من المتحدثين فى المهد

6
2
1_عيسى بن مريم عليه السلام
عندما أتى زمانه ، وعندما شاء الله سبحانه وتعالى أن يبعثه ، أمر جبريل عليه أن ينفخ فى مريم البتول عليها السلام من روح الله ، فحملت بعيسى عليه السلام بإذن الله ، ولما كانت مريم لم تتزوج ، ولم يقربها رجل ، فإن أمر الحمل هذا سيكون شاقا عليها ، وعلى أهلها وسيكون مادة تهكم وسخرية و اتهام لها على لسان قومها ، وهو أمر شاق عليها وعلى أهلها ، حتى أنها وهى العابدة الطاهرة تمنت الموت ، أأدركت عزيزى القارئ ما كانت تعانيه ، ولكن شاءت إرادة الله سبحانه وتعالى ، أن يبرئها وأن يظهر لقومها مدى عفتها ونقائها ، وأن يظهر على يد الغلام الصغير الرضيع الذى لم يبلغ سن الكلام بعد معجزة تكون له مقدمة تبشر بأنه سوف يكون له شأن فى العالمين وأى شان إنه سوف يكون أحد أولى العزم من رسل الله وسوف يلاقى العنت والإيذاء من قومه لدرجة محاولة قتله إلا أن الله أنقذه عليه السلام منهم ، ورفعه إليه .
نعود ونقول ولكن كيف تمكن الرضيع من تبرئة أمه ؟ حينما أتت بها قومها وسألوها متهكمين من أين لك يامريم هذا الصغير ولم نعرف لك زوجا ولم نعرف عن أسرتك أنهم من أهل السوء والفاحشة ، لقد ألهم الله أمه فلم تنطق مدافعة عن نفسها وإنما أشارت إلى رضيعها كأنها تقول لهم إن هذا الرضيع شاهدها الذى سيدافع عنها، فلما تعجبوا من أمرها وقبل أن يفيقوا إذ بالرضيع ينطق ليبرأ أمه الطاهرة من الفحشاء ويخبر بأربعة أمور غيبية غاية فى الأهمية ألهمه الله إياها وكأنما كان يقرأ الغيب :
الأول: إثبات عبوديته لله سبحانه وتعالى ، والمتتبع لحياته عليه السلام ( يعرف أن قومه ألهوه فيما بعد وهو من من فعلهم ذلك براء ) عليه السلام .
الثانى: إثبات مبكر لرسالته وبأنه سوف يكون رسول الله إلى هؤلاء القوم وبما يحمله دينه الذى سوف يبعث به من تعاليم وإرشادات وتبعات وبأن الله الذى أرسله سيعلمه الأنجيل كتاب الله إلى هذه الأمة .
الثالث: أن الله سبحانه وتعالى سوف يجعله مباركا أينما ذهب يجرى على يديه معجزات حسية يشاهدها أتباعه ومرافقوه ويقصونها على غيرهم ممن لم يشاهدوها لينقلوها بدورهم وتكون شاهدا على نبوته .
الرابع: أنه سوف يكون بارا بوالدته يكرمها ويضرب المثل للمبعوث فيهم أن يحذوا حذوه فى إكرام أمهاتهم .
قل الله تعالى فى سورة مريم:


فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا (27) يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا (28) فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا (29) قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ ‎وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32)

2_غلام الفارس
كانت الام تحمل رضيعها على صدرها وتلقمه ثديها ، وفجأة حدثت جلبة وضوضاء وإذ بخدم يوسعون الطريق ويدفعون الناس دفعا ليخلوه ، فلما ، نظرت مع الناظرين لترى ما سبب ذلك ، فوجدت فارسا ما أبهى منظره يركب جوادا ويضع عليه من حليه وزينته ، فقالت اللهم إجعل إبنى كهذا الفارس ، فإذ بالرضيع يترك ثدى أمه ويوجه حديثه إليها وهى فى غاية الدهشة والإستغراب ويقول اللهم لا تجعلنى مثل هذا الفارس ثم يعود إلى ماكان عليه من الرضاعة ، وبعد مدة من الزمن يمر عليهم رجل يدفعه الناس دفعا ويسخرون منه ويسبونه ويسلطون عليه سفهاءهم وصغارهم ، اللهم لا تجعل إبنى كهذا الرجل ، وللمرة الثانية يترك الرضيع الثدى ويوجه حديثه إلى أمه قائلا اللهم إجعلنى مثل هذا الرجل ، ثم يعود مرة أخرى إلى ما كان عليه من الرضاعة ، وامه فى غاية الدهشة والإستغراب من فعل رضيعها ، ومرت السنون والأيام ، وإذ بالفارس ينقلب حاله من الغنى إلى التسول يمد يديه يستجدى الناس ، أما الرجل الآخر فقد صار من علية القوم وعالمهم يسمع له ويغشى مجلسه.

3-الرضيع صاحب جريج العابد
الذى الذى كان يعبد الله فى صومعة منعزلة وكان مضرب مثل للعفة والطاعة بين قومه ، وذات يوم دبر له بعض الفاسدين مكيدة ليثبتوا للناس أنه ليس كما يعتقدون ، وإستأجروا لهذه المهمة إمرأة بغى (مومس) ، والتى أتت على رؤوس الأشهاد بطفل رضيع تحمله ، وقالت هذا هو إبن جريج العابد ، فلما هم الناس ليفتكوا به ، وقاموا الى صومعته فهدموها ، قال دعونى أصلى لله ركعتين ، فلما فرغ من صلاته توجه إلى الرضيع مخاطبا ، من أبوك؟ ، فنطق الرضيع بقدرة الله وقال هذا الراعى ، وأشار إلى رجل من القوم ، وبرأ الغلام جريجا ، فقال له قومه نبنى لك صومعة من الذهب ، قال لهم لا ردوها من اللبن (الطين) كما كانت سابقا ، ودعونى أعبد ربى .

4-رضيع أصحاب الأخدود
وكان الرضيع يرضع من ثدى أمه ، وحينما رآها تقاعست عن الوقوع فى النار مثل أصحابها ( لتأكيد تمسُّكهم بإيمانهم وثباتهم عليه ،ورفضهم العودة فى دين الملك ) ، ولم يكن ذلك منها تقاعسا وإنما رحمة بالغلام الرضيع فقال لها : يا أٌمَّة اصبرى فإنك على الحق .

5-رضيع ماشطة إمرأة فرعون أو بنته
لما سقط مُشطها من يديها قالت : بسم الله ، فسألها فرعون ألك إلاه غيرى : فلما أقرت وإعترفت ، غضب فرعون و أمر بإلقائها فى النار أو تعود لعبادة فرعون ، فلما رأى رضبعها ترددها من شفقتها عليه قال لها رضيعها : يا أمه قعى ولا تقاعسى فإنا على الحق.

6-وقيل : إن منهم شاهد يوسف الذى برأه
وكان طفلا رضيعا ، نطق بإذن الله ، وبرأ يوسف عليه السلام من إتهام زليخاء له بأن حاول التعدى عليها .

7-وقيل إن منهم الرضيع الذى أقر لرسول الله صلى الله عليه وسلم
قال البيهقي: أنا علي بن أحمد بن عبدان ثنا أحمد بن عبيد الصفار، ثنا محمد بن يونس الكديمي، ثنا شاصونة بن عبيد أبو محمد اليمامي وانصرفنا من عدن بقرية يقال لها: الحردة -حدثني معرض بن عبد الله بن معرض بن معيقيب اليماني، عن أبيه، عن جده، قال: حججت حجة الوداع، فدخلت دارا بمكة فرأيت فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجهه مثل دارة القمر، وسمعت منه عجبا، جاءه رجل بغلام يوم ولد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أنا؟" قال: أنت رسول الله. قال: "صدقت بارك الله فيك" . قال: ثم قال إن الغلام لم يتكلم بعد ذلك حتى شب .


فالمجموع أنهم سبعة تكلموا فى المهد ، والموثوق به منهم هم الأربعة الأولون ، وفى الباقين كلام فى السند أو الدلالة ، وليس العلم بهم عقيدة مفروضة ، فأمرهم مردود علمه إلى الله سبحانه وتعالى ، وقد ذكرهم القرطبى فى تفسيره سورة آل عمران .

منقول من مصراوى

 

إضافة منذ 14 عام
تامر
5060
غير محدد
تعديل منذ 14 عام

التعليقات

الاستاذة منذ 14 عام
سبحان الخالق
+1
زغباوية منذ 14 عام
+1
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy