عندما يصبح الحمار ملك الغابة..!! مقال شيق جدا

2
0
ذات مرة قررت حيوانات الغابة ان تجرب حظها في ممارسة الديمقراطية بعد ان وصلتها موجتها وعلت صيحاتها وبدأ سكان الغابة يتهامسون على ضرورة ان يمارسوا فن الديمقراطية اسوة ببني البشر,فليس البشر بارقى منهم "ديمقراطية ً"!!.
وفعلاً,استطاع بعض وجهاء مملكة الحيوانات ان تقنع ملك الغابة"الاسد طبعا" بضرورة ان تسود الممارسات الديمقراطية في مملكته حتى لا تتعرض تلك المملكة الى حملة امريكية مثل التي تعرض لها "العراق"!! فيصبح حال مملكتهم الجميلة كحال هذا البلد المسكين الذي رفض الديمقراطية فذاق مرارة ما رفض وكان عاقبة امره خسرا.
وعبثا حاول الاسد ان يقنع وجهاء الغابة والمعارضين بضرورة العدول عن هذه الفكرة,وذكرّهم بالخشية من ان تكون الانتخابات غير نزيهة وان يُصّدر بعض السادة في الحوزة الحيوانية فتواهم الانتخابية فتمتلء الصناديق باوراق الانتخابات المزورة بامر الفتوى الشرعية للسيد الحيواني مثلما حصل في عراق الديمقراطية الجديد!!.

وطرح عليهم بديلا افضل عن اجراء الانتخابات الا وهو اجراء استفتاء شعبي لمعرفة راي الشارع الغابواتي به.
لكن وجهاء الغابة قالوا له : لا نريد استفتاءات مثل تلك التي يجريها
بشار الاسد او حسني مبارك, لا نريد استفتاءات "التسعة وتسعين بالمئة"او استفتاءات "المئة بالمئة" للسابق صدام ,ولن نبرح مكاننا حتى توافق على اجراء انتخابات ديمقراطية يشترك فيها كل سكان الغابة حتى المتوفين منهم او الذين في ارحام امهاتهم!!

فان رفضت فان رقم الهاتف الجوال للرئيس الامريكي في ايدينا وسوف نتصل به بمجرد خروجنا منك ليُعلّمك كيف يكون عقاب من يرفض ركوب الموجة
"ومن لم يحب ركوب الديمقراطية عاش طول العمر بين الاستفتاءات"!!.


لم يجد الاسد وقد غلبت عليه الشيخوخة وفرّ عنه الاقرباء والابناء الا ان يستجيب لطلب الوجهاء في اجراء الانتخابات في مملكته.
وتم اعلام الناس عزم مملكة الغابة ممارسة"الديمقراطية" و اجراء انتخابات حرة ونزيهة وشفافة جدا حتى " النخاع " لاجل انتخاب ملكا للغابة,فقد ولت ايام الانقلا- بات والثور- ات المسلحة ,كما ولت ايام


توريث الحكم والحاكم المطلق والقائد الضرورة


وحان الوقت للحيوانات ان تبدي رأيها وتدلي بدلوها لانتخاب من يحكمها ويصير رمزا لها.
امتلأت الغابة باللافتات التي لا يجد من يطبقها ولا من يُحاكم عليها فالكلام ببلاش "كما يقولون".فلافتة تقول"سوف نجعل من الغابة "دبي" الحيوانات,واخرى تقول "سوف نمنح كل حيوان برميلا من نفط الجنوب يوميا"واخرى تقول"من لا ينتخب قائمة السيد فزوجته الحيوانة طالق بالثلاث"....


وامثال هذه الشعارات التي لا تجد من يصدقها ,ولا غاية لها ولا فضل سوى على الخطاطين الذين انعشتهم هذه الحملة الاعلانية وملئت جيوبهم بالدولارات بعد ان جففتها اجهزة الحاسبات والاعلانات الحديثة بواسطة "الفليكس" كما يسمونها.


وجاء يوم الانتخابات,واحتشدت الحيوانات من كل طائفة وفصيل وقطيع , كل منها يطمع ان يكون ملك الغابة الجديد من طائفتها.وجرت الانتخابات حرة ونزيهة وشفافة اكثر بكثير من "حرية" و"نزاهة" و"شفافية"الانتخابات العراقية السيستانية.


وتم فرز الاصوات وظهرت النتائج في اليوم التالي فقد كانت بكل الاحوال افضل من انتخابات الرئاسة الامريكية التي وجدوا بعض صناديق الانتخابات مرمية في احد المزابل, او خلف احدى الكنائس!!.
وتفاخرالجميع بنجاح التجربة الديمقراطية حتى قبل ان تظهر النتائج !!وبعد فترة من الانتظار , ظهرت النتائج...وحدث ما لم يكن في الحسبان, فقد ظهر ان النسبة الاكبرمن الاصوات قد ذهبت الى...........
" حمار" !!! نعم الى "حمار"!! ياللعار فقد اصبح الحمار ملكا على الديار!!.
لقد تبين ان الحمير هي اكثر حيوانات الغابة عددا وانها تحتل "الغالبية" العظمى من الشعب الحيواناتي .
وقد ساعد في حصول الحمار على هذه النسبة كثرة عدد الحمير المستوردة من الهند منذ ايام الاحتلال البريطاني للعراق في بدايات القرن الماضي ,والتي اسُكنت في الجنوب,والتي كانت غالبيتها تعمل في خدمة الملك "الاسد",والتي كانو يطلقون عليها اسم "الشروقية".

وهكذا وبين عشية وضحاها تحول الحمار من "عبد" يخدم في اسطبل الملك الى"سيد" يجلس على العرش الذي كان ينظف اسفله .وهكذا اصبح ملك الغابة مَن كان قبل يوم عامل نظافة!!.


لم يصدق سكان الغابة بصدقية ونزاهة الانتخابات رغم ان كل لجان الاشراف الامريكية تشير الى مصداقيتها وانها جرت بحرية تامة ومن يقول غير ذلك يعرض نفسه للخطر, على ان حق الاعتراض مكفول للجميع!!!!,واعترضت الكثير من الحيوانات على هذه النتيجة,وكان عاقبة بعضها ان ترمى فوق المزابل جثثا هامدة,
او ان تزج في معتقل في احدى الجزر الكوبية,او تدفن في ملجأ العامرية, رغم ان حق الاعتراض مكفول للجميع كما قالوا وقلنا!!.

لا يعقل لحمار ان يقود الغابة ,هكذا قال المعترضون,فالحمار حمار ولا يصلح الا ان يكون حمارا, فهو لا يمتلك اي من مؤهلات الرئاسة فلا علمه ولا ذكائه ولا قوته ولا شهادته العلمية ولا نَسَبَه ولا شكله ولا صوته ولا حضوره الاعلامي يؤهلانه لان يكون ملكا للغابة.

هل يعقل ان يترأس الغابة حمار ابن حمار؟! شيء لا يصدق. وبدأت الحيوانات تطعن وتسب وتشتم الانتخابات والنظام الديمقراطي برمته وتلعن الذي جاء به ,
فهل سيصبح الحمار ملكا للغابة فقط لان عدد الحمير اكثر من غيرها من الحيوانات؟
هل يمكن ان يكون العدد هو المؤهل الوحيد والاكبر في ان يكون الحيوان ملكا على باقي الحيوانات؟!,
لماذا لم يفز الاسد او النمر او الصقر او حتى الدب بهذا المنصب؟. هم احق به من غيرهم.

ان كانت الديمقراطية تقود الى ان يكون الحمار ملكا على الغابة فلتسقط الديمقراطية وليسقط من جاء بها, فالنظام الذي يقود الى مثل هذه النتائج يمكن ان يطبق في امريكا او في العراق او في عالم البحار حيث يمكن لامثال الحمير هنالك ان تحكم,اما ان يطبق في مملكة متطورة مثل مملكة الحيوانات وبوجود شخصيات مرموقة لها تاريخها وقوتها ونفوذها ومؤهلاتها فذلك اهانة لا تستطيع الحيوانات ان تتحملها.

ولكن الديمقراطية هي الديمقراطية وما دامت الديمقراطية قالت ان ملك الغابة هو الحمار فعلى الجميع ان ينهقوا وبصوت واحد "عاش الحمار"!!.


ولكم ان تتخيلوا بعد ذلك كيف سيكون حال الغابة التي يجلس على عرشها حمارا!!.من الؤكد ان يكون حالها اسوأ من حال العراق او على الاقل مثله.
فاذا تشابهت المقدمات تشابهت النتائج كما يقولون.


لا نريد من ذكر هذه القصة التشبيهية الا الاشارة الى ان هنالك عيوبا تعتلي النظام الديمقراطي برمته ,وان هذا النظام الوضعي فيه من العيوب ما لا يمكن احصائها واكبر تلك العيوب هو انه يعتمد في تنصيب الرئيس على العدد وليس على الكفاءة,وهذه سلبية عظيمة لا يمكن لاي حضارة ان تعتمدها اسلوبا للرقي الحضاري.

ان عملية الاعتماد على الترشيح الشعبي لانتخاب من يمثل الناس لا يمكن ان تتم الا داخل الطبقة الواحدة.ولا يمكن ان يتم اعتمادها في حال وجود اكثر من طبقة.
وفي قصة الحيوانات السابقة الذكر تبين انه يمكن لطبقة الحيوانات ان تختار من بينها من تراه مناسبا, لكن لا يمكن ان نمزج طبقة الاسود وطبقة الكلاب وطبقة الحمير ثم نقول لاعضاء تلك الطبقات هيا انتخبوا ممثلا واحدا عنكم.
لان ذلك سوف يؤدي الى فوز من لا يستحق الفوز الا في مجال كثرة عدد طبقته.
وكثرة عدد الطبقة لا يمكن ان تكون معيارا للكفاءة الادارية اطلاقا.يمكن ان نورد امثلة اخرى وعيوبا اخرى للنظام الديمقراطي الذي تتفاخر به امريكا والغرب عموما كحالة نموذجية لحكم العالم .


الا اننا هنا بفضل الله بينا ضعف وخوار هذا النظام وعجزه عن ان يمثل نظاما "للعدالة المطلقة" كما زعموا اول الامر.


واني لاترك للقارىء الكريم ان يوجد عيوبا اخرى ونواقص اخرى في هذا النظام الذي سوف يسقط على ايدينا باذن الله ونستبدله بما هو خير منه


"كتاب الله وسنة رسوله ومنهج الاسلام".


هل يعقل ان تكون النسبة العددية لفصيل من الفصائل هو الحكم الوحيد في ان يحكم ذلك الفصيل وان يتسلم مقاليد الحكم؟؟. من المعلوم شرعا وبداهة ان من مؤهلات الحكم هي العلم والقوة "ان الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم"
هذا ما ورد في القران الكريم.


فيما فضل بعض الجاهلون المال على العلم والقوة فقالوا
"انى يكون له الملك علينا ونحن احق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال " .


فاصبح العلم ثم القوة واخيرا المال هي مؤهلات الحكم وعناصره في كل عصر وزمان
الا في عصرنا هذا عصر الديمقراطية فقد اصبح عنصر"الرهط او الجماعة او الفصيل"
هو العنصر الاهم والمؤهل الاقوى في اختيار الحاكم.


وهذه هي اكبر مثالب الديمقراطية التي يحاول الغرب التبشير بها ,والتي من اجلها فقدنا انهارا من الدماء لا تعد قطراتها.لا يمكن للشيعة ان يحكموا العراق لمجرد انهم "الاغلبية",لا يمكن ان تكون حجة"الاغلبية" هي المؤهل الوحيد لمن يريد
ان يحكم في العراق او غير العراق.

لا يمكن لطبقة يعيش تسعون بالمائة منهم تحت مستوى التعليم المتوسط واربعون بالمائة اميون وسبعين بالمائة يفضلون الخرافات على حكم العقل (حسب استبيان مؤسسة القلم الذي اجري لمعرفة الحالة الديمغرافية لسكان الجنوب)
ان يحكموا العراق حتى لو كانت نسبتهم تسعين بالمائة وليس ستين بالمائة كما يدعون.


الكل يعرف ان كلمة الشيعة هي مرادفة لكلمة التخلف والخرافة واللطم والنياحة والايمان بالسحر والشعوذة والخمس والمتعة وفلسفة القطيع و"وحق" السيد في الليلة الاولى من الزواج عند الشيعة(ويعني ان يكون للسيد الشيعي الفضل في فض بكارة العروس في الليلة الاولى تبركا!!) ,


لا يمكن لأناس امثال هؤلاء ان يصبحوا ملوكا بين عشية وضحاها. لا يمكن للحمير ان تتربع فوق عرش الغابة الا اذا انقلبت الموازين ودخلنا في السنيين الخداعات وصدق الكاذب وكذب الصادق وتكلم الرويبضة!! .



فالسبع سبع وان كلّت مخالبه .. والكلب كلب وان قلّدته الذهب

منقـــــــــــــول

 

إضافة منذ 14 عام
MaDa
11058
غير محدد

التعليقات

لا يوجد
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy