كيسينجر يصف الثورة في تونس ومصر واليمن بالانقلاب الابيض .... قراءة للوعي

4
0
انتقاءاتي هذه الهدف منها دعم الوعي

نقل موقع جامعة ميريلاند لمشتركيه حوارا جرى في احدى جلسات الثينك ثانك اي البحث والتفكير في مركز بروكنغز الذي تديره الجامعة وقد ضم الحوار عددا من السفراء السابقين في منطقة الشرق الاوسط ووزيرالخارجية الاميركي الاسبق هنري كيسينجر.

حديث كيسينجر الذي تركز على الربيع العربي اعتبر ان الثورات التي شهدتها كل من تونس واليمن ومصر اظهرت عبر نهاياتها قربا من الغرب سواء بمواقف العسكر فيها او النخب السياسية او التيارات الاسلامية بينما كان الحكام ايضا معروفون بقربهم من الغرب لذلك لايمكن التحدث عن هذه البلدان وكان ثورة صافية قد جرت فيها فالثورة حسب كيسينجر تحمل تغييرا في النهج السياسي والاقتصادي يصل في بداياتها حد الراديكالية والتطرف ونحن لم نسمع اي كلمة سيئة بحق السياسية الاميركية ولا تلويحا بتغيير نظام الاقتصاد الحر ولا تهديدا لامن اسرائيل وهذه هي حسب استطلاعات الراي السابقة للربيع العربي مكامن وجع الشارع العربي.
ويتابع كيسنجر في محاضرته امام السفراء "أن ما جرى ان لم يكن انقلابا ابيضا نفذته الادارات الغربية بقوة الاستناد الى ملل الشعوب من حكام معمرين مضى على حكمهم عشرات السنين وضمن تفاهم واسع مع الحركات الاسلامية والجيوش لتنظيم العلاقات الجديدة بالاستناد الى صيغة نظام ديمقراطي يملك شرعية شعبية، فهي تحول ديمقراطي داخل الانظمة نفسها بالاستناد الى ضغط شعبي لتحسين الممارسة السايسية في احسن الاحوال.

لكن في كل الاحوال يقول كيسنجر "كان مفاجئا حجم المشاركة الشعبية في التغيير في ليبيا رغم حجم اموال النظام وقلة عدد السكان و وضالة المجهود الحربي والمفاجئ في سوريا هو الحجم المحدود للمشاركة الشعبية خصوصا في حلب ودمشق رغم فساد كثير من اجهزة النظام وسياساته وعدم شفافية مؤسساته".

اما في ليبيا وسوريا فيقول كيسينجر "ان الغرب يقف امام نموذجين لاسقاط انظمة حكم معادية او ليست موضع ثقة باحسن الاحوال واستثمار الربيع العربي والتدخلات العسكرية المحسوبة والرعاية الخليجية والتركية يتم بصورة محسوبة للتخلص من مصادر قلق لسياسات الاميركية والاسرائيلية في المنطقة ومثلما كان التغيير في ليبيا مستحيلا بلا تدخل عسكري مباشر، فهو مستحيل في سوريا لان التدخل العسكري المباشر مستحيل بالرغم ضالة موارد سوريا وحجم سكانها الكبير قياسا بمواردها".

والمفاجئ اكثر براي كيسينجر هو "تماسك الجيش السوري" ومناعته بوجه الحمى المذهبية التي تجتاح المنطقة و خطورة خروج النظام منتصرا في كونه سيعود اقوى مما كان وسيشكل تهديدا وجوديا لبقاء اسرائيل.

ويختم كيسينجر الموقف مما يجري في سوريا بالقول ربما يجب هدم جدار الامان الاردني والاستقرار اللبناني لمنع الاستقرار لنظام بشار الاسد في سوريا فتتصل ساحات التوتر المديد في سوريا والعراق ولبنان والاردن وعلى اسرائيل ان تعد نفسها لتوترات حدودية مزعجة ستكون افضل من انتظار حرب دراماتيكية يضعها بشار الاسد على جدول اعماله لفتح صفحة جديدة لنظامه بعد خروجه من الازمة.

وفي خلاصة التقييم يرى كيسينحر ان الثورات التي يمكن التحدث عنها بجدية ولا تلقى اهتماما من الغرب لتقييم وتفادي نتائجها الخطيرة هي ما يجري في البحرين منذ اكثر من سنة بمشاركة اكثر من ثلاثة ارباع السكان وبصورة سليمة مدهشة وبشعارات جذابة وعاقلة ومصدر الخطر ان هذه الثورة باتت عصية على الاخماد وخطر انتقالها الى السعودية قريب وقريب جدا مع اعلان نبا رحيل الملك عبدالله الذي يشكل صمام امان الحكم السعودي ببقائه حيا ولو في حالة "كوما مديدية" على طريقة حياة شارون لسنوات كحارس لمملكة بني اسرائيل وهذه اهم نصيحة يمكن تقديمها للحكم في السعودية.

اختيار فايز إنعيم

 

التعليقات

محمد عبد المنعم منذ 12 عام
جدير جداً بالقراءة ولكن لي ملاحظة أن مكامن وجع الشارع العربي في البلاد التي شهدت الربيع العربي ليس أولها ولا ثانيها السياسية الاميركية أو نظام الاقتصاد أو اسرائيل. فأعتقد أن استطلاعات الراي السابقة للربيع العربي اقتصرت على فئة ما ولم تمثل العينة العشوائية لها كل الشعب.

حسب ما أستطيع قراءته فإن الدافع الأساسي فيها كان الفساد والبطالة مع انعدام الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم. هذا بالنسبة للغالبية العظمى ممكن نزلو للشارع وساهمو بحق في فاعليات المظاهرات. أما الذين امتد احتجاجهم ليشمل السياسة الخارجية مع أمريكا أو إسرائيل أو فنيات نظام الإقتصاد فللأسف هم جزء من النخبة المثقفة. ولنتذكر شعار الثورة في مصر مثلا فكان عيش حرية كرامة إنسانية.

لا أخفي إعجابي بالمواضيع التي تثيرها والتي بدورها تثير بداخلي رغبة في الكتابة والرد لم أكن أتخيل أنها لدي
Fayez Eneim منذ 12 عام
على العكس محمد. نظاما تونس ومصر كانا أداة تنفيذ للسياسة الأمريكية-الاسرائيلية. أريدك أن تلاحظ دائماً أن أمريكا-اسرائيل تسحب عملائها ألى ليس فقط عكس إرادة الشعب بل إلى أن يكون مكروها من الشعب فيكون الملك أو الرئيس مفرطاً بوطنه وفي حاجة ماسة لأمريكا وإسرائيل للمحافظة على كرسيه. وكما ترهب عملائها ترهب كذلك الشعوب إما أمريكا وإسرائيل وإما الفوضي.
وأتفق معك أن الدافع الأساسي الفساد -والبطالة بالمناسبة ناتجة عن الفساد- لكن لاحظ معي متى بدأ استفحال الفساد بمصر والذي أدى إلى الانحطاط التي وصلته مصر؟ ألسنا نعود دائماً لأمريكا وإسرائيل؟
التحاليل الاستراتيجية يا أبا شمس متعة عقلية كالرياضيات تماماً. بالرياضيات نوظف العلاقات والأرقام، بالقراءات الاستراتيجية نوظف المنطق والتاريخ.
محمد عبد المنعم منذ 12 عام
نعم نعم موافق جدا وخاصة الملاحظة الأخيرة
Ahmed Hussien منذ 12 عام
اختيار متميز استاذ فايز.. وبانتظار المزيد من كتابتك
Fayez Eneim منذ 12 عام
من أجمل ما سمعت من د. عماد الشعيبي مؤخراً مقولة وحقيقة أن "ما تحصل عليه بالتفاوض مع عدوك هو نفس ما كان بمقدورك الحصول عليه بالحرب" وأزيد عليه لو كنت مفاوضاً جيداً وتتمسك بحقوقك ولا تفرط بها. والأخير كان سبب استقالات كثير من المصريين أثناء مباحثات السلام مع اسرائيل فتسبب التفريط بكامب ديفيد التي أكلت كثيراً من استقلال مصر.
ولعلى أعود إلى ما قاله حمدين صباحي أن التزام مصر الدقيق بكامب ديفيد -دون جوائز مصرية لإسرائيل- سيخنقها.
زغباوية منذ 12 عام
سوف اقرأه لاحقاً
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy