مصر أوﻻً والتغيرات الاستراتيجية الدولية

4
1
كنت قد شرحت وبال الفهم الخاطئ لسياسة "مصر أوﻻً" وأوضحت مدى اﻻنكشاف للأمن اﻻستراتيجي المصري والتخلي عن اﻻستقلال السياسي واﻻقتصادي لمصر فوصلت الحال بها إلى ما نراه. ولعل "أنيل" ما وصلنا له بمصر ليس عدم متابعة المطبخ اﻻستراتيجي العالمي بل في عدم إحساس الشارع السياسي المصري- باستثناء هيكل وأشرف بيومي وتهاني الجبالي وقليل غيرهم- بان نظاماً دولياً جديداً يتشكل بهدف القضاء المبرم على القطبية الواحدة.
صورة العالم الجديد يتم تشكيلها بمحور اقتصادي قوي بإسم "بريكس" تكوًن مبدئياً من الصين وروسيا والهند وجنوب إفريقيا والبرازيل والذين يشكلون معأ ليس فقط مساحة جغرافية موزونة بل يشكلون أيضاً نسبة بشرية عالية من العالم المعاصر. هذا المحور استفاد من حقائق أهمها:
1. الانحسار العسكري الفظيع ﻷمريكا والغرب عامة-ومعهما إسرائيل التي فقدت قوة الردع المطلق- من الهزيمة في العراق والطريق إليها في أفغانستان لبنان وغزة وباكستان وما تخللهما من إنحدار أخلاقي للعسكرية الغربية. وكانت آخر اﻷثافي السقطة اﻷخلاقية في ليبيا.
2. السقوط اﻻقتصادي الرهيب للغرب عموماً والذي لم يدركه أعراب الخليج وﻻ عرب اﻻعتدال العمي وما زالوا في كنف هذا الساقط وإجزم بسقوطهم الكامل معه.
3. صعود نجم إيران على الساحة العالمية والمرشحة القوية لعضوية هذا النادي الجديد كواصل جغرافي لدول النادي.
4. صمود سوريا الميداني الفائق مما أتاح لهذا النادي أن يجبر القطبية اﻷحادية على التراجع وبلع هزيمة فائقة على غير ما يروجه الأعلام المصري من فبركات وتلفيقات إعلامية. وسوريا الجديدة مرشحة لتكون عضو النادي ليس لأهمية الموقع اﻻستراتيجي والتاريخي بل للإدراك اﻻستراتيجي الراقي للقيادة السورية المتمثل بما طرحه بشار اﻷسد منذ أربع سنوات وسماه بنظرية تشبيك البحار الخمس والتي تعتبر ركيزة نادي الـ "البريكس".

وأهم أهداف هذا النادي الجديد هي:
1. المحافظة على السيادة الوطنية لشعوب العالم ومنع التدخلات الخارجية التي نتج عنها بالتجربة تدمير ما بنته هذه الشعوب في سنوات طويلة.
2. المساعدة اﻻقتصادية والتنموية للمجتمعات الفقيرة وإيصالها إلى نمو عادل التوزيع.
3. إنشاء بنك للتنمية يربط عمﻻت دول النادي بعضها ببعض بعيداً عن الدوﻻر لأغاء تأثير العقوبات واﻻقتصادية اﻷحادية واللاشرعية التي يقوم بها الغرب ضد بعض الدول.

أكتفي بهذا القدر لكي ﻻ أطيل هادفاً أن تعاون معاً على فهم حركة العالم الذي نعيش فيه ونرى كيف نشبك مصر بهذه العجلة التي يقودها دول ﻻ ماضي إستعماري لها. أعيد إلى ذاكرتكم تشبيكة دول عدم اﻻنحياز ودورها في حركة التحرر العالمي.

 

إضافة منذ 13 عام
Fayez Eneim
23327
غير محدد

التعليقات

عبد المنعم منذ 13 عام
لا يسعنى تعليقا سوى التحسر كما تحسر عبد المطلب فى اغنيته :كان حلم وراح ..انساه وارتاح : مصر لسه قدامها شوية علشان تسمع فى العالم تانى .. الحال زى ما انت شايف ..
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy