بعد أن كشفت دراسة تمّ نشرها حديثاً ما للقهوة من أهمية كبيرة في منع حدوث الزهايمر أتت دراسة أخرى لتضع بين يدي العالم لقاحاً يُمَكّن الإنسان من قول "وداعاً أيها الزهايمر". تنطلق هذه الجهود المبذولة للعلماء في السعي للقضاء على الزهايمر من تخوُّفهم من مرضٍ شديد التّرقّي يصيب حوالي 5,3 مليون إنسان حالياً فيما يُتوقّع أن يطال مائة مليون إنسان بحلول عام 2050 حيث يعدّ مرض الزهايمر المسبب الأكبر للعته (الخرف) في العالم والذي تعتبره منظّمة الصحّة العالمية الوباء الأسرع انتشاراً في عهدنا هذا، ويعود سبب الزهايمر إلى تراكم مادة نشوانية (أميلوئيد) على الغلاف الخارجي للخلايا العصبية مؤدّيةً لتدميرها.
وفي هذه الدراسة السويدية قام باحثو معهد كارولينسكا باختبار لقاحٍ جديد أطلقوا عليه اسم "CAD106" يقدّم تمنيعاً فعّالاً ونوعيّاً تمّ تصميمه ليُوَجِّه الدفاعَ المناعيّ للجسم ضدّ اللويحات النشوانيّة المتراكمة في الدماغ وذلك بهدف تدميرها، وقد نُشرت هذه النتائج في مجلّة Lancet Neurology حيث تبيّن خلالها للباحثين - على مدى ثلاث سنوات استغرقتها التجربة - أنّ 80% من المرضى المعالَجين قد طوّروا أجساماً مضادّة خاصّةً بهم لاستهداف الأميلوئيد، وما يدهش الباحثين هو عدم وجود أيّ تأثيرات جانبيّة لهذا اللقاح ما يضيف حسنةً أخرى في تمييزه عن غيره.
وتأتي هذه الدراسة لتتوِّجَ دراسةً أخرى سبقتها بعقْدٍ كامل تمّ إيقافها آنذاك حيث سبّب اللقاح المستخدم فيها تفعيلاً لبعض كريّات الدم البيضاء ( الخلايا التّائيّة ) المسؤولة عن المناعة الخلويّة حيث قامت هذه الخلايا بمهاجمة النسيج الدماغي للمرضى المشاركين وتدميره.
ويؤمن الباحثون بفائدة اللقاح "CAD106" على مرضى الزهايمر خفيف ومنخفض الدرجة خاصّة وأنّ تحمّله جيّد بالنسبة للإنسان مشيرين إلى أهمية القيام بتجارب أكبر لتأكيد هذه الفعالية للقاح ليتمّ تطبيقه على الناس بشكل أوسع.
المصدر:
موقع تحت المجهر