من أبدع ما شاهدته فى الأسابيع الأخيرة ، فقرة رائعة للإعلامية المتميزة «ريم ماجد» ، استضافت فيها استشارية الطب النفسى المعروفة الدكتورة «منال عمر» تحدثت الدكتورة «منال» باستفاضة عن الجانب النفسى لمرشحى الرئاسة داعية فى نفس الوقت كل علماء النفس والتحليل النفسى أن يدلوا بدلوهم فى هذا الاتجاه ، حيث إن القضية الآن تتعلق بمصائر شعب ومقدرات وطن.. وعبر نحو ساعة نقلتنا الدكتورة «منال» باقتدار وبراعة من شخصية إلى أخرى مستعرضة الجوانب السلبية والإيجابية فى أنماط الشخصيات المرشحة للرئاسة.. وهى تتحرك بخفة ورشاقة وبراعة وجمال فى عرض شيق وأسلوب مبدع لا مثيل له استحوذت به على أفئدة المشاهدين وجعلتهم يتمنون أن تستمر معهم لفترات أطول. حتى أننى شعرت بحزن عميق وهى تختتم فقرتها لمداهمة الوقت. إنها فى عرضها أميرة ملهمة تحلق بأجنحة عشقها للثورة وللشعب إلى آفاق الحلم الوطنى النبيل بغد أفضل.
الدكتورة «منال» إلى جانب عشقها للشعب وثروته وتقديسها للعلم ونبوغها المشهود فى تخصصها ، تحمل نبوءة صادقة واستشعارا بالغ الشفافية لأحداث خطيرة تلقى بتبعاتها الجسيمة على حرية الوطن وكرامة المواطن.
وهى واحدة من فريق متميز من النخبة التى تحمل مشاعل التنوير فى تجرد واضح وإيثار نادر.
وفى نفس الوقت ترفع لواء التمرد والتحدى ضد كل قوى القهر والظلام التى تتوارى خلف أقنعة الزيف والنفاق والتحول وتقتات على جميع الموائد. إننى حين أتطلع إلى أمثال الدكتورة «منال» من علماء أهنئ نفسى لأن فى بلادنا من العلماء الشباب الأوفياء الذين يقفون مع أمتهم مناضلين فى سبيل الحرية ، ليفجروا طاقات الإنسان الخلاقة القادرة على مقاومة شرائع القهر التى تسلب الإنسان أعز ما يملك وتفقده القدرة حتى على مجرد الحلم ، فيتردى فى هاوية سحيقة من اليأس المدمر. لقد أثبتت الدكتورة «منال» بتحليلها النزيه ونقدها الموضوعى للجوانب الأخلاقية والسلوكية والشخصية فى المرشحين - بما لا يدع مجالاً للشك - الأصالة التى تتبع منها جميع أبحاثها والروح الوطنية المتدفقة بالنبل والعطاء والمحبة لهذا الوطن. فإذا جاز أن نلخص الانطباع الذى يتركه فينا مشاهدتها فهى أنها الطبيبة النابغة عاشقة العلم والوطن التى تتغنى فى شاعرية وصدق بحق هذا الشعب فى السعادة والحرية.
وقد علمت من مصادر مؤكدة أنها تهدى أكثر من نصف وقتها لعلاج المرضى من غير القادرين مجانا ، بل فى كثير من الأحيان تتبرع لهم سرا أو تتحمل نفقات علاجهم بالكامل.
إنها تقدم نموذجا رائعا ومثالا عظيماً لوطنية وعطاء العلماء حين يجعلون من العلم رسالة حب وشرف وحياة.
وهى تدفع ثمن كل ما تحققه من صحتها وعملها الشاق المتواصل وجهادها الذى لا يهدأ لحظة فى سبيل هذه الطبقات الكادحة. وهو جهاد يتطلب منها أن تحشد كل ما لديها من نبوغ علمى ونقاء ثورى وصولا إلى آفاق الحلم النبيل بانتصار الثورة فى النهاية.
فتحية صادقة لعاشقة العلم والثورة الدكتورة «منال عمر» التى تمنح كل ما تملك من نبوغ أخاذ وموهبة أصيلة لبلدها وشعبها.
وتحية واجبة للإعلامية المتميزة «ريم ماجد» التى اختارت الدكتورة «منال عمر» مثالا للالتزام العلمى والوطنى يقوم أساسا على الحرية المطلقة التى تقود للثورة والتطوير...
بقلم: د. أحمد عبدالرحمن الشرقاوي
ومجلةصباح الخيرــــ18 مايو 2012