دخل جوهر الصقلي قائد المعز لدين الله الفاطمي مصر فاتحا في سنة 359 هـ (970) ميلادية ، وفي أول ليلة وضع أساس القاهرة حيث شيد قصريين عظيمين ثم وضع أساس الجامع الأزهر وقد استمر البناء فيه مدة سنتين فقد أقيمت أول جمعة فيه في 9 رمضان 361 هـ ، وكان الغرض من انشائه أن يكون مسجدا تقام فيه الصلوات ، ويُدعى فيه للمذهب الشيعي ، ولكن ما لبث أن تحول إلى معهد للدراسة وأول من حاول جعله معهدا دراسيا هو يعقوب بن كلس وزير العزيز بالله الفاطمي وأول عمل قام به في هذا الشأن أن بنى بجوار المسجد دارا لجماعة من الفقهاء وعددهم 35 فقيه وألقيت فيه الدروس الدينية واللغوية عام 375 هـ (986 م ) وظلت الدراسة قائمة فيه حتى جاء صلاح الدين الأيوبي وكان سنيا يعمل على نشر مذهب أهل السنة فأغلق الجامع الأزهر عام 567 هـ ، ليمنع دراسة المذهب الشيعي وانتشاره وظل مغلقا أكثر من قرن من الزمان ثم عادت فيه الدراسة لكن على أسس المذهــــب السنـّـــــــــــي ، في عهد الظاهر بيبرس 659 هـ وظل كذلك حتى عصرنا الحاضر
وكانت الدراسة في بادئ الأمر مقتصرة على العلوم الدينية واللغوية ، ولكن سرعان ما درست فيه علوم الفلك والحساب والطب والجغرافيا ، وفي القرن العشرين أدخلت على مناهجهه بعض الإصلاحات فدرست فيه العلوم الحديثة من رياضة وطبيعة وكيمياء في أوائل هذا القرن ثم درست فيه علوم التربية وعلم النفس واللغات الأجنبية ..
وهو كذلك حتى عصرنا الحاضر
--------------