سبق وأن كتبت في "غباء العبقرية وعبقرية الغباء" وأعطيت مثالا لكل منهما على أساس أنهما سلتان صالحتان لحفظ نتائج سيل من تصرفات عقل ملهم وموجه قد يكون غبيا أصلا فتكون إلهاماته غبية بصلف وإما أن يكون عقلا عبقرياً يأخذه الصلف إلى حالة غباء.
يعيد التاريخ نفسه مع الجماعة بسقوط أرى أنه من شاهق. التحق الاخوان بثورة يوليو ثم زعموا أنهم من قام بها. وهذا المكر أدى لسقوط الاخوان بموقف مقاومتهم إقرار قانون الاصلاح الزراعي الأول القاضي بتحديد الملكية الصادر في أغسطس 1952 ثم بجرهم محمد نجيب إلى رفض التوقيع على الاصدار الثاني للقانون في عام 1954 بخداعه أن بمقدورهم حمايته من مجلس الثورة بجماهيرهم المزعومة فلم يدركوا حقيقة التوجه الجماهيري ورؤيتهم نجم مصر في سماء العالم ومواكبتها حركة التنمية لمصر فسقط الرجل. وتوجوا سقوطهم بعد عودة سيد قطب من أمريكا وفشل محاولة قلب نظام الحكم.
لم يتعلموا الدرس فالتحقوا بثورة 25 يناير ثم اغتصبوها من الصانع الرئيسي لها. كم من الوعود والتعهدات نقضوا؟ وكم فرضوا من توجهات إجرائية ؟ ورفضوا تطبيق قانون العزل الذي صدر في أعقاب ثورة يوليو ثم أعطوه لترزي يفصل قانوناً على مقاس أشخاص محددين. لم يعوا مقدار التغول الفظيع على الاستئثار بالسلطة فولدوا شعورأ عامأ لدى الغالبية صورة استبدال الحزب الوطني بالاخوان. تغولوا على اللجنة التأسيسية للدستور وتطاولوا على القضاء الدستوري وكلاهما ليخضعان لمقياس نتائج الانتخابات بل لتوافق متساو لكل المجتمع.
استغفر الله !! لاحظوا كم تعرض حمدين صباحي وأبا الفتوح لتشكيك الاخوان بهما أكثر بكثير مما تناولوا شفيق فظهر شفيق منافس الإعادة وبدأ التشكيك بصدقية لجنة الانتخابات التي هي نفس لجنة انتخابات مجلس الشعب ثم إرهاب اللجنة والمجلس العسكري والقضاء الدستوري فسقطوا بسوء التقدير وسوء التصرف.
وإلى لقاء ...
فايز إنعيم