أجزم بأن أخي العزيز عبد المنعم تابع خطاب مرسي بميدان التحرير. من طبيعتي البنوية أن استقرئ إحتمالات مسار الامور مستنبطة من قراءات الماضي لكي أتجنب لدغة ثانية من نفس الجحر كأحد المؤمنين. كما أحاول أن اتبع نصيحة أخي بأن انتظر قليلا ولا أتسرع.
أول ما لفت انتباهي ليس سرقة الثورات، وآخرها ثورة 25 يناير، بل سرقة حركات التحديث للعالم العربي والاسلامي وحصرها في المئة سنة فقط بل ولم يتركها عائمة بل شخصنها بظهور حركة الاخوان على يد البنا. وطبقاً لقرار مرسي فقد اختفى من التاريخ أبا حامد الغزالي وابن خلدون والأفغاني ومحمد عبده ومحمد على وعرابي ومصطفى كامل وسعد زغلول وعبد الناصر واقتصر العمل الثوري على الإخوان الذين بنوا قواعد "الملك –وليس المجد كما قال حافظ إبراهيم وهي ليست غلطة سياق فقد كررها" وحدهم ووحدهم يستحقون الملك.
ثاني ما لفت انتباهي امتطاء الضعف الثقافي العام –اتجنب استعمال لفظة الجهل- ليقول هو ،وهو منتخب لفترة رئاسية مدتها 4 سنوات طبقا للإعلان الدستوري، أنه لن يفرط بصلاحياته كرئيس جمهورية منتخب من الشعب. كمراقب أسأل: هل هناك مرجعية لتحديد صلاحيات الرئيس المنتخب غير الاعلان الدستوري ومكمله ؟ فمن المفترض أن ينتظر نتيجة استفتاء الشعب على الدستور الجديد ولا يحرك المشاعر الساذجة بمقولة أنه لن يتنازل عن صلاحيات الرئيس.
إجمالا لم أر حتى الآن ما يطمئن من الاخوان وأعتقد أن مصر مقبلة على إضطرابات سياسية كما الأمر في تونس. حفظ الله مصر وكل البلدان العربية والاسلامية.
يبدو خطاب جامعة القاهرة بعد مباحثاته مع القضاء الدستوري يعبر عن فهم أفضل للرئيس مرسي لدور رئيس مصر. المراقبة الواعية منا كسعب ضرورية حتى ينصلح العوج أولا بأول لكي لا نضيع سنوات طويلة من تاريخ مصر بلا تقدم.
وإلى لقاء ....
فايز إنعيم