقط أكبر ممول مالي بل وأكبر مركز تدريب أفراد العصابات الصهيونية وهما معا أديا إلى قيام دولة اسرائيل.
3. القسم الثالث من الأراضي كان ضمن نظام الحسبة العثماني حيث باع القائمون على إقطاعيات الحسبة المتركزة في شمال فلسطين ويقطنون خارج فلسطين على رأسهم حسبة آل القباني وحسبة آل سرسق وغيرهم. ونظام الحسبة العثماني يعتمد على تسديد المحتسب مقدما للصدر العالي باسطنبول مبلغاً مقدماً من المال على أن يتولى المحتسب جمع مكوس يفرضها على ملاك الأراضي بالإكراه والتعجيز فيقضم المحتسب جزء من الأرض مقابل المكوس أو يستولي على الأرض بالاكراه. وما حدث أن أصبحت الوكالة اليهودية هي المحتسب عن أراض واسعة بمجرد شراء الامتياز من المحتسبين المعينون من قبل الخلافة العثمانية.
سأكون على استعداد للرد على استفسارات وتعليقات قراء هذا المقال مع أملي أن يدرك الجميع أن تزييف التاريخ هو من بث في هذا الجيل قناعة ليس فقط العجز لكن كذلك إتهام جيلنا بالقصور خاصة وأن هذا الجيل لا يعرف أن حرب الغرب وإسرائيل على المنطقة لم تتوقف وأن قوة جيلنا العسكرية كانت وليدة وجوبهت بقوى طاغية.
وإلى لقاء ....
فايز إنعيم

 

التعليقات

HoSSaM منذ 13 عام
كلام حضرتك يا دكتور رائع بس أنا عندى معلومه زياده إن الفلسطيين كانوا يبيعون أرضهم لليهود وبأعلى الأثمان وكان ينفق على ذلك اليهود الأمريكان لشراء أرض الله الموعوده
محمد عبد المنعم منذ 13 عام
لكن هذه المعلومة "الزيادة" تتعارض مع مضمون هذا الكلام. هل تقصد الحالات المعدودة التي ذكرها الكاتب في البند رقم 1؟

سؤالي للكاتب: الأراضي المباعة من الإنتداب البريطاني كانت أصلا ملك من؟ وكبف استولى عليها؟
Fayez Eneim منذ 13 عام
تقصد أراضي القسم الثاني وهي الأراضي الغير مملوكة للناس أو أرض بوار لم تستثمر بعد وتعود ملكيتها في العادة للدولة وبتصرفها المطلق ويمكنني تشبيهها بالأراضي المصرية المتروكة بتصرف الجيش كأساس الدولة المصرية.
تقوم الدول في العادة ببيع هذه الأراضي أو منحها لمستثمرين للحصول على أموال تنفق منها على البلد والموظفين. ولعلى أذكر بمليارديرات مصر مبارك الذين اغتنوا من وراء منح الأراضي وبيع القطاع العام بأرخص الأسعار.
Fayez Eneim منذ 13 عام
بخصوص تعليق حسام فقد أنشأت مقالي لكي أصحح إنطباعات متداولة غير صحيحة وهذه بالذات -أقصد بيع الفلسطينين لأرضهم- كانت مدعاة لكثيرين أن يقولوا لماذا نعين فلسطينيين هم باعوا أرضهم؟ وأعيدك إلى النكتة التي ذكرت عن ذكاء الفلسطيني. وصدقني قد كان ردي على كل أخ مصري -حين قدمت مصر لأكمال تعليمي الجامعي- بهذه النكتة عن ذكاء الفلسطيني. أخيراً اتمنى عليك أن تقرأ الكتاب الذي أشرت له خاصة وأنه لكاتب غير فلسطيني وقدم له شخصيات هامة كالشيخ الباقوري واللواء محمود شيت خطاب -رحمهما الله- ودفع الكاتب حياته ثمنا لفلسطين.
محمد عبد المنعم منذ 13 عام
كنت أتخيل أرض فلسطين كلها كأرض الدلتا في مصر التي أرض زراعية بالكامل ومملوكة لمزارعين
Fayez Eneim منذ 13 عام
أصادق على توقعك جزئياً. تتمتع فلسطين بتوزيع سكاني أكفأ مما هو حادث بمصر التي يتركز سكانها حول النيل تاركة اكثر من 80% من أرض مصر صحراء كما يتمتع الفلسطينيون بملكيات صغيرة تكون العائلة الواجدة قادرة على استزراعها. وكان نمو عدد الأولاد دافعاً لاستصلاح أراض بور.
كذلك كان القانون السائد قبل نظم الدولة التي فرضها الاستعمار الأوروبي للشام كان يمنح ملكية أراض بور لكل شخص أو عائلة تقوم باستصلاح هذه الأرض مقابل مبادرتهم بدفع الضرائب المتوجبة على انتاج الأراضي المستصلحة. في مصر طغى المماليك وتملكوا معظم الأراضي بالدلتا -الصعيد بنسبة أقل- ضمن ملكيات واسعة للمالك الواحد فلم يكن همه الاستصلاح بقدر همه بالمحافظة على العمالة الرخيصة. وعلى مستوى الحاكم كانت الصحاري المحيطة بوادي النيل والدلتا شرقا وغرباً تشكل حمايةعسكرية للمناطق والمساحات المنتجة.
HoSSaM منذ 13 عام
أصدقك يا دكتور ولكن أسرائيل تمتلك أكثر من 10 ألاف عقد بيع لأراضى الفلسطينيين لليهود ، تعود هذه العقود لما قبل إعلان أسرائيل كدوله وقد تم توثيق وتسجيل هذه العقود لدى الأمم المتحده عند إعلان قيام دولة أسرائيل عام 1948
Fayez Eneim منذ 13 عام
واضح أنك لم تأخذ بالقسم الثالث مما عرضت عن نظام الاحتساب العثماني وانتقال امتيازها للوكالة اليهودية. كذلك لم تستكثر رقم العشرة آلاف وثيقة ملكية ليهود تشمل بيوت ومباني وقارنها بما يزيد عن أكثر من ثمانمائة ألف وثيقة ملكية لغير اليهود. حسام، سبق وأن أشرت إلى مأخذي على سطحية قراءتكم للوثائق والاحصائيات مما يسهل قيادتكم لنتائج غير صحيحة. ببساطة هل تعتقد أن تعداد سكان فلسطين كان عشرة آلاف؟
HoSSaM منذ 13 عام
لأ طبعاً مش قصدى ثم إنى بقراء كل كلمة حضرتك كاتبها بتمعن ولكن يا دكتور يمكن أختزال مئات الألاف من الأفدنه فى عقد أو وئيقه واحده وهذا لا يعنى أن 10 ألاف وثيقه هى لـ10 ألاف

وأنا أحاول أن أتأكد من معلوماتى التى أكتسبت بعضها من القراءه والبعض الأخر من عملى فى السياسه
Fayez Eneim منذ 13 عام
لقد بدأت مقالي بأن شهادتي مجروحة ووضعت رابط كتاب الشهيد صالح مسعود بويصير وأرجوك أن تعود لهذا الكتاب وتزيد مراجعك مرجعاً آخر. وأعود وأقول لك كم كان الفلسطينيون أذكياء ببيع أرضهم ثم المطالبة بها.
HoSSaM منذ 13 عام
أعدك بقراءة الكتاب بمجرد أنتهائى من قراءة كتاب نبى الله أدريس عليه السلام
ولكنك يا دكتور أشرت إلى وجود عدد قليل من الفلسطنيين قد باعوا الأرض وقد تم معاقبتهم ومنع الباقين من ذلك وهذا مخالف للوثائق والمستندات التى تؤكد أن الفلسطنيين قد باعوا أرضهم بأعلى الأثمان
Fayez Eneim منذ 13 عام
هل علينا أن نثق بتقارير اعتمد عليها الغرب لاثبات حق اليهود في فلسطين كالعميان؟ أظن اسلحة الدمار الشامل بالعراق أكبر دليل على عدم لجوء الغرب لتلفيق التقارير والاحصاءات.
HoSSaM منذ 13 عام
أنا فاهم قصدك جداً طبعاً يا دكتور ومتأكد منه وخصوصا فى الربيع العربى والتقارير المنسوبه له وأنا دائماً أحذر من عدم التوثيق لأنه يؤدى إلى تزييف التاريخ

ولو أستمرينا فى جهلنا وعدم وعينا كشعب كسول سيأتى اليوم الذى تظهر فيه أدله على أن اليهود هم بناة الأهرام ولكنى كـحسام لا أخشى هذا اليوم لأنه لو آتى وأنا على قيد الحياه فداخل عقلى الدلائل والبراهين على كذبهم أما إن كنت غير ذلك فالله خير الماكرين
HoSSaM منذ 13 عام
يا دكتور البدايه كانت بالمال ثم أمتدت وأتسعت الأراضى بالقوه
Fayez Eneim منذ 13 عام
البداية انطلقت من مؤتمر بازل بسويسرا إعتماداً على ترهل الخلافة العثمانية وما تسببته في تجهيل وتضعيف العالم العربي ومروراً بسايكس بيكو ووعد بلفور وملوك اشتروا كراسيهم بفلسطين وعالم عربي وإسلامي تخلى عن القضية.
HoSSaM منذ 13 عام
نعم القول يا دكتور
وفوق كل زى علم عليم صدق الله العظيم
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy