مرحلة ماقبل اكتساب اللغة قد قسمنا مراحل التدريب اللغوي للطفل المتأخر في الكلام إلى أربعة أقسام تبعًا لأهداف تدريبه وهى كالتالي :-
-مرحلة ما قبل اكتساب اللغة .
-مرحلة الكلمات والجمل .
-مرحلة القصة.
-المرحلة الأكاديمية.
وهى مراحل لا تدل على مراحل اكتساب اللغة عند الطفل ، بل هي مراحل لأهداف تدريب طفلي المتأخر في الكلام ، واليوم نبدأ بالحديث المستفيض عن مرحلة ما قبل اكتساب اللغة.
في تلك المرحلة يكون هناك هدفين رئيسيين يحددان معالم تدريبي للطفل، أولهما: هو أن يتمكن الطفل من تمييز الأصوات
التي يسمعها وثانيهما أن يتمكن الطفل من تقليد تلك الأصوات التي يسمعها بشكل مناسب ومن ثم يتعرف على قدرته على طريقة التحكم وآلية التحكم في أعضاء النطق بشكل متوازن ومتسق لجميع أعضاء النطق مع بعضها البعض ، بحيث يستطيع بالنهاية التحكم والتعرف على مكان حدوث الصوت وطريقة حدوثه والوقت الذي يستغرقه للحدوث.
والهدفين هنا ( تمييز الأصوات و تقليد الأصوات ) لا يمكن فصلهما بل يسيران متوازيين ، فلا نستطيع القول بأن هدف الجلسة اليوم هو تمييز الأصوات أو هدف الجلسة اليوم هو تقليد الأصوات ، فهما وجهان لعملة واحدة أبدا لا ينفصلان .
أولاً : التدريب على تمييز الأصوات
هو أن يسمع الطفل كمية كبيرة من الأصوات وربطها بمفهوم أو مدلول أو صورة وذلك لكون بالنسبة له معنًا ما.
يعنى ايه الكلام ده ؟
يعنى ببساطة الطفل يسمع صوت أي صوت يربطه بصورة ذهنية مثال لو سمع الطفل صوت كوكو يربطه ذهنيًا بصوت ديك فيعطيك صورة ديك أو يؤشر عليها من وسط عدة صور أو يرسم لك ديك أو يعبر بأي صورة من صور التواصل إن ده ديك ، مثال تاني أنه يسمع صوت أذان فيجيب صورة حد بيصلي أو يجري يجيب سجادة صلاة أو يرفع ايده ورا ودنه وكأنه بيكبر أو أي صورة تانية ممكن يتواصل مع أخصائي التخاطب بيها.
تدريبات تمييز الأصوات بتكون نوعين
1. تدريب على تمييز الصوت الحقيقي أو صوت مسجل عن الصوت الحقيقي مثل السيديهات أو شرائط الكاسيت أو الفيديوهات ونحوهم ، وربط تلك الأصوات بصور ذهنية لدى الطفل. ويتم التنويع في التدريب سواء في طبيعة الصوت ( بمعنى مثلا انه يسمع صوتي طفلين بيبكوا لكن كل واحد منهم بشكل مختلف) وكذلك التنويع في صور التدريب ( يعنى لا أثبت نفس الصورة كل مرة ) مثلا لصوت النحلة مرة أدرب على صورتين للنحلة لكن بصور مختلفة أو أدرب على مجسم للنحلة أو أدرب على صورة على الكمبيوتر ، وأهدٌف من ذلك خلق تعميم لتمييز الأصوات وتعميم للدلالات عليها.
2. تدريب الطفل على أصوات يصدرها أخصائي التخاطب وربطها بنفس الصور الذهنية ، بمعنى إن الأخصائي يقلد الصوت والطفل يعطى للأخصائي الصورة الدالة على الصوت سواء كرت مصور أو مجسم أو صورة على الكمبيوتر أو أي طريقة شكل أخر من أشكال التواصل. ويراعي الأخصائي التنويع في طبقات صوته والتنويع في نوعية صوته وكذلك حتى التنويع في مكان إصدار الصوت ، بمعنى أن يستخدم أخصائي التخاطب الصوتين العالي والواطي ، ومرة يستخدم الصوتين الغليظ والحاد ،ومرة يستخدمه بالقرب من الطفل ومره وهو بعيد عن الطفل ومره وهو على يسار الطفل ومرة عن يمين الطفل ومرة من خلفه.
ثانيا :التدريب على تقليد الأصوات
وفيها يتم تدريب الطفل على كيفيه التحكم في أربعة أعضاء أساسية في النطق( اللسان والفك والشفاة والأحبال الصوتية) ويتم ذلك بثلاث
أساليب للتدريب على التقليد وهى ( الاحساس باليد- المشاهدة – التميز السمعى)
نماذج تدريبية تناسب تلك المرحلة
1-حركات : يتم التدريب بحركات باللسان والشفاة ، على أن يربط التدريب بلعبة معينة يتم تكرار اللعب بها كل مرة ويمكن استخدام ألعاب مثل الميكروفون وبرج الحلقات ،ودمية اليد ( المابت ) ، والمكعبات والكثير الكثير من الألعاب فى تلك المرحلة .
أمثلة لتلك الحركات:
التدريب على ا (ألف المد ) ، ووو ، ي ي ، ش ، ل ، ف ، ت ،م،ح ،س . ويتم المبالغة فى نطقها بشكل واضح للطفل أثناء النطق.
2- الأصوات وكلمات : التدريب على أصوات ترتبط بأشياء يمكن أن يراها الطفل فى يومه وفى نفس الوقت يسهُل عليه نطقها ، ويتم التدريب عن طريق ألعاب متنوعة مثل ، البازل بأنواعه ، المجسمات ، الالعاب التى تشبه الأشياة الحقيقية ( أدوات الطبيب أو أدوات المطبخ) ، والكروت المصورة .
أمثلة لكلمات تلك المرحلة :
هو هو (نام ) ، هو هو (كلب)، شششش ( غسل أسنان ) ،لا ،مين؟ ( صورة باب) ، وش ، ميه ، هم (أكل) ، مياو ، خخ (نوم) ، خخ ( خنزير) ، ززز (نحلة) ، مفيش ، بيبي (طفل) ، تعالى ، بح ، تاتا ( مشي) ، اوعد (أقعد) ،باي، أيد ،شعر،بابا،ماما،فوق ، وقع،.سس (تعبان)، أح (سخن ) ، توتو (قطار) ، بيب (عربية).
أعرف أنى قد أطلت المقال ، وزدت فى أفكاره بشكل قد يشتت الكثيرين ، ولكن أردت أن اضع فكرة مكتملة عن تلك المرحلة والتى تعتبر أهم مراحل التديب ، فهى أول درجات التدخل اللغوي المبكر مع جميع الأطفال ، ورغم ذلك فالمقال بالنسبة لي قصير إذ أردت أن أُسهب فيه فسوف يطول ويطول ، لذلك أرجو من كل مَن يقرأ المقال ، أن لا يتوانى عن سؤالى ، فقد يكون الحوار الصحي حول أفكار المقال طريقة أخرى لاتمامه ، وأشكر لك سعة صدركم.
ملحوظة ضرورية أقصد بالصوت والأصوات بمقالي هو صوت الحروف التي تحمل معنى ، وقد قصدت التنويه لذلك لأن كلمة صوت باللغة العربية تحمل معاني متعددة وليس هناك من داعي للتحدث عنها هنا.