ذات مرة طلبَ الحجاج بن يوسف الثقفى أن يُقبض على رجلٍ فلم يجدوا الرجل فقبضوا على أخيه، فقال المقبوض عليه: أنا مظلوم.
فقالوا: والله بحثنا عن أخيك فلم نجده، فأخذناك.
قال: حسناً دعوني أُكلِمَ الخليفة ، فدخلوا به على الحجاج
فقال: أصلح الله الخليفة، طلبتُم أخى فقبضوا علىَّ ، فهُدم دارى ، و مُنِعَ عَطائى ، و حُلق على إسمى
فقال له الحجاج : هيهات ، ألم تسمع قول الشاعر:
جَانيكَ من يجنى عليكَ ورُبَمَا تُعدى الصِحَاحَ مَبَارِكُ الجُرْبِ
و لَرُبَ مَأخوذٍ بِذنبِ عَشيرةٍ و نَجَا المُقَارِفُ صَاحِبُ الذَنبِ
فقال الرجل -وكان ذكياً-: أصلح الله الخليفة، فإنى سمعت الله يقول غير ذلك.
قال الحجاج : وماذا يقول الله عز وجل؟
قال الرجل: { قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ * قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ نَأْخُذَ إِلَّا مَنْ وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِنْدَهُ إِنَّا إِذًا لَظَالِمُونَ } [يوسف:78-79].
فحينئذٍ أطرق الحجاج ساعة، ثُمَ قال: علىَّ بِيزيدِ بن أبى مُسلم - صاحب الشرطة - فقال له: أفرِج عن هذا، وإبنِ لهُ دَارَهُ، و مُر لهُ بِعطَاء ، و أفكُك لهُ عَن إسمهِ
و مر منادياً ينادى فى المدينةِ : أن صَدَقَ اللهُ و كَذَبَ الشاعِر