بالطبع ليس هناك سواء مائه بالمائه وليس هناك فرد يتمتع بالصحة النفسية بشكل كامل فالسواء نسبي وكذلك التمتع بالصحة النفسية نسبي ولكي نعرف مدى تمتعنا بالصحة النفسية علينا أن نعرف ما هى الصحة النفسية اولا والصحة النفسية كما يعرفها فرويد
"هي القدرة على الحب بشقيه الشهوي والحنون والقدرة على العمل الناجح المثمر"
و تظهر أيضا في القدرة على مواجهة الضغوط بشكل ايحابي والبحث عن البدائل دائما
فإذا استطاع الانسان ان يحب نفسه والآخرين وأن ينجح في عمله فهو بذلك يتمتع بقدر كبير من الصحة النفسية وهذا لايمنع ان يتعرض الانسان في حياته لبعض الإحباطات أو حتى يمرض نفسيا ولكن يجب أن تكون لديه القدرة على النهوض مرة اخرى واستئناف حياتة مرة اخرى بنفس الكفاءة السابقة أو أقوى.
ولكي نعرف ما إذا كنا نتمتع بقدر مناسب من الصحة النفسية أم لا علينا أن نسأل أنفسنا السئلة الآتية:
1- هل نتقبل ذواتنا ونحبها؟
2- هل نحن أشخاص واقعيين وموضوعيين؟
3- هل نشعر بالاستقلالية؟
4- هل نحن أفراد تميل للخيال والأحلام فقط ام أيضا نفعل تلك الأحلام في عالم الواقع؟
5- هل لدينا القدرة على تحقيق ذواتنا؟
6- هل نتمتع بقدر كبير من النضج الانفعالي؟
إذا كانت اجابتنا كالآتي فنحن نتمتع بالقدر المناسب من الصحة النفسية وإن لم يكن فعلينا بمحاولة تصحيح ما لدينا من أخطاء حتى نصل للإجابات الصحيحة
بالنسبة للسؤال الأول فعلى الانسان ان يتقبل ذاته ويحبها ولن يحدث ذلك إلا إذا كان واعيا بذاته ويفهمها ويعي حدود ذاته فيحب ذاته الجسمية والنفسية والأخلاقية والمعرفية ومن يحب ذاته ويتقبلها يتسم بالواقعية والصدق فيبتعد عن تهويل وتضخيم ذاته وأيضا يبتعد عن التقليل والحد من شأنهاويأتي ذلك عن طريق وضع توقعات واهداف قابلة للتفعيل والانجاز الحقيقي.
بالنسبة للسؤال الثاني فعلى الانسان ان يدرك الواقع الذي يعيش فيه فإذا كان الواقع مشبع ويحقق للفرد تقبل الذات وتحسينها فإنه يبارك ذلك الواقع وإذا كان الواقع محبط ولايحقق للفرد ما يطلبه أو يؤثر عليه بالسلب فعلى الانسان أن يغير ذلك الواقع لكن عند التعامل مع الواقع ومحدداته يجب أن نتعامل بموضوعية.
بالنسبة السؤال الثالث فإذا استطاع الانسان ان يساير الجماعة التي ينتمي إليها أو بمعنى أوضح المجتمع الذي يعيش فيه مع احتفاظة بخصائصه الشخصية يكون لديه قدر من الصحة النفسية فالخضوع التام لمعايير المجتمع دون مراعاة الفرد لخصائصه الشخصية لا يكون علامة إيجابية على الصحة النفسية والرفض التام والخروج على تلك المعايير أيضا ليس صحيح والصحيح ان يوائم الفرد بين خصائصه وبين معايير المجتمع بما يسمح له بالتعبير عن نفسه بحرية.
بالنسبة للسؤال الرابع فعلى الانسان أن يقوم بتفعيل أحلامه وتوقعاته وطموحاته في شكل سلوكيات وانجازات في عالم الواقع فلا يجب ان ينغلق على عالمه الداخلي فقط لكن يجب عليه أن يخرج بعالمه الداخلي هذا إلى العالم والواقع الخارجي.
بالنسبة للسؤال الخامس فعلى الانسان أن يكون قادرا على استغلال امكاناته واستعداداته لتحقيق ذاته بالشكل الذي يحقق له الإشباع سواء على مستوى ذاته او على مستوى مجتمعه.
بالنسبة للسؤال السادس فعلى الفرد أن يصدر الانفعالات في كمها وكيفها وفقا لطبيعة الموقف فتكون مناسبة لطبيعة الموقف والشخص السوي هو الذي يسيطر على انفعالاته ويتحكم فيها.