زلزال هز الكروش .. وأسقط العروش
بقلم: عزت السعدنى
-----------------------------------------------------------
لو أن الآنسة مي زيادة الشاعرة والأديبة العربية اللبنانية الأصل والتي أحبها كل أدباء وكتاب عصرها .. وفي مقدمتهم عباس محمود العقاد وجبران خليل جبران .. وإن كانت لم تحب أحدا منهم ..
وأحبت فقط وأخلصت فقط لعلمها وأدبها وشعرها وكتاباتها .. وكانت أول أديبة من جنس المرأة تكتب في جريدة الأهرام في أيام شبابها الأولي.
لو أن هذه الشجرة الطيبة المليئة بثمار الحب والشوق والأدب الرفيع .. ما زالت حية ترزق بيننا الآن. وكحلت عينيها وغمست يديها في نهر الدم والغم والكرب العظيم الذي يجري الآن في ربوع بلادنا العربية .. من سوريا شمالا .. إلي غزة المحاصرة..
برا وبحرا وجوا .. علي بعد كيلو مترات .. إلي الضفة الغربية التي حولها التفتت الإسرائيلي والغطرسة الصهيونية إلي علب كبريت من المستوطنات الشيطانية في قلب فلسطين, بل وفي قلب القدس العربية يولد السيد المسيح .. عليه السلام .. وموطن المسجد الأقصي الذي بارك الله حوله بوصفه أولي القبلتين والذي صلي فيه سيدنا محمد عليه السلام بالأنبياء قبل البشارة والذي ركب من عند أسواره البراق.. إلي السماوات العلا في رحلة الإسراء, ثم عبرت مصر العظيمة التي تحررت وتبدلت وأصبحت حرة طليقة بعد أن كسرت قيود آخر الفراعين ومعه هامان وجنوده بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير.
ثم عبرت مصر الحرة إلي ليبيا التي تعاني وتكابد من عناء حاكم جلس علي قلب شعبها أربعين سنة بحالها .. والآن لا يريد أن يتركها إلا ركاما تتصاعد منه ألسنة النيران ودخان حرائق حمقة وركام وأطلال مدنه, وما بقي من شعبه .. إما تحت الاحتلال أو نزف حتي الموت علي أسرة مستشفي بلا دواء .. وبلا أطباء .. وبلا رحمة!
ذلك الخراب تحت مظلة غربية لئيمة تدعي الخير وهي تحفر الموت في ركابها وتحت غطاء من قاذفات الموت التي أرسلها الغرب اللئيم صاحب المكائد.
وما زلنا نذكر له نحن المسلمين .. ونحن العرب جمائله لنا في العراق وأفغانستان وفي تقسيم السودان!
لو أن أديبتنا العظيمة مي زيادة صحت ونزلت من ملكوتها إلينا الآن.. وشاهدت وعاشت ورشفت رشفة من نهر الدم الذي يتدفق في كل بلادنا العربية التي تريد أن تكسر القيود وتحرر وتتحرر لإعادة كتابة تعبيراتها الشهيرة التي تقول فيها مع بعض التصرف :
أرض السلام والحمام والإخوة الكرام .. أصابها زلزال أحمق.
الحمام هجر أبراجه .. والبحر أصبح في لون الدم.
وصواريخ ضد أسود عبرت الخط الأزرق لتنفجر في الدور المذعورة.
الأمهات بلا حياة يحتضن الأطفال .. تحت الركام.
لكن الأطفال ماتوا .. وهم نيام.
البحر تواري حزنا وسط الغيام.
وأشجار الزيتون أحنت رؤوسها .. وأسقطت كل الأوراق.
وخلعت الحقيقة ثيابها وتعرت .. كشفت عن ساقيها ولم يخف عورتها .. إلا ظلام الزقاق.
أين أنتم يا عرب الإسلام .. ويا دعاة الصليب؟
لو بعث محمد فينا .. ونزل من عليائه المسيح لقالا معا: أين ذهبت وصايانا.. أين دعوات الأئمة وصلوات الرهبان؟
الجنون بني له أعشاشا وبيوتا وحفر لنا قبورا .. والحمق بيننا أصبح سيدا مطاعا في أرض فقدت العقل والضمير.
وغربان البين تنعق فوق الشجر, لم يبق إلا الحمق والدموع والضياع .. رفاق طريق من قال : آمين .. لآخر الفراعين!
------------------------------------
يا رفاق الحرية .. يا دعاة الخير والحق والجمال .. يا ثوار لغة الضاد وحفظة كتاب الله في المساجد هو القرآن وفي الكنائس هو الإنجيل.
اصبروا وثابروا .. النصر القادم بإذن الله .. وكما انتصرت مصر .. سوف تنصرون.