اسباب الخلاف بين علي وعائشة رضى الله عنهم
إضافة منذ 13 عام
غير محدد
التعليقات
الإجابات
شكرا أخي على هذا السؤال لكن ينبغي أخي أن تعلم أن هناك مغالطات كثيرة أثيرت حول هذا الموضوع، وجوابا عن سؤالك سوف أذكر لك بعض الحقائق :
أولا : عائشة رضي الله عنها ومن معها لم يخرجوا على علي رضي الله عنه طلبا للخلافة وتنحية لعلي،ولكن نقطة الخلاف التي كانت بين الفريقين هي أن عائشة ومن معها كانوا يطالبون عليا بأن يقيم الحد على قتلة عثمان في الحال ودون تأخير،وأما الخليفة علي رضي الله عنه فكان يرى أن المصلحة العامة تقتضي تأخير ذلك إلى أن يتمكن في الخلافة خاصة إذا علمنا أن قتلة عثمان كانوا ينتسبون زورا وبهتانا إلى علي رضي الله عنه فليس من مصلحة الدولة اقامة الحد عليهم وهم يحاصرون المدينة من كل جانب.
هذا الذي ذكرته وذكره المحققون من أهل العلم كابن العربي وغيره هو سبب خروج جيش عائشة رضي الله عنها إلى البصرة للتشاور والتصالح مع علي رضي الله عنه لا لأجل القتال كما يزعم المغرضون من الكتاب.
وأما سبب نشوب الحرب بين الطرفين فراجع إلى فئة من المنافقين وهم قتلة عثمان الذين لم يرضيهم الصلح الذي كان سيتم بين عائشة وعلي رضي الله عنهما لأن ذلك سيكون على حساب رؤوسهم فقرروا إشعال الفتنة والحرب بين الفريقين بطريقة ماكرة حتى ينسى أمرهم.
وكان ذلك في ليلة تم فيها التصالح بين عائشة وعلي كما يذكر المؤرخون حيث بات الناس في ليلة هادئة إلى أن قرر هؤلاء المنافقين أن يندسوا في معسكر الفريقين فجعلوا يقتلون فيهم حتى ظن علي أن جيش عائشة قد غدر بهم وظنت عائشة أن جيش علي قد غدر بهم وهكذا لم يعط هؤلاء المنافقون الوقت الكافي للفريقين لأجل التثبت في الأمر ودفعوا بالجيشين إلى تلك الحرب التي حدثت بينهما وهم مكرهين.
هذا هو السبب الحقيقي في نشوب تلك الحرب بين عائشة وعلي رضي الله عن الجميع، وكما يقولون : إذا عرف السبب بطل العجب.
وأود أن أشير هنا إلى أن الحق مع علي رضي الله عنه فيما ذهب إليه ورآه،وأن عائشة ومن معها قد أخطؤوا عندما قرروا الذهاب الى البصرة لأجل ملاقاة علي، وقد تنبأ النبي صلى الله عليه وسلم بذلك عندما قال لأزواجه : أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب ؟ والحوأب ماء قريب من البصرة على طريق مكة اليها سمي بالحوأب بنت كلب بن وبرة القضاعية.
وقد روى احمد والحاكم عن قيس بن حازم : أن عائشة لما بلغت مياه بني عامر ليلا نبحت الكلاب،فقالت: أي ماء هذا؟ قالوا: ماء الحوأب، قالت : ما أظنني إلا راجعة ، فقال بعض من كان معها-وفي رواية: أنه الزبير-:بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله ذات بينهم. وقد صحح هذه الرواية ابن حبان والذهبي وابن كثير وابن حجر والألباني في الصحيحة 474.
هذا بعض ما أردت ان أبينه جوابا عن هذا السؤال وإذا أردت التفصيل والتحقيق في الموضوع فأنصحك بكتاب العواصم من القواصم للقاضي أبي بكر بن العربي المالكي بتحقيق محب الدين الخطيب.
التعليقات
يلزم أن تقوموا بتسجيل الدخول حتى يتسنى لكم إضافة إجابة لهذا السؤال