أنها نفس اللعبة القذرة: الأمن مقابل العدل
هذه اللعبة التى أشار إليها حسنى مبارك قبل أن تتم إقالته "أما أنا أو الفوضى"
ولكن جذورها تمتد إلى أبعد من ذلك....تمتد إلى اليوم الذى تحدث فيه سرقة فى منزلك
فلتلجأ للشرطة لتقوم باستجواب البواب والخادمة بالطريقة التى تعرفها أنت جيدًا
ولكنك تغمض عينك لأنك تريد الأمن حتى لو على حساب العدل
تمتد إلى أيوم أن صمتنا على ظلم أن تحمل المعتقلات أناس لأعوام طويلة بلا أحكام عسكرية ولا غير عسكرية
ولكننا سكتنا لأنهم مخالفين لنا فى الرأى
نحن جيل رباه الجيل الذى نشأ فى عهد جمال عبد الناصر حيث كان الأخ يوشى بأخيه من أجل الأمن
وطلع مننا الكثير من المشوهين الذين يشترون أمنهم الشخصى بأى شىء حتى لو كان على حساب العدل
وقد لعب نظام مبارك هذه اللعبة معنا جيدًا...الفتن الطائفية...المسيحييون خائفون من المسلمين والعكس صحيح
ثم وجدوا بعد الثورة وتكرار أحداث الفتنة الطائفية أنها أصبحت لعبة مهروشة وقديمة
خاصة بعد أحداث ماسبيرو
فلنفعل شيئًا آخر إذن
هل تعرف أحد تمت سرقة بيته أو سيارته؟ هل قال لك ما قاله الشرطى عندما ذهب للبلاغ
أنها أشياء من قبيل "أبقوا خلوا الثورة تنفعكم"
"يلا عشان تفرحوا بالثورة"
من الممكن أنا وأنت أن نشتم فى الشرطة طوال النهار لأنهم لا يقومون بوظيفتهم ...ولكن هل ترى أن الجيش لم يكن ليستطيع أن يجعل الشرطة تقوم بعملها على أكمل وجه
ألم يكن يستطيع أن يعين لواء جيش وزير للداخلية ويضع كل القيادات المشبوهة قيد الاعتقال أو التحقيق ويتم ترقية الضباط
الصغار الذين لم يتورطوا بالكلية فى الفساد؟
ألم يكن من الممكن انتداب دفعات جديدة من خريجى الحقوق ذوى اللياقة البدنية وتدربيهم فى هذه الفترة الماضية لدعم جهاز الشرطة؟
ألم ينشف ريقنا فى اقتراح حلول عديدة لمشاكل الشرطة ولا حياة لمن تنادى؟
والآن لجأوا لفتح الملفات الشائكة: مثلا ملف مصنع أجريوم فى دمياط...اتفهم جيدًا مطالب المعتصمين واتفهم أن أولادهم فى المستشفيات بسبب تعب الصدور وأن السمك ميت من تلوث المياه وأن الزرع لم يطلع بسبب المياه الملوثة...معاهم حق ولكن من الذى فجر الموضوع وفى أجازة العيد حتى لا يستنى لمجلس الوزراء الاجتماع إلا بعد أن تكون الدنيا ولعت ومحطات المياه تفجرت إلى آخره
ما الذى يحدث فى بلطيم وكفر الشيخ؟ هل هاتين دولتان تستعدان للحرب أم مدينتين فى دولة واحدة؟
والآن ما الذى يحدث فى أسوان؟
سلسلة متتالية من الأحداث تكشف مخطط عميق ودنىء
مع قرب الانتخابات
مخطط يهدف أن يهتف الشعب المصرى بسقوط الديمقراطية ويلعن أباها
وليحكمنا من يكون حتى لو كان حسنى مبارك أو جمال مبارك
المهم أن يرجع إلينا الأمن
والآن والأحداث تتلاحق هنا وهناك
وتوقعات بالمزيد من الفضوى والعبث
لنقف وقفة مع النفس ونأخذ القرار
هل سنبيع مصر من أجل أمننا؟
أليس كل شىء يحدث لنا بقضاء الله عز وجل؟
ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم
"واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك , وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك , رفعت الأقلام وجفت الصحف "
إن الخوف هو إحساس طبيعى بل هو جزء من الابتلاء الذى قال عنه تعالى
"
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة: 155/ 156 /157)
نحن خائفون بل ومذعرون ليس على أنفسنا فقط ولكن على أهلنا وعلى مصر كلها
ولكننا لابد أن نختار
الأمن أم العدل؟
وأرجو ألا نختار أن نصبح مثل هولاء
{{uf:771}}