التاريخ المتداول والمحفوظ هو تاريخ الأمم والذي قد يحفر في سجله اشخاصاً بعينهم ممن قادوا مجتمعاتهم إلى إحداث طفرة مسار تقود إما إلى ترقي المجتمع ككل فيكونون من الأبطال أو تنحدر طفرة المسار بالمجتمع على يد خونة مجتمع ما وقد يكون هؤلاء سبباً في فناء مجتمع ما بكامله.
ويتعرض تاريخ الأمم والمجتمعات إلى تزوير كبير أما بتشويه أو بقلب للحقائق. وأرى أن التزوير الحقيقي لا يصدر عن من يدونه كمنتصر، كما يشاع، بل من وريث يلي قيادة عظيمة صنعت طفرة رقي لا يكون على نفس قدر عزمها أو ليس على قدر نظرتها الاستراتيجية.
ولابد من ملاحظة ظاهرة تكرار تأكيد الوريث الواطي التزامه بالسير على خطى القيادة الفذة لكنه يطلق بعض الحاشية التي تبدأ عباراتها بمدح القيادة السابقة وإنهاء العبارة بـ "لكن ...."، ثم يتطور إلى تضخيم هفواته ثم تحويلها إلى أخطاء فادحة.
أما وريث الوريث، إذا كان من جوقة الوريث الأول، فيعمل بالعادة على مسح تاريخ المجتمع خلال فترة طفرة الترقي من ذاكرة جيل عصره تاركاً الجيل، في غالبيته، قطيعأ من الدهماء اليائسة وقد يكون بعضها أداة فوضى عارمة.
وأختم مشاركتي بالتوضيح أن ما جرى على مصر ، وهو ما يدرك من مقالي هذا ، جري بل تكرر على مسار تاريخ الأمم. وأعترف بأن ما دفعني للكتابة في هذا الموضوع التوجه العظيم لأكثر من قابلت، بل ومن على منبر المساجد "ربنا ول مصر خيارها ....." فأقول "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". قوموا ،رعاكم الله، وصوتوا لمن يقودكم إلى التغيير والذي يجب أن يكون "القوي الأمين" صاحب الرؤية والتاريخ النضالي حاملا لقضايا الناس وليس صاحب أطول ذقن.