تمهيد أول:
ﻻ أعتقد أن أحدنا ،وبعد مغادرة ثقيل، لم يستعمل تعبير "أكسر وراه قلة". وهذا التعبير متداول بين أكثر من مجتمع قطري بالعالم العربي مع تغيير مسمى الوعاء الذي قد يتراوح بين "جرة" أو إبريق أو لقان "ربما تكون هذه بالذات غزية أي من غزة ، المهم وعاء ما.
تمهيد ثاني:
أنا شخصياً أعشق الروايات اﻷدبية المرتبطة أحداثها بفترات تاريخية محددة حيث تنقلني هذه الروايات إلى المعيشة ضمن هذه الفترة وبالتالي التعرف على ثقافات متداولة في تلك الفترة.
تمهيد ثالث:
مصدري للمعلومة المطروحة هو ثلاثية "أرض السواد" للكاتب العربي، والعروبي، المبدع "عبد الرحمن المنيف". هذه الثلاثية تصور مجتمع العراق بأواخر عصر الخلافة العثمانية واشتداد التحرك اﻻستعماري اﻻنجليزي لسواحل الخليج والعراق والشرق عموماً خاصة بعد هزيمة نابليون.
أنقل لكم النص كما نقشه الكاتب:
"فالعادة أن يجتمع المسافرون في الخان الكبير عند الفجر، وبعد أن تتم صﻻة الصبح (الفجر)، يتولى الإمام قراءة عدد من اﻵيات وبعض اﻷوردة المنلسبة للسفر ، يقرؤها على ماء في إناء خزفي ، وبعد أن ينتهي يرش الماء على المسافرين والحيوانات واﻷمتعة. وحالما تبدأ القافلة بالمسير ، مع التهاليل واﻷدعية ، يتولى صاحب الخان رمي الإناء الخزفي وراء القافلة ، وحين يتحول الإناء إلى شظايا ، يحرص أهل المسافرين ، أو من له بضاعة في القافلة ، على إلتقاط كسرة من الإناء تيمناً وكفأل حسن."