تتداول الناس بمصر تعبير "حكم العسكر" مع خلط عجيب مع تعبير "الحكم العسكري". ولكي لا نختصر أقول أن الحكم العسكري مرتبط فقط باحتلال جيش غاصب لبلد ما فيفرض عليها الحكم العسكري. إذن حكم العسكر يختلف يالكامل عن الحكم العسكري و .... حكم العسكر هو ما سافصل وتحملوا الرؤية اللانمطية.
التغييرات الاجتماعية الكبرى بالعالم تحققت بـ "حكم العسكر"!!!! الاسكندر الأكبر وهانيبال ونابليون وجورج واشنطن وهتلر وماوتسي تونج وسعد بن أبي وقاص وخالد بن الوليد. والطريف بالأمر أن تغييراً اجتماعياً كبيراً يتحقق سواء بالنصر أو بالهزيمة.
ورحم الله مفكرنا د. عبد الوهاب المسيري. أحدى أروع فكره تحديده أن بداية نهاية اسرائيل كان هزيمتها للجيوش العربية عام 1967. فقرأ رحمه الله أن انتصار الجيش الاسرائيلي حدث لغفلة قيادة جيش مصر وليس لكفائة عمليات التحامية مع الجيش المصري. وتزخر مذكرات القادة من الطرفين تفصيلا لهذه الحقيقة. لكني أشير إلى ليس فقط انهيار حلم اسرائيل الكبرى بل إتشاء الأسوار –صياصيهم- حولهم. وكما لم تمنع عن بني النضير تخريب بيوتهم بأيديهم فهي والقبة الفولاذية لن تمنعا انهيار اسرائيل. باختصار المجتمع الاسرائيلي يعيش في رعب فظيع بلا مستقبل آمن.
نعود إلى مصر:
محمد على وعسكره – حكم العسكر- قادوا مصر إلى تخطي التخلف ثم العبور إلى التغيير العظيم في مصر ومن خلال ابتعاثة 200 مصري فعاد منهم أفذاذ بذروا التقدم العلمي بمصر قاسم أمين والمنفلوطي والسنهوري والرافعي ومشرفة والحكيم وغيرهم وغيرهم. ولعلي ألفت الانتباه لأمرين: أولهما أن الشعب هو من دفع بمحمد على إلى سدة الحكم وثانيهما أنه تخلص من المماليك –الفلول- مما سهل إنشاء نظاماً جديدأ للدولة ومناخاً رائعا للتغيير الاجتماعي عموماً.
جمال عبد الناصر وبجيش مصر فتح باب السلامة للحكم الملكي ليخرج من مصر ويترك قيادة شئونها لجيش مصر الوطني – حكم العسكر- الذي وضع المبادئ الستة للثورة والتي جعلت من مصر دولة عظيمة بعدل اجتماعي ونهضة علمية وحملة تصنييع واستصلاح أراضي وسد عالي ونهضة علمية وأدبية وثقافية. فقد غير"حكم العسكر" من البناء الاجتماعي فتوسعت الطبقة المتوسطة توسعاً عظيماً ووضع حداً أدنى للأجور وأبرز تغيراته القضاء على طبقة عمال التراحيل التي كانت تمثل قمة الاستعباد للبشر.
ولعلى أنبه إلى الفرق الشاسع بين حكم العسكر المتمثل بالجيش كله وبين كرسي رئاسة جمهورية يجلس عليه عسكري سابق أنهى حياته العسكرية سواء بالصدفة أو بالانتهازية أو بالمافيا وهو ليس حكم عسكر إطلاقاً.
والجدير بالذكر أن أنوه بأن تولي المجلس الأعلى هو حكم عسكر فهو يملك السلطة بكل الجيش والذي يدخل ضمن رأيي الخاص بأنه محمود لو حول شعارات ثورة 25 يتاير إلى مبادئ – كفعل ثورة يوليو- ويشركوا الشعب بتحقيقها تباعاً فثورة يوليو طلبت شد الأحزمة على البطون لتحقيق أهداف يسعى كل الشعب لتحقيقها مستجيباً وصابرأ على جهاد النفس فتقدمت مصر الصناعية وصنعت السيارة قبل الصين وكوريا والهند وماليزيا بالاضافة لكل الحاجات الأساسية لمصر ولإفريقيا. يثير فخري أن يكون تخطيط مصنع نصر بقدرة انتاج تغطي حاجة إفريقيا ويثير شجوني أن يتحول التخطيط لـ "مصر أولاً" ففقدت الأول والآخر داخليا وعربياً وإسلامياً وإفريقياً وعدم انحيازاً وعالمياً.
وإلى لقاء
فايز إنعيم