الموضوع تعب فيه تلات اشخاص في البحث و النقل و اختارنا منه تلات صفحات من الكتاب فقط للفت انتباهك ليه و تسليط الضوء على التنظيم السري للاخوان و حقيقته و دوره، ياريت ما تضيعش تعبنا على الفاضي و تقرأه تلات صفحات من كتاب مش كتير خصوصا انك هتستفيد اوي منهم جزاك الله خيرا .
مع إرتفاع أصوات وأبواق الإعلام المصري وأتهام الأخوان بالتنظيمات السرية العسكرية كان لابد أن نبجث لنكتشف حقيقة التنظيمات السرية في مصر وتاريخها فلم تكن مقصورة يوماً علي الإخوان وحدها و فيما يلي نوضح هذه الحقيقة :
أولاً : جوالة الأخوان :
كان للإخوان فرق من الجوالة يلبسون القميص النصف كم والبنطلون والشورت وكلاهما من اللون الكاكي ، يضعون حول عنقهم المنديل بالطريقة المعروفة لدي الكاشفة ، ويحلون صدروهم بشارة الكشافة وشعارها ( كن مستعدا ) وكانت تشكيلات الجوالة هذه تقوم برحلاتها الأسبوعية ، ومعسكراتها الصيفية ويراها الناس مرددة نشيدها ، يجري ذلك تحت سمع الدنيا وبصرها .
كما كانت الجوالة تقوم علي حراسة المظاهرات ، والإحتفلات الإخوانية وتنظيمها .
ولم تسجل لها حداثة إعتداء واحدة ولم يحدث من هذه التنظيمات الشبه عسكرية ، علي كثرة عددها ، وإتسااع حركتها ونشاطها ، لم يحدث منها أي إحتكاك ، لا بتنظيم ، ولا جماعة ، ولا بالمواطنين كما حدث من غيرها ، كما سنين لاحقاً .
ومع هذه هذه الإستقامة ، وكل هذا الإنضباط ، نسمع الآن من يرفعون عقيرتهم في الفضائيات ، ويطلقون ألنستنهم في المحافل والمجامع يتهمون حسن البنا والإخوان بالإستقواء ، وإستعراض العضلات ، والتباهي بتشكيلاتهم العسكرية وأنهم كانوا دونلة داخل الدولة .
ثانياً : تنظيم الوفد العسكري :
كان لحزب الوفد تنظيم عسكري ، وأقول : عسكري ، وأقصد معناها ، وقد سمي هذا التنظيم بأسم : القصمان الزرقاء ، فقد كان الزي الذي يلبسه هذا التنظيم يتكون من يقميص أزرق من قماش سميك ، ويشبه في شكله وإزراره ملابس الجنود ، اما البنطلون ، فلم يختاروا الشورت لباس الكشافة ، وإنما إختارو البنطلون الطويل في لونه الكاكي العسكري ، شكلا ونوعاً .
وكان لهم إستعراض أسبوعي ، فمثلاً كانوا في الإسكندرية يجتمعون يوم الأحد في منطقة الأزاريطة في مواجهة البحر ، وعندما يلتئم جمع الفرق كلها يبدأ الإستعراض بتقدمهم قائدهم ، والموسيقي العسكرية ، والموتوسيكلات ، ويطوفون بالشوارع والميادين الرئيسية .
ويقول الأستاذ محمود ثابت – من شهود المرحلة ومؤرخيها : - " كانت جماعة القمصان الزرقاء تلزم الهدوء غالياً طالما بقي الوفد في السلطة ، وكانت لهم صفة رسمية مبهمة . وأما إذا لم يكن الوفد في السلطة ، فقد كانوا ينطلقون لتنفيذ معارك فلي الشوارع ، وشن هجمات علي ممتلكات السياسين المعارضين ، وبلغت الأمور ذروتها عندما قام حشد من غوغاء القمصان الزراقاء بمهاجمة وحصار دار محمد محمود باشا ، وهو شخصية محترمة ، وكانوا وزيراً وفدياً ، ثم انشق علي الوفد ، وأصبح رئيساً للأحرار الدستوريين " .
ثم يستطرد الأستاذ عادل محمود ثابت قائلاً : " وعند هذه النطقة ينبغي أن نستطرد قليلاً ، ونسجل هذه الحقيقة العجيبة ، وهي أن مستر إيدن في لندن ، والسفير الإنجليزي في القاهرة كانا يلقيان بكامل ثقلهما وراء الوفديين ، والذي كانوا يتصرفون بهذه التشكيلات العسكرية مثل النازيين "
ثالثاً : تنظيم حزب مصر الفتاة :
كان تشكيل القمصان الخضراء ، التابع لحزب مصر الفتاة ، ومع أنهم كانوا أقل عدداً من القمصان الزرقاء ، إلا أنهم كانوا من عناصر ذات عقيدة إشتراكية وطنية ، وأكثر تشدداً في وطنيتهم ، وسموا في أهدافهم .
وكثيراً ما كان القمصان الزرقاء تعجبهم كثرتهم ، وتلعب النشوة في رؤوسهم فيفتعلون معارك ومصادمات مع القمضان الخضراء ومن وقت لآخر .
رايعا: تنظيم الإيطاليين المقيمين في مصر :
ولقد بلغ شيوع هذه التشكيلات شبه العسكرية ، ومسألة القمصان هذه أن الإيطاليين المقيمين في مصر كان لهم فرق تسمي ( القمصان السوداء ) وكان يستعرضها السفير الإيطالي علناً في القاهرة ، وهو يرتدي كل الشعارات الفاشية ، ويرفع ذراعه بالتحية الرومانية ، تحت أنظار كبار الشخصيات المصرية الذي كان يظهر في عيونهم الإعجاب بهذه المناظر .
خامسا: في فلسطين ، وفي السودان :
ولم تكن التشكيلات شبه العسكرية هذه قاصرة علي مصر فقط ، فقد عرفت منها في فلسطين ( النجادة ) و( الفتوة ) ، وكان في السودان ( شباب الأنصار ) التابع لحزب الأمة ، و ( شباب الختمية ) التابع للحزب الوطني الإتحادي .
مصدر هذه التشيكلات والتنظيمات :
ويبو أن هذه التشكيلات جائتنا من أوربا ، وبخاصة من ألمانيا وإيطاليا ، فقد كانت الأنباء تتوالي عن هذه التنظيمات التي كانت تمسي ( القمصان البنية ) و( القمصان السوداء ) تجوب شوارع برلين وروما ، والمدن الألمانية ، والإيطالية ، وهي تنشد الأناشيد الوطنية ، وتتقدمها الموسيقي العسكرية ، وتأتينا الأنباء عن البعث الجديد لألمانيا التي كانت قد تحطمت تماماً في الحرب العالمية الأولي ، وترفع رأسها الآن ، وتتوثب لإنتقام من عدوها ، فكان هذا داعياً – علي نحو ما لإستلهام أساليبهم ، فعدونا وعدوهم واحد .
يعنينا من كل ما تقدم أن إتهام حسن البنا والإخوان بإستخداث هذه التشكيلات العسكرية ، إرهاباً للآخرين وإستعراضاً للعضلات إتهام باطل ، لا أصل له ؛ فها أنت تري أن هذه التشكيلات عسكرية ، أو شبه عسكرية كانت سمة العصر في الغرب وفي الشرق ، في البلاد العربية وفي مصر ، ولم يكن حسن البنا مبتدعاً أو منشئاً لها .
بل أن الواقع يؤكد أن حسن البنا نأي بالإخوان عن هذه الصورة العسكرية ، عندما إختار لهم القميص نص كم والشورت ، وسجهل تنظيمة ضمن جمعية الكشافة العالمية ، ولذا لم يشملها قرار الحل حينما تدخلت السلطات لوضع حد التجاوزات هذه التنظيمات ، وأصدرت القرار الحاسم بحلها .
لم يكن الإخوان بدعا في إنشاء الجهاز الخاص ، فقد كان العمل السري من طبيعة المرحلة ، وخصائص ذلك الوقت ، بل قل : إنه كان موضعة العصر ، قد كان العمل السري هو الأسلوب المتبع في العالم كله : في الغرب والشرق ، فقد كانت التنظيمات السرية هي عماد حركات التحرر والنضال في أوروبا ضد القوى التي أتاح لها الإنتاصر في الحرب العالمية الأولي أن تمزق ألمانيا ومن كان معها ، وأن تجثم علي صدرها .
وفلي مصر في مطلع القرن العشرين كانت التنظيمات والتشكيلات السرية هي عماد النضال الوطني ، وكان أبناء الزعماء والباشوات هم عماد هذه التنظيمات ، فقد ا‘دت دراسة أكاديمية بعنوان ( الحزب الوطني والنضال السري من ( 1907 -1915 ) تحدثت عن التشكيلات السرية المتعددة للحزب الوطني ، وأعمال العنف التي أرتكبها ، والمساندة التي تلقتها ، وإحتفاء بهذا النضال السري نشرت هذه الدراسة ، مؤسسة حكومية رسمية ، هي ( الهيئة العامة للكتاب ) .
وكان أحمد باشا رئيس الحزب السعدي ، ومحمود فهمي النقراشي باشا الذي خلفة في رئاسة الحزب ، وكان من رجال الأجهزة السرية ، ووفقا في قفص الإتهام في محكمة الجنايات .
وتنظيم الضباط الأحرار الذي ما زال الجميع يتغني به ، ألم يكن تنظيماً سريا ؟ الم يكن تنظيم الضباط الأحرار ينسق ويرتب مع الجهاز السري للإخوان ؟
ألم يكن عبد الناصر نفسه عضواً في الجهاز السري للإخوان ؟ ألم يكن ضباط الجهاز السري للإخوان المسلمين هو وراء النجاح الذي حققته حركة الضباط الأحرار ؟ .
كما أنشأ عبد الناصر الجهاز السري الطليعي داخل الإتخاد الإشتراكي ومنظات الشباب ، وكان له خلاياه السرية ، وشنراته التي عليها أرقام كودية سرية ، ومكتوب عليها التحذير الشديد بعدم إفشاء أسرارها ، أو أسماء أعضائها بصفة تهديدية وكان لها تقاريرها السرية ، وكان أعضاؤها يتنقون بعناية كما حاول السادات عندما أنشأ الحزب الوطني ، حاول أن ينشئ داخله جهازاً سرياً ، لولا أن تسربت أنباؤه ، وعارضه نائبه حسني مبارك ، لما توقف .
أما عن العنف و الاغتيالات فقد وقعت في مصر 26 حالة عنف في الفترة ما بين 1915 حتى 1954 بين محاولات اغتيال ناجحة و فاشلة و أعمال شغب و تفجيرات و بدون الدخول في تفاصيلها فلم ينب للاخوان منها سوى أربعة حوادث فقط منها ثلاثة وقعت بعد حل الجماعة و الزج بقياداتها في السجون و الرابعة قاما بها طالبان مراهقان في الثانوية العامة ما قبل مرحلة الانشقاقات داخل الاخوان نتيجة امتناع قيادات الاخوان عن العنف و الدعوى بالقوى ضد السفور أو تبرج النساء و وتغييره باليد و رفض الجماعة اعلان الجهاد في فلسطين دون ترتيب أو تنظيم و هو دليل واضح على ان الجماعة كانت قد بدات تفقد السيطرة على هذه الحركة التي خرجت لتشكل شباب محمد و منهم من عمل منفردا و دليل في نفس الوقت على رفض الجماعة و نبذها للعنف .
بينما أصبح منفذوا الكثير من محاولات الاغتيال التي نجحت أو فشلت يتقلدون أعلى مناصب الدولة :
فمنهم عبد الناصر و السادات اللذان تولا منصب ر ئاسة الجمهورية و كان السادات يباهي بعد توليه منصب الرئاسة بمحاولته لاغتيال النحاس باشا لاكثر من مرة .
و اثنان تولا منص رائسة الوزراء و هما أحمد ماهر و محمود فهمي النقراشي و قد اغتيلا فيما بعد و كانا قد تولا رئاسة الحزب السعدي الذي ساهم في أحداث عنف و أراهب طويل .
و واحد تولى منصب وزير الخارجية و هو محمد ابراهيم كامل.
فلماذا إذن يتهم الاخوان وحدهم بينما سكت الاعلام عن فضائح الوفد و السعدي و الحزب الوطني الذي اسسه مصطفى كامل هذا الحزب الذي سن الاغتيالات السياسية في مصر و بدأها .
كل هذا و اكثر تجده في كتاب الاخوان المسلمون و العمل السري و العنف للكاتب الكبير عبد العظيم الديب
رابط تحميل الكتاب المكون من 152 صفحة فقط و انصح بقراءته بشدة
www.el-deeb.net/main/down.php?id=49
نقله لكم : عمرو حامد
صرف فيه للاختصار : محمود الغنام