أعذروا كثرة استعمالي للضلال والتضليل لكنهما سيفان تم تسليطهما علينا لنكون دائما في دوار وعدم اتزان.
منذ الغت الوﻻيات المتحدة اﻷمريكية غطاء الذهب عن عملتها وربطتها بما أطلقت عليه النمو اﻻقتصادي وهي تضلل العالم باختلاق منتجات افتراضية (virtual) تغرق بها اﻷسواق محققة نمواً مالياً هشاً ضمن كيانات إقتصادية عمﻻقة بلا أي قاعدة إقتصادية وسرعان ما يتلاشى مخلفة وراءها فقدان عدد كبير من الناس لمدخراتهم وتجمعها بيد قلة جد قليلة من النصابين. وقد انتشر هؤﻻء النصابون بين مستشاري الحكومة والبنوك وشركات الضمان اﻻجتماعي والتأمين ومراقبي الحسابات والبورصات فسهلوا استدراج مدخرات الناس بمشاركتهم فيما يفقدهم المدخرات التي جمعوها خلال سنين طويلة. وربما يساعدني م/محمد عبد المنعم بتوضيح أكثر وضوحاً لموجة الـ ( Y2K Compliance) كمثال عانى منه العالم على نهايات اﻷلفية الثانية وما نتج عن إنهيار الأسواق المالية بعد دخولنا اﻷلفية الثالثة بدون حدوث أي من الكوارث التي تم الترويج لها. وامثال اﻵخر الذي أذكره تواطؤ آرثر أندرسون ،أشهر وأكبر مراجع حسابات, مع شركة إنرون للطاقة وغير ذلك كثير.
أعود إلى مصر التي ابتلاها اﻻنفتاح ببلايا أهمها:
1. التفريط بأصول مصر وبيعها بأبخس اﻷسعار للأجانب ليعود اﻻقتصاد المصري إلى عهد ما قبل الثورة حيث كانت نسبة الملكية الوطنية ﻻقتصاد مصر ﻻ تتعدى (10%) العشرة بالمائة. أغمز هنا لما راج بين المصريين أن الثورة طفشت رأس المال الوطني ككذبة متداولة على شفاه الناس وهو كذب.
2. حجم الثروة التي تم تسخيرها للتنمية العقارية على السواحل المصرية بالشمال وسيناء والبحر اﻷحمر. إذا وصل سعر الفيللا إلى خمسة مليون كان بمقدرها أن تبني مصنعا ينتج منتجاً طبيعياً المجتمع في حاجته وفتح مصادر رزق ووظائف لعشرة من أرباب العائلة وضاعف العشر عائلات بعدد فيللات الساحل الشمالي والسخنة وشرم الشيخ و... و.. فهل يبقى في مصر بطالة؟
3. حجم اﻷموال المقامر بها بالبورصة ووالله أعنيها. ومن ﻻ يتفق معي أن المضاربة بالبورصة قمار محرًم، رغم تحليل اﻷزهر رحمه الله، يوضح لي إن كان هناك فرق بين عملية حسابات وتوقعات إرتفاعات وبين سحب ورقات كوتشينة. ألفت اﻻنتباه استخدام كلمة المضاربة وليس اﻻستثمار فاﻻستثمار مشروع ﻷنه مشاركة بأسهم في منشأة إنتاج لمنتوجات محسوسة تباع وتشترى. أعود إلى حجم اﻷموال هذه ابتعدت عن اﻻستثمار في مصالح إنتاجية تستوعب أيدي عاملة تقلل من البطالة واتجهت إلى طاوﻻت المقامرة بالبورصة المصرية.
4. حجم اﻷموال التي تم صرفها على استصﻻح أراضي تم تسليمها ببخس المال للأجانب ليزرعوا الورود والكانتلوب والكيوي واﻻسبراجوس وﻻ يزرعوا قوت الناس الرئيسي.
للموضوع امتدادات ﻻ حد لها فاتحا مجال النقاش أمام الجميع.