الحقيقة ان الأسباب الحقيقية والوظيفة الدقيقة للتثاؤب ما زالت لغزا حتى الان.
والمعروف أن الإنسان العادي يتثاءب حوالي 250 ألف مرة على مدار حياته وأن الأجنة تتثاءب في الرحم بدءا من عمر 12 إلى 14 أسبوعا مما يرجح أن التثاؤب يؤدي وظيفة عصبية مهمة.
وقال فالوسينسكي إذا كان بإمكان الجنين الذي لا يتجاوز وزنه 60 جراما أن ينفق مقدار الطاقة المطلوب للتثاؤب والتمطي فلا بد أنهما ضروريان ضرورة مطلقة لنموه".
ويتثاءب الطفل في السنة الأولى بين 25 و30 مرة في اليوم ثم يقل التثاؤب مع التقدم في السن ليصل عند الشيوخ إلى 10 مرات في اليوم في المعدل، ويختلف الأشخاص في التثاؤب كما يختلفون في النوم .
والتثاؤب ظاهرة لاإرادية لأن المتثائب لا يستطيع دفعه بعد الشروع فيه وإن أمكنه تعديله ، ويحصل التثاؤب غالبا عند يقل الانتباه للاسباب التالية :-
- الرغبة الشديدة فى النوم .
- عند الاسراف فى الاكل .
- عند الشعور بالملل .
- عند الارهاق الشديد .
وتستغرق عملية التثاؤب بين 5 إلى 10 ثوان
وتتم في ثلاث مراحل هى مرحلة الشهيق - مرحلة القمة - مرحلة الزفير ، يحس بعدها الشخص بالراحة .
وتتثاءب الطيور والاسماك وكل الفقاريات ذات الدم البارد والحار باستثناء الزرافة والحوت اللذين لم يشاهدا وهما يتثاءبان حتى الان.
فالتثاؤب هو انعكاس تنفسي معين، هدفه زيادة جريان الدم الواصل إلى المخ وتوسيع بعض الشعيرات الدموية ، وفتح بعض الحويصلات الهوائية المسدودة في الرئتين ، وعامة هو يؤدي إلى حالة نشاط مؤقتة.. بالتالي يحدث دائماً مع الأشخاص المنهكين .. أما عن سريانه بالعدوى فهي ظاهرة إشعاع سايكوفيزيائي شهيرة .. إن الحماس والخوف والتوتر والضحك كلها عواطف تنتقل بالإشعاع السايكوفيزيائي ، يكفي أن يتوتر الجالسون معك حتى تتوتر.. شاهد معهم رواية مضحكة لا تروق لك كثيراً.. بمجرد أن يضحكوا تضحك أنت ولا تدري لهذا سبباً .
التثاؤب في السنة النبوية:
ذكر التثاؤب في بعض الأحاديث النبوية التي ذمته وعلمت المؤمن كيف يرده ويتعامل معه ، وأذكر من جملة هذه الأحاديث يلي :
جاء في صحيح البخاري قوله صلى الله عليه وسلم : "فإن أحدكم إذا قال ها ضحك الشيطان" ويقول بن حجرفي شرح هذا الحديث :" ومن هنا تظهر النكتة في كونه يضحك منه لأنه صيره ملعبة له بتشويه خلقه في تلك الحالة "، ولذلك جاء في حديث أبي هريرة في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" ثم التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليكظم مااستطاع" ، وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (إن الله يحب العطاس، ويكره التثاؤب، فإذا عطس أحدكم وحمد الله تعالى كان حقٌّا على كل مسلم سمعه أن يقول له: يرحمك الله، وأما التثاؤب فإن هو من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده مااستطاع، فإن أحدكم إذا تثاءب ضحك منه الشيطان ) ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث آخر" ثم إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه فإن الشيطان يدخل " وفي رواية أخرى " ثم إذا تثاءب أحدكم في الصلاة فليكظم مااستطاع فإن الشيطان يدخل ".
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ثم إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه فإن الشيطان يدخل "
فديننا دين كامل يجد فيه الإنسان نبراسا ينير له طريقه في كل أمور العبادات والمعاملات ، وهذه الأحاديث التي بين يدينا تبرهن على ذلك حيث يعلمنا من خلالها النبي صلى الله عليه وسلم أدب التثاؤب وكيفية التعامل معه . هذا في الشرع أما بالنسبة للتثاؤب في ميدان العلم فقد ذكرت في هذا الموضوع المختصر بعض خاصياته ، وما تزال الأبحاث العلمية تخوض فيه وتعدنا بالمزيد من النتائج خصوصا في ظاهرة التقليد .
مقتبس ...
التعليقات