حائط البراق

4
1
حائط البراق وثورة البراق



حائط البراق وثورة البراق






حائط البراق (حائط المبكى حسب ما يسميه الصهاينة؟) وهو جدار المسجد الأقصى وجزء لا يتجزأ منه و سمي بحائط البراق نسبة إلى البراق الشريف الذي أسرى برسول الله ص من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى عليه؟ وقد أرتبط بثورة البراق في سنة 1929م والشهداء الذين رووا بدمائهم أرض فلسطين الطاهرة والشهداء الذين أعدموا بعد سجنهم في سجون سلطات الانتداب؟


ويذكر بأن لجنة دولية شكلت من بريطانيا ووافقت عليها عصبة الأمم آنذاك للتحقيق في أحداث ثورة البراق وقد اعتمدت بريطانيا وعصبة الأمم نتائج التحقيق سنة 1930م والتي تضمنت أن للمسلمين وحدهم تعود ملكية الحائط الغربي ولهم وحدهم يعود الحق الديني فيه لكونه جزءاً لا يتجزأ من ساحة الحرم الشريف التي هي من أملاك الوقف وللمسلمين أيضاً تعود ملكية الرصيف الكائن أمام الحائط وأمام حارة المغاربة لأنها وقف أيضاً.


يوميات ثورة البراق:


في يوم 14 آب (أغسطس ) 1929 ( عشية 9 آب يوم الصوم استذكاراً بما يزعم الصهاينة أنه يوم خراب الهيكل ) تظاهر الصهاينة في تل أبيب وهتفوا: الحائط حائطنا.. العار من نصيب كيث روش (حاكم القدس الذي أمر برفع الستار في العام الماضي).


· وفي اليوم التالي جاء وفد من صهاينة تل الربيع (تل ابيب) إلى القدس وسويا مع الصهاينة الموجودين هناك تظاهروا في مظاهرة صاخبة اخترقت الشوارع في اتجاه حائط البراق وترددت فيها الهتافات نفسها الحائط حائطنا.


· وفي اليوم التالي قام الفلسطينيون بدورهم في مظاهرة صاخبة وصلت إلى باحة البراق وخلال ذلك قلبوا طاولة الشماس واخرجوا الاسترحامات التي يضعها عادة المصلون الصهاينة في شقوق الحائط، ومزقوا ثياب الشماس وتفرقوا إلى بيوتهم.


· وقد مرت المظاهرات الثلاث في سلام ولكنها شحنت الجو بالتوتر وأشاعت مزيداً من الشكوك والريبة بين الفلسطينيين و الصهاينة ولذلك ما إن وقعت حادثة محلة البخارية في القدس (طعن فيها احد الفلسطينيين احد الشباب الصهاينة الذي دخل بستانه لاسترجاع كرته في أعقاب مشاجرة بينهما توفي بعدها )، حتى اشتعل الجو وبدأت سلسلة المصادمات بين الفلسطينين و الصهاينة في مختلف أنحاء البلاد. وفعلاً في يوم حادثة البخارية، 17 آب ( أغسطس) 1929، وقعت مشاجرة عامة بين الفلسطينيين و الصهاينة جرح فيها احد عشر صهيونياً وخمسة عشر فلسطينيينا.


· وفي 23 آب سرت إشاعة مفادها أن الصهاينة قتلوا فلسطينيين فهاجت خواطر الفلسطينيين وما لبث أن سرى الهياج إلى القرى المجاورة ثم اتسع وشمل القرى والمدن وفي مقدمتها يافا وحيفا وصفد والخليل، وقامت مظاهرة هائجة في نابلس للإعراب عن سخطها واستيائها وتحولت الاضطرابات في الخليل، وقتل فيها 60 صهيونياً وجرح أكثر من خمسين .


· استمرت الاضطرابات وخلال هذا هجم اليهود على الفلسطينيين في أكثر من موقع وقتلوا بدورهم بعض الفلسطينيين ومن بينهم إمام مسجد سكنة ابي كبير وستة من أفراد عائلته.


· وانتهت الاضطرابات في 29 آب 1929 بحوادث صفد حيث قتل وجرح فيها 45 يهودياً وعدد غير محدد من الفلسطينيين.


· وفي حالات عديدة كانت الضحايا بين الفلسطينيين نتيجة الاصطدام مع البوليس والجيش الانكليزيين اللذان استنفرا إمدادات وصلت إليه من مصر خلال أيام الاضطرابات الأولى. (اعتمدت هذه الرواية على كتاب عيسى السفري فلسطين بين الانتداب والصهيونية باعتبارها نموذجاً لما كتبه العرب حول هذه الحوادث ص 124-127).


ونقتطف المعلومات التالية حول ثورة البراق وحائط البراق من كتاب التيار الإسلامي في فلسطين وأثره في حركة الجهاد (1917م ـ 1948م) لمؤلفه محسن محمد صالح، والتي جاءت مستندة إلى مراجع متنوعة لمؤلفيها أحمد الشقيري، محمد عزة دروزة، أكرم زعيتر، عبدالوهاب الكيالي، بيان نويهض، أميل الفوري، ناجي علوش، إحسان النمر وغيرهم.


صيحـات صهيونية


تزايدت في الفترة (1924 ـ 1928م) صيحات الصهاينة المطالبة بالحائط الغربي للمسجد الأقصى حائط البراق والذي يسمونه الصهاينة حائط المبكى ونشرت التصريحات الصهيونية التي تعلن عن هدفها في إقامة هيكل سليمان على أنقاض المسجد الأقصى وزاد من مخاوف المسلمين أن الصهاينة نشروا صوراً زنكوغرافية تمثل هيكل سليمان قائماً مقام المسجد الأقصى يرفرف عليه العلم الصهيوني، وفي عيد الغفران الذي وافق 23 سبتمبر 1928م جاء الصهاينة إلى الحائط بأعداد كبيرة ونفخوا في الصور وأحضروا المقاعد والكراسي والموائد والخزائن والمصابيح وأقاموا ستاراً يفصل بين الرجال والنساء، وهكذا حولوا المكان بحيث يحسبه الناظر كنيساً صهيونياً وخشي المسلمون أن يظل الصهاينة على تلك الحال فيكون ما فعلوه حقاً مكتسباً لهم مع مرور الزمن ربما يوسعونه إلى ما هو أبعد منه بعد ذلك، فغضب المسلمون وسارع المجلس الإسلامي الأعلى إلى الاحتجاج لدى حكومة الانتداب البريطاني وتحذيرها من العواقب الوخيمة وقد قامت الحكومة برفع المقاعد والموائد التي وضعها الصهاينة، وفي 8 أكتوبر 1928م أكد المجلس الإسلامي موقفه تجاه الحائط الذى نشرته جريدة الجامعة العربية في القدس ـ في ذلك اليوم ـ من أن هذا الجدار هو مكان البراق الشريف نسبة إلى براق النبي محمد ص وأنه جدار المسجد الأقصى وأنه في عقيدة المسلمين جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى الذي له مكانة مقدسة عظيمة عند عامة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.


لجنة الدفاع


عقد المسلمون عدة اجتماعات خصوصاً في المسجد الأقصى لمواجهة المؤامرة الصهيونية على حائط البراق وكان لهم اجتماع بعد صلاة عصر يوم 30 سبتمبر 1928م تحدث فيه ثلاثة من القيادات الإسلامية هم الشيخ عبد الغني كاملة والشيخ حسن أبو السعود ثم محمد عزة دروزة.


وقد اتفق المجتمعون تحت قبة الصخرة على تشكيل لجنة ممثلة لهم سموها لجنة الدفاع عن البراق الشريف وكلوا إليها تنفيذ المقررات التي قرروها، كما عاهدوا الله على الدفاع عن هذا المكان حتى النهاية، وقد قامت اللجنة بتأسيس فروع لها في مختلف مدن فلسطين، كما قامت بمراجعة حكومة الانتداب والاحتجاج لديها وإيصال الأخبار إلى العالم الإسلامي وأخذت وفود المسلمين تأتي من أنحاء فلسطين باسم الجمعيات والهيئات والأفراد معلنة استعدادها للدفاع عن البراق، وأمطرت حكومة فلسطين بالبرقيات تطالبها بأن تحول دون ما ينجم عن اعتداء الصهاينة من إثارة فتنة في البلاد..


وطلبت لجنة الدفاع عن البراق الشريف بواسطة أربع رسائل رسمية بإمضاء عبد الرحمن العلمي من كيت روش حاكم القدس حق التظاهر وكان الجواب بالرفض في كل مرة فأخذت مدن فلسطين بالهياج، واشتد نشاط جمعيات الشبان المسلمين في هذا الأمر.


وأكدت اللجنة في بيان لها صدر في القدس في 25 أكتوبر 1928م ورود مئات البرقيات من جمعيات المسلمين وأفرادهم داخل فلسطين وخارجها يستفسرون عما تم بشأن حائط البراق، وقد أكد البيان أن الحالة تزداد تحرجاً وأن الصهاينة مستمرون في اعتداءاتهم، وأنهم أصبحوا يزدحمون بشكل غير معتاد ويملؤون المكان بالأدوات المحظورة، وطالب البيان المسلمين بأن يكونوا صوتاً واحداً وأن يسارعوا إلى علاج الحالة بحزم واهتمام.


المؤتمر الإسلامي (نوفمبر 1928م)


كان للحاج أمين الحسيني المفتي الأكبر ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى دور بارز في إثارة الجو الإسلامي في البلاد إثر وقوع هذه الأحداث وقد دعا المجلس الإسلامي الأعلى ولجنة الدفاع عن البراق الشريف إلى مؤتمر إسلامي عام لمسلمي فلسطين في القدس كما دعي إليه جمع كبير من رجال المسلمين في فلسطين وشرق الأردن والعراق وسورية ولبنان والهند، بحيث اكتسبت قضية البراق بعداً إسلامياً أوسع خصوصاً في المناطق العربية القريبة من فلسطين، وقد انعقد هذا المؤتمر في اليوم الأول من شهر نوفمبر 1928م وانتخب الحاج أمين الحسيني رئيساً للمؤتمر وبلغ عدد الحاضرين حوالي 700 شخص من مسلمي فلسطين وغيرها.


وقد اتخذ المؤتمر الإسلامي عدة قرارات تلخصت في :


ـ الاحتجاج بكل قوة على أي عمل أو محاولة ترمي إلى إحداث أي حق للصهاينة في مكان البراق الشريف، واستنكار ذلك أشد الاستنكار والاحتجاج على أي تساهل أو تغاض أو تأجيل يمكن أن يبدو من الحكومة في هذا العمل.


وطالبوا بمنع الصهاينة من رفع الصوت في صلواتهم بحيث يكون المنع باتاً مستمراً من وضع أي أداة من أدوات الجلوس أو الإنارة أوالعبادة أوالقراءة وضعاً مؤقتاً أو دائماً في البراق الشريف في أي حال من الأحوال وأي ظرف من الظروف، وإلا فإن المسلمين سيجدون أنفسهم مضطرين لأن يقوموا بالدفاع عن هذا المكان الإسلامي المقدس وعن حقوقهم الثابتة فيه.


ـ ألقى المؤتمرون على الحكومة تبعة ما ينتج عن دفاعهم عن البراق الشريف إن توانت في منع أي اعتداء من الصهاينة.


ـ المطالبة بإقصاء بنتويش الصهيوني الإنجليزي عن منصبه كمدع عام وقد عرف بتهجمه على الإسلام والمسلمين بوقاحة.


ـ تأسيس جمعية حراسة المسجد الأقصى والأماكن الإسلامية المقدسة على أن يكون مركزها القدس، وأن تتعاون في مهامها مع لجنة الدفاع عن البراق الشريف.


وقد تلخصت مهمات الجمعيات بتنفيذ قرارات المؤتمر وإنشاء فروع لها في جميع أنحاء العالم الإسلامي والاتصال بالجاليات الإسلامية في المهجر لتشرح لهم الوضع في فلسطين.


وعلى الصعيد الداخلي أصدر المؤتمر نداء للمواطنين بعدم بيع أراضيهم للصهاينة ووجوب مؤازرة الشركات الوطنية التي شكلها المسلمون لشراء الأراضي.


ومن جهة أخرى وجهت أسئلة عدة في مجلس العموم البريطاني حول قضية البراق وقد اضطر أمري وزير المستعمرات أن يعلن في 12 نوفمبر 1928م أن هدف الحكومة البريطانية وحكومة الانتداب في فلسطين بالنسبة لهذه الحوادث هو المحافظة على الوضع الراهن بين الفلسطينيين والصهاينة، وأكد أن الأزمة القائمة سوف يمكن تفاديها ودياً باتفاق يتم بين الطرفين وأن حكومة صاحب الجلالة سوف تبذل جهودها للوصول إليه.


وعندما أثيرت مسألة أحداث البراق لعام 1928م مرة أخرى في 19 نوفمبر صرح وكيل وزارة المستعمرات أورمسبي غور بأن الحكومة البريطانية وحكومة فلسطين عازمتان على عدم تغليب طائفة على أخرى كما أعرب إمري في 26 نوفمبر 1928م عن ثقته بأعمال المندوب السامي وأنه سيبذل جهده للمحافظة على الوضع الراهن ووعد بأن ينشر قريباً كتاباً أبيض عن القضية، وبالفعل فقد رضخت الحكومة البريطانية لمطالب المسلمين وأصدرت كتاباً أبيض بشأن حائط البراق، كفل الحالة الحاضرة للمسجد وضمن الملكية الإسلامية للحائط، كما ضمن للصهاينة حقهم المكتسب في الزيارة فقط، إلا أن الحكومة ماطلت في تنفيذ هذا

 

إضافة منذ 13 عام
bigestman
2724
غير محدد

التعليقات

زغباوية منذ 13 عام
+1 شكرا كنت عايزة اعرف معلومات عنه وليه سموه حائط المبكى
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy