رمضانبات:مشروع الخبيئة .. 1

4
0
الأعمال الخبيئة المكفِّرة للخطيئة

من فضل الله )عَزَّ وجلَّ( علينا أن شرع لنا، وهدانا إلى الأعمال الصالحة التي نتقرب بها إليه، وتزودنا بالحسنات التي فيها فلاحنا في الدنيا.

إننا مطالبون بالعمل، وقد قرنه الله بالإيمان في أكثر من موضع، فقال الله عَزَّ وجلَّ:
وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ سورة البقرة: الآية 82
وقال تعالى: فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُواْ وَاسْتَكْبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلُيمًا وَلاَ يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا سورة النساء: الآية 173

لكن: ما شروط العمل الصالح ؟

العمل الصالح لا بد أن يتوافر فيه شرطان أساسيان، هما:

1- المتابعة: وهي أن يكون العمل موافقا شرع الله وسنة نبيه الكريم. قال تعالى: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا سورة الحشر: الآية 7.
وقال )صلى الله عليه وسلم(:” من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد”. أي غير مقبول.

2 - أن يكون العمل خالصا لوجه الله عز وجل وابتغاء مرضاته سبحانه. قال الله عَزَّ وجلَّ }... فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِِّه أَحَدًا سورة الكهف: الآية 110 ، وقال تعالى: }فَادْعوا اللهَ مُخلصينَ لَهُ الدّينَ . سورة غافر: الآية 14 وعن أمير
المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب )رضي الله عنه( قال: “سمعت رسول الله )صلى الله عليه وسلم( يقول: “إنما الأعمال بالنيّات، وإنما لكل إمريء ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه.”

وروي عن الفضيل بن عياض )رحمه الله( أنه قرأ هذه الآية:}لِنبَلْوُهَُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا سورة الكهف: الآية 7، “فقال: أخلصه وأصوبه، فقيل: ما أخلصه وأصوبه يا أبا علي؟ فقال: إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل، والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون وفق شرع الله وعلى السنة.”
والإنسان المسلم يحاول - قدر استطاعته - أن يكون عمله صائبا وخالصا ولكن الشرك خفي، وأحيانا تدخل حظوظ النفس وهواها فيفسد العمل من دون أن يشعر بها. قال رسول الله )صلى
الله عليه وسلم(: “أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر. فسألوه عن الشرك الأصغر، فقال: الرياء، يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل إليه.”

وورد في الحديث القدسي أن الله تعالى يقول: “أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه.”
نعوذ بالله )عَزَّ وجلَّ( أن نأتي يوم القيامة فنجد: أعمالنا، وذكرنا، وصلاتنا، وصومنا، وصدقاتنا، وقيامنا هباء منثورا؛ لذا لا بد لنا من أعمال نحرص أشد الحرص أن تكون صافية سليمة لا يشوبها عيب أو رياء، ونرجو الله أن يتقبلها منا بواسع رحمته وعظيم فضله.

كيف نحمي أعمالنا من الرياء والشرك؟

لا شك في أن الموضوع طويل، وأسبابه متشعبه، وبالتالي خطوات علاجه متعدده، والمسلم عليه أن يعالج نفسه دوما، ويحذر من الرياء، ولا يعتقد إنه بمأمن منه.
قال الله تعالى: }وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ { سورة البقرة: الآية 127 .
أي إن سيدنا إبراهيم، وهو خليل الرحمن، يخشى ألا يقبل الله عمله، ويسأل الله )عَزَّ وجلَّ( أن يقبله منه وأي عمل أفضل من بناء الكعبة!
وقال تعالى: }وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ{ سورة المؤمنون: الآية 60 ، أي يعملون الأعمال الصالحة ولكنهم يخافون ألا تُقبل منهم.

وهذا – بالتأكيد - لا يعني ترك العمل مخافة الرياء، فإن ذلك من وسوسة الشيطان، وقد قال الفضيل: “ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله عنها.”
ومن وسائل علاج الرياء:
1 - معرفة الله )عَزَّ وجلَّ( حق المعرفة والتفكر في أسمائه )سبحانه
وتعالى( وصفاته.
2 - معايشة القرآن وتدبر آياته.
3 - مجاهدة النفس ومراقبتها ومحاسبتها.
4 - الصحبة الصالحة التي تعين الإنسان على الإخلاص في الطاعة.
5 - الدعاء واللجوء إلى الله )سبحانه تعالى(، والإستعانه به للتخلص من هذا الداء، وقد بين لنا الرسول )صلى الله عليه وسلم( أن ندعو الله تعالى بالدعاء الآتي: “اللهم إنا نعوذ بك من أن نشرك بك شيئا نعلمه، ونستغفرك مما لا نعلمه.”
6 - أن يُعَوِّدَ المرء نفسه على أخفاء بعض العبادات والأعمال، فلا يحَُدِّث بها أحد ويؤديها بعيدا عن أعين الناس، فإن ذلك يُعوِّدُه على الإخلاص، وأرجى أن يُقبل العمل منه.
وهذة الوسيلة السادسة هي التي سنتناولها في هذا الكتيب، ألا وهي إخفاء العمل رغبة في الإخلاص ورجاء أن يتقبله الله )عَزَّ وجلَّ( بواسع رحمته.

أخى المسلم :

يتبع
المصدر: أ..عنان أحمد من كتاب الأعمال الخبيئة المكفرة للخطيئة

 

إضافة منذ 14 عام
تامر
5060
غير محدد
تعديل منذ 14 عام
تامر
5060

التعليقات

safaa منذ 14 عام
بارك الله فيك+1
loleta1 منذ 14 عام
+1 يارب أصلح أعمالنا
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy