أوَ نُؤجَرُ ويأثمونَ!!

3
0
أوَ نُؤجَرُ ويأثمونَ!!





إليكم قصّة الإمامُ الحافظُ، التابعيُّ الجليلُ إبراهيمُ النخعيّ .

كانَ إبراهيمُ النخعيُّ رحمهُ اللهُ تعالى أعورَ العينِ .

وكانَ تلميذهُ سليمانُ بنُ مهرانٍ أعمشَ العينِ ) ضعيفَ البصرِ (



وقد روى عنهما ابنُ الجوزيّ في كتابهِ [المنتظم] أنهما سارا في أحدِ طرقاتِ الكوفةِ يريدانِ الجامعَ وبينما هما يسيرانِ في الطريقِ

قالَ الإمامُ النخعيُّ: يا سليمان! هل لكَ أن تأخذَ طريقًا وآخذَ آخرَ؟

فإني أخشى إن مررنا سويًا بسفهائها، لَيقولونَ أعورٌ ويقودُ أعمشَ! فيغتابوننا فيأثمونَ .



فقالَ الأعمشُ: يا أبا عمران! وما عليك في أن نؤجرَ ويأثمونَ؟ !

فقال إبراهيم النخعي : يا سبحانَ اللهِ! بل نَسْلَمُ ويَسْلَمونُ خيرٌ من أن نؤجرَ ويأثمونَ .

المنتظم في التاريخ (7/15)..



نعم! يا سبحانَ اللهِ !



أيَّ نفوسٍ نقيةٍ هذهِ؟ !



والتي لا تريدُ أن تَسْلَمَ بنفسها .



بل تَسْلَمُ ويَسْلَمُ غيرُها .



إنها نفوسٌ تغذَّتْ بمعينِ ((قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ)).



كنتُ أتساءلُ كثيرًا. لو كانَ إبراهيمُ النخعيُّ يكتبُ بيننا .



هل تُراهُ كانَ يُعممُ كلامهُ، ويُثيرُ الجدالَ، وَيُوهِمُ الآخرينَ، ويُورِّي في عباراتهِ، ويطرحُ المُشكلَ بلا حلولٍ؛ ليؤجَرَ ويأثَمَ غيرهُ؟ !!!



أم تُراهُ كانَ صريحًا ناصحًا، وبعباراتهِ واضحًا؟ !

وَرَضِيَ اللهُ عن عمرَ إذ كانَ يسألُ الرجلَ فيقولُ: كيف أنت؟

فإن حمدَ اللهَ . قال عمرُ : (( هذا الذي أردتُ منكَ )). رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني .



تأمل معي .. إنهم يسوقونَ الناسَ سوقًا للخيرِ؛ لينالوا الأجرَ



)) هذا الذي أردتُ منكَ.. (( أردتك أن تحمدَ اللهَ فتؤجرَ .



إنهُ يستنُّ بسنة حبيبهِ صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ إذ ثبتَ عنهُ صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ مثلُ ذلكَ .



فهل نتبع سنة حبيبنا صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّمَ؟



أوَ ليسَ : نَسْلَمُ ويَسْلَمونَ



خيرٌ من أن : نُؤجَرُ ويأثمونَ؟ !!!



منقول لذوي البصائر الحيّة ،،



اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والاموات

 

إضافة منذ 14 عام
غير محدد

التعليقات

لا يوجد
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy