يأتي فصل الشتاء ويصاحبه القلق عند الأمهات لكثرة تعرض أطفالهن لنزلات البرد والسعال والنزلات المعوية، التي تتسبب فيها برودة الجو والتقلبات المناخية في هذا الفصل، «هي» سألت الدكتور حيدر غالب، أستاذ العلاج والأدوية وأمراض الأطفال، بطب قصر العيني، عن كيفية التعامل علاجيًا مع هذه الأمراض فقال: أولاً، يجب أن تراعي الأم استقرار درجات الحرارة في بداية الفصل فلا تقوم بتغيير عدد قطع ونوعية الملابس التي يرتديها الطفل فجأة، لأن الجو في فترة الظهيرة لا يحتاج ملابس ثقيلة.
أما في المساء فتنخفض درجات الحرارة وهنا يحتاج مزيدًا من التدفئة إلي جانب ذلك يجب مراعاة تهوية المنزل بطريقة مناسبة فهناك خطأ شائع لدينا وهو إغلاق جميع النوافذ خوفًا من البرد وهذا ما قد يتسبب في التعب والإصابة بنزلات البرد.
مع تغيير الفصول بحلول فصل الخريف ورغم تحسن الجو وانخفاض الحرارة فان كثيرا من الاشخاص قد ترتفع درجة حرارتهم بسبب تعرضهم في هذا الوقت لأعراض الانفلونزا واكثرهم الاطفال والمسنون وتشمل الحرارة واحتقان الحلق والرشح والكحة وضيق التنفس وقد تمتد الي الجهاز التنفسي السفلي فيحدث التهاب في الشعب الهوائية والنزلات الرئوية وغيرها من الاعراض التي تؤثر علي نشاط الطفل ومزاجه
.
ويحذر الاطباء الام من الاسراع الي اعطاء الطفل المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب للتأكد من انها امراض فيروسية وليست بكتيرية.
وتقول د. لمياء شاهين استشاري طب الاطفال ان تذبذب درجات الحرارة بين الاعتدال نهارا والبرودة ليلا يؤدي الي انتشار كثير من الفيروسات في الجو وخاصة فيروس الانفلونزا
.. وعندما يتعرض الطفل لتيارات هواء مفاجئة او تغير حرارة الجسم نتيجة تغيير الملابس وتخفيفها تارة او ارتداء الملابس الثقيلة تارة اخري فهذا يجعل الجسم اكثر قابلية لالتقاط الفيروس خاصة ان الأطفال والمسنين تكون مناعتهم ضعيفة ولا يستطيعون المقاومة.
وتؤكد ان فيروس الانفلونزا من الفيروسات العجيبة فهو كالحرباء يغير طبيعته من مكان الي مكان ومن عام الي اخر ويتم تطوير لقاح الانفلونزا حسب نوع الفيروس ولكنه لا يعطي الجسم نظاما مناعيا ثابتا وطويلا ويمكن للام ان تقوم باعطاء طفلها تطعيم الانفلونزا لحمايته طوال فصل الشتاء وخاصة اذا كان يعاني من حساسية الصدر.
وتنصح الام ان تراعي الاعتدال في ملابس الطفل وعدم التسرع في ارتداء الملابس الثقيلة ولكن المهم ان تناسب حرارة الجو خاصة في الصباح الباكر وفي المساء حيث تنخفض درجات الحرارة مع الاهتمام بتهوية المنزل قبل خروج الطفل الي المدرسة حتي لا يتعرض لتيارات هواء مفاجئة.. كذلك الاهتمام بعدم تواجد الطفل في اماكن مزدحمة خاصة في المدرسة وفي الفصول حيث ينتقل الفيروس عن طريق العطس ولذلك لابد من التهوية الجيدة داخل الفصول.
وعندما تشعر الام باي تغيير في نشاط الطفل وصوته او ارتفاع درجة حرارته او وجود رشح او كحة يمكنها إعطاؤه مخفضات حرارة بسيطة من مشتقات »الباراستيمول
« وكذلك المشروبات الدافئة وخاصة فيتامين C
الموجود في الليمون والبرتقال والجوافة وعندما يشكو الطفل من التهاب الحلق وعدم القدرة علي التنفس او سماع صوت شخللة في الصدر فيجب عدم اهمال علاجها بالمضاد الحيوي المناسب لتجنب حدوث مضاعفات مثل التهاب الشعب الهوائية والنزلات الربوية والحساسية ويجب منع الطفل من الذهاب للمدرسة وتوفير الراحة التامة له لمدة ٤ او
٥ أيام وهي فترة حضانة الفيروس.. والاهتمام بالتغذية الجيدة والوجبات الخفيفة اثناء فترة العلاج.