صحيفة الجارديان تحذر : إما «مباركستان» وإما مساجين وسلفيون

3
0
منذ قيام ثورة 25 يناير وتصدرت مصر وأخبارها صفحات الجرائد والمجلات العالمية وتناولتها بالمتابعة والرصد والتحليل ومازالت وحتي كتابة هذه السطور.. وفي آخر متابعة وتحليل أفردت صحيفة الجارديان البريطانية مقالا عن آخر تطورات الأوضاع في مصر قالت فيه: إن الرئيس السابق حسني مبارك كان مجرد الرأس الجلية للفساد.. وأنه بعد مرور شهرين من نجاح الثورة المصرية التي أطاحت بمبارك مازال المصريون خائفين من ظهور بقايا نظامه الفاسد في أي وقت.

وأضافت الجارديان أن المصريين علي دراية كاملة بأن «مباركستان» أو الصرح الواقعي الذي أسسه مبارك «وشلته» لضمان استمرار السيطرة علي دائرة مغلقة من السياسيين ورجال الأعمال لم يسقط بعد علي الرغم من سقوط رأسه وحاميه.

إن مباركستان هي في حقيقة الأمر دولة كاملة وقوة استعمارية بكل ما تحمله الكلمة من معني.. دولة لها مسارها ونظامها الاستعماري الخاص وآلية الدعاية الخاصة وميلشياتها الوحشية.. وعاصمتها شرم الشيخ والتي انتقل إليها مبارك من قصر العروبة إلي قصر «مباركستان» الذي يقع بمنتجع أرض الجولف في شرم الشيخ والذي أقام فيه قاعة المؤتمرات العالمية الشهيرة والتي تسمي «الكونجرس» علي مدخل أرض الجولف علي مساحة تقرب من ثلاثمائة ألف متر مربع حيث يتناوب عليها وعلية القوم ونخبة الحكام ووجبات عشائهم الفاخرة المستوردة من الخارج.

ويسترخون علي الشواطئ الرملية الباذخة دون اهتمام بمن هم دون خط الفقر من المصريين ويشكلون حوالي 40% من السكان.

وأسست «مباركستان» بنكها الخاص أيضا ــ المصرف العربي ــ الذي يقف علي أرض مصرية، البنك الذي يعتبر مؤسسة تجارية خارجية تخرج تماما عن اختصاص الحكومة المصرية، هذا البنك حيث أودع المليارديرات المصريون غنائمهم دون إمكانية الكشف وراءها.. كيف ومتي تم تأسيس هذا البنك؟ ولماذا مازال يعمل؟

نعم تم القبض علي بعض الشخصيات البارزة بما فيهم وزير الداخلية السابق حبيب العادلي الذي اتهم بإعطاء أوامر بإطلاق النيران علي المتظاهرين وقت الثورة المصرية ولكن مازال الأشخاص المقربون من مبارك والذين شاركوا في التجاوزات الصارخة في النظام السياسي ولديهم ثروات هائلة مكدسة مازالوا طلقاء.

بالإضافة إلي أن القنوات التليفزيونية مازال يرأسها الفريق الموالي لمبارك ذاته، الفريق الذي زور وأخفي الحقائق عن الشعب وقت الثورة.. فلم ينس الشعب المصري الادعاءات التي كان يروجها التليفزيون المصري عن متظاهري التحرير واتهامهم بأنهم جواسيس وعملاء أجانب.

وأشارت الصحيفة إلي ظاهرة أخري وهي الموقف الأمني في مصر وما يسمع يوميا عن فتح السجون وإطلاق النيران وإشعال النيران في بعض المؤسسات ومنها وزارة الداخلية والبنك المركزي وغيرها، ويتم التعتيم علي مرتكبيها وعلي الحوادث كلها دون توفير معلومات مؤكدة.

كما ذكرت الصحيفة في مقالها التحليلي للوضع في مصر بعد مرور شهرين علي الثورة أن ما قام به الإسلاميون في الأيام السابقة للاستفتاء علي التعديلات الدستورية الذي تحول إلي حرب مقدسة وكيف أنه تم الإفراج عن بعض الإسلاميين المتطرفين من السجون بمن فيهم عبود الزمر المتورط في اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات وكيف تم التعامل معه كبطل في وسائل الإعلام المصرية.

وقالت الصحيفة إن ما يحدث يبدو وكأنه رسالة تحذير إلي الشعب المصري والعالم بأسره. ومفاد هذه الرسالة هو محاولة إقناع المصريين بأنه إن لم يتم قبول شروط مبارك للاستقرار سيتم إطلاق سراح الوحوش من الأقفاص.. فإما مبارك وإما المساجين والسلفيون.

وعبرت الصحيفة عن آمالها في تحقيق المجلس العسكري لوعوده بتنفيذ مطالب الشعب من أجل إنقاذ هذا البلد.. وأضافت الصحيفة: إن نظام مبارك سيحارب ويصارع بكل طاقته وجهده من أجل التمسك بالسلطة وقد ينجح في إحراز بعض النقاط ولكن في النهاية لن يتمكن أي شيء من سلب شعور المصريين الذي نتج عن أول تعاون جماعي بينهم.

 

إضافة منذ 14 عام
hamada
9325
غير محدد

التعليقات

لا يوجد
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy