أنتهز فرصة إثارة الموضوع من قبل الأخ عبد المنعم فأضيف بعض التوضيحات الخاصة بالموضوع. وربما أنتهزها فرصة لتغيير موقف فئة كبيرة من المصريين من "مصر أولاً" . هذا العنوان فرض على الورق فصل مصر عن محيطها العربي ضد حقائق الجغرافيا والتاريخ.
حقل الغاز البحري المشار إليه يقع في مواجهة ساحل سيناء الشمالي وقد فرضت اسرائيل على مصر إلحاقه بكامب ديفيد حسب التفسير الاسرائيلي. هذا التفسير استسلمت له مصر للأسف. وتحليلي الشخصي – ليس لدي معلومات مؤكدة – أن اتفاقية مد اسرائيل بالغاز المصري بالسعر المتدني المعيب يعود لتحميل مصر مسئولية صواريخ غزة والتي منعت من استخراج غاز المتوسط من أقرب نقطة للشاطئ والتي تقع أمام غزة وفي مرمى صواريخها.
يمتد هذا الحقل كذلك أمام سواحل لبنان حيث يقع أمام الناقورة – على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة – موقع ثان مثالي لاستخراج الغاز قريب من الشاطئ. وكما حال ساحل غزة تم إرغام اسرائيل على تأجيل الاستخراج من أمام الناقورة خوفا من تدميرها بصواريخ حزب الله ومن موقف الحكومة اللبنانية المسنود من سوريا.
أمام هذا الواقع، بنت إسرائيل منصة استخراج وسط البحر ونظرا لبعدها فإن تكاليف تأمين المنصة باهظ مما يلغي التنافسية. كما سعت اسرائيل – وبمساعدة ومساندة أمريكية - من الضغط على كل من تركيا ومصر التان أذعنتا لغض الطرف عن حقهما في هذا الغاز وكذلك المساعدة على القضاء على المقاومة في غزة وخلق اضطرابات في لبنان وسوريا. وتعلنا نلاحظ الهمة الرسمية التركية في مساعدة الإرهاب في سوريا ولبنان – بدأ مؤخراً – وكذلك الدور الرسمي المصري في إبقاء الحصار على غزة وكذلك جر حماس للانضمام لمجموعة الاعتدال ضمن الاتفاق الضمني مع الاخوان المسلمين الذين سيربحون بالمقابل الحكم في الجمهوريات العربية التي حاربت إسرائيل أو ساعدت على الحرب والتي مازالت تعتبر اسرائيل العدو الأول للعالم العربي.
تمعنوا بالجغرافيا والتاريخ الذي يربط مصر بالشام حتى بغاز المتوسط.
وإلى لقاء ....
فايز إنعيم