فقه السلفيين في أهل الذمة ... نبذة مختصرة

6
0
يعرف السلفيون أنفسهم بأنهم الفئة الناجية الوحيدة بين نيف وسبعين فرقة تفرق عليها المسلمون طبقا لحديث متداول صنفه الشيخ صلاح أبو اسماعيل –والد حازم- ضمن الأحاديث الموضوعة، ذلك أنهم يضيفون أعمال وممارسات السلف الصالح من الخلفاء الراشدين والصحاببة المبشرين بالجنة والصحابة الآخرين والتابعين وتابعي التابعين من شراح وأصحاب مذاهب وأقطاب المدارس المذهبية –السنية فقط لاغير- كمرجع فقهي يلي القرآن والسنة. وهم على العموم يكفرون غيرهم ويحرمون الفكر والفلسفة بأن عقل الانسان قاصر ولا ينبغي له الامعان. على المسلم الاتباع لا الابتداع. ورغم اتجاههم السني على العموم إلا أنهم حنابلة يفدسون فقه إبن القيم وابن تيمية وتتوجوا بالوهابية التي غمرتهم بدولارات البترول. وهم على العموم أهل عنف حتى على الفكر فما أسهل أن يكفروا مخالفيهم كما هم أهل سفه باختلاق قضايا تصل لدرجة القرف.
إليكم هذا المثل من أحكامهم على أهل الذمة (لاحظوا عدم استخدام أهل الكتاب فقد كانوا أدق من القرآن الذي بين باسهاب انحراف العقيدة عند أهل الكتاب ولم يخرجهم من صفتهم كأهل كتاب): ذكر الإمام ابن القيم الشروط العمرية في كتابه أحكام أهل الذمة، وعزاها لعدد من المصادر وأضفنا نحن بعضها (ياسلام). أولها مسند الإمام أحمد، فقد روى ابنه عبد الله في زوائده على المسند، فقال: حدثني أبو شرحبيل الحمصي حدثني (عمي) أبو اليمان وأبو المغيرة قالا: أخبرنا إسماعيل بن عياش قال: حدثنا غير واحدٍ من أهل العلم قالوا: كتب أهل الجزيرة (نواحي الرقة بسوريا) إلى عبد الرحمن بن غنم: إنا حين قدمت بلادنا طلبنا إليك الأمان لأنفسنا، وأهل ملتنا على أنا شرطنا لك على أنفسنا: أن لا نحدث في مدينتنا كنيسة، ولا فيما حولها ديراً، ولا قلاّية (بناء كالدير)، ولا صومعة راهب، ولا نجدد ما خرب من كنائسنا، ولا ما كان منها في خطط المسلمين، وأن لا نمنع كنائسنا من المسلمين أن ينزلوها في الليل والنهار، وأن نوسع أبوابها للمارة وابن السبيل، ولا نؤوي فيها ولا في منازلنا جاسوساً، وألا نكتم غشا للمسلمين، وأن لا نضرب بنواقيسنا إلا ضرباً خفيفاً في جوف كنائسنا، ولا نظهر عليها صليباً، ولا نرفع أصواتنا في الصلاة ولا القراءة في كنائسنا فيما يحضره المسلمون، وأن لا نخرج صليبا ولا كتاباً في سوق المسلمين، وأن لا نخرج باعوثاً - والباعوث يجتمعون كما يخرج المسلمون يوم الأضحى والفطر- ولا شعانين (عيد للنصارى)، ولا نرفع أصواتنا مع موتانا، ولا نظهر النيران معهم في أسواق المسلمين، وألا نجاورهم بالخنازير، ولا نبيع الخمور، ولا نظهر شركاً، ولا نرغِّب في ديننا، ولا ندعو إليه أحداً، ولا نتخذ شيئاً من الرقيق الذي جرت عليه سهام المسلمين، وألا نمنع أحداً من أقربائنا أراد الدخول في الإسلام، وأن نلزم زينا حيثما كنا، وألا نتشبه بالمسلمين في لبس قلنسوة ولا عمامة، ولا نعلين، ولا فرق شعر، ولا في مراكبهم، ولا نتكلم بكلامهم، ولا نكتني بكناهم، وأن نجزَّ مقادم رؤوسنا، ولا نفرق نواصينا، ونشدُّ الزنانير على أوساطنا، ولا ننقش خواتمنا بالعربية، ولا نركب السروج، ولا نتخذ شيئا من السلاح ولا نحمله، ولا نتقلد السيوف، وأن نوقر المسلمين في مجالسهم، ونرشدهم الطريق، ونقوم لهم عن المجالس إن أرادوا الجلوس، ولا نطلع عليهم في مجالسهم، ولا نعلم أولادنا القرآن (سبحان الله كان تجديد وتطوير اللغة العربية الحديثة كما نستعملها الآن على يد نصارى الشام)، ولا يشارك أحد منا في تجارة إلا أن يكون إلى المسلم أمر التجارة، وأن نضيف كل مسلم عابر سبيل ثلاثة أيامٍ، ونطعمه من أوسط ما نجد. ضَمِنَّا لك ذلك على أنفسنا وذرارينا وأزواجنا ومساكيننا، وإن نحن غيّرنا أو خالفنا عمّا شرطنا على أنفسنا، وقبلنا الأمان عليه، فلا ذمة لنا، وقد حل لك منا ما يحل لأهل المعاندة والشقاق.
فكتب بذلك عبد الرحمن بن غنم إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فكتب إليه عمر(الظالم): أن أمضي لهم ما سألوا، وألحق فيهم (زد في عنتهم) حرفين أشترطهما عليهم مع ما شرطوا على أنفسهم: ألا يشتروا من سبايانا شيئاً، ومن ضرب مسلماً عمداً فقد خلع عهده (طبعاً نسوا الجماعة قصة المصري مع ابن عمرو بن العاص وقولة ابن الخطاب "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحراراً"). فأنفذ عبد الرحمن بن غنم ذلك، وأقر من أقام من الروم في مدائن الشام على هذا الشرط.
وألخص بعض ما ذهب السلفيون له فيما يختص بأهل الكتاب بما يلي: نزع المواطنة ونزع المساواة والحظر التجاري وتسميتهم بما يكرهون واستباحة أموالهم وإهانتهم ناهيك عن منعهم من بناء كنائسهم والقائمة طويلة.
أرجو أن أكون أوضحت ومستعد للإجابة على أي استفسار.
وإلى لقاء ....
فايز إنعيم

 

إضافة منذ 12 عام
Fayez Eneim
23327
غير محدد

التعليقات

زغباوية منذ 12 عام
شكرا د/ فايز الكلام واضح بس للأسف زاد خوفى من توليهم اى مناصب
بس عايزة اوضح معنى نيف لان لغة حضرتك قوية:(

نيف تعني زاد
Fayez Eneim منذ 12 عام
نيف أي فوق. وفي حالتنا 72 فرقة.
زغباوية منذ 12 عام
وااأسفاه... ربنا يوحدهم
وشكرا للتوضيح
safaa منذ 12 عام
بارك الله فيك يادكتور فايز
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy