نكبة فلسطين تفاجئ العرب والمسلمين كل سنة بحلول تاريخ 15 مايو/أيار.
منذ كامب ديفيد رمى الغرب والصهيونية أفكاراً لمثقفي -ببغاوات-العولمة العرب فانطلقوا يرددونها فابهرت كثيراً مما انساق كالقطيع متباهياً بقدرة جدلية صبت جميعاً ضد اﻷمن اﻻستراتيجي العربي لدول اﻻعتدال وأعادتهم إلى حضن المستعمر فصار حكامها عرائس مسرح لرقصات قرود في ليال عديدة وليس فقط ليلة كبيرة واحدة.
وبذكاء غربي-صهيوني يختار الغرب ألفاظاً من تعبيرات قدسية يمحور سمومه حولها ولعل أخطر هذه التعبيرات "الخشب المسندة" التي استقاها من القرآن الكريم وأدخل في عبائتها الكثير من قناعاتنا المتوارثة وحرف أولوياتنا. وأذكر من القائمة الطويلة نظرية المؤامرة واﻻنتماءات الوطنية والعقائدية تدعيم الفردية واﻷنانية و غير ذلك كثير. ومما دخل في عبائة اللغة الخشبية كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي أزيلت من مناهج التعليم فتاه معظم الناس عنها. من المؤلم أن يحتاج الناس إلى زيارة علي جمعة للقدس ليتذكروها لمدة اسبوع واحد أختتم بخطب الجمعة ثم بقدرة قادر تعود القدس إلى غياهب النسيان.
وآخر النكبات الكبرى وقوع الطائفة السنية بقناعة مسيطرة بين جهلائهم أن الشيعة -إيران وحزب الله وسوريا - هم العدو الذي يجب أن نحاربه اﻵن وﻻ ضرر من تأجيل حربنا ضد الصهيونية المغتصبة لفلسطين ﻷننا نعرف أنهم -اليهود- أعداء فعداوة الشيعة للمنطقة أشد وأخطر. ومن هنا كان التجييش على العراق وعلى ليبيا وعلى سوريا و"مالو لما يموت ثلث السوريين ليعيش الثلثين في ظل العدل السني ومساواته بين أفراد الفرقة الناجية من السنة على شاكلة سنة دول الخليج.
في مصر اعترضوا على أحد المرشحين على بالسماح للشيعة لزيارة مراقد آل البيت وسألت مجادلي عن سبب اﻻعتراض فأجاب تعظيمهم ﻵل البيت. قلت له ولماذا لم تمنع أهل مصر من هذه الزيارات والتعظيم فهي كذلك شرك وتندرج تحت نفس قاعدة التحريم فيصمت عن كل كلام. وأضفت له أن هذه المراقد يستخدما كذلك شيوخ السلفية في السيطرة على العقول. فمثلا يعترض على متدينين وقورين لزيارة مصر وعلى النقيض يشجع سياحة اﻻسرائيلين وكل الغرب -المؤمن. ومن نافلة القول أن تقديرات حجم الزوار الشيعة قد يصل إلى عشرات اﻷلوف شهريا ولك أن تتخيل حجم الدخل العائد لمصر لو اعتبرت أن متوسط اﻻنفاق اليومي لكل زائر بمائة دوﻻر.
في مصر تم تأجيل التأجيج المسيحي المسلم مؤقتاً ويجري دعم التأجيج السني الشيعي وستتذكرون معي العودة مرة أخرى للتأجيج المسيحي اﻻسلامي بعد تحقيق مرامي الشيعي-السني لتبقى مصر بلداً يجلس على فرقعات.
وإلى لقاء ...
فايز إنعيم