- قد يكون تعليم الأولاد استخدام الشوكة المناسب أو طي المنديل بالطريقة الصحيحة آخر ما يفكّر به الأهل في عصرنا هذا. غير أن خبراء آداب السلوك العصرية يؤكدون أن لأصول التصرّف وقعاً حقيقياً على مستقبل الولد.
في أيامنا هذه، لا يتعلّم الأولاد من دروس آداب السلوك أصول التصرّف على المائدة فحسب، بل يكتشفون أيضاً كيفية تنمية المهارات التي ستساعدهم في إقامة العلاقات والتفاعل مع الآخرين داخل المجتمع عندما يكبرون.وتأكيداً على ذلك، تقول مديرة مركزٍ لآداب السلوك: «يستحسن أن نتعلّم حسن التصرف ونحن في عمر صغير فيترسخ في أعماقنا ونستفيد منه طوال حياتنا. كذلك، تعلّم هذه الآداب ضروري لأن المرء لا يحتاج إلى معرفة كيفية استعمال الفضيات فحسب، بل أيضاً أن يكون ضليعاً في فنّ التفاعل مع الآخرين سواء خلال غداء عمل أو موعد مع الحبيب».
يشار إلى أن دروس آداب التصرّف قد تطوّرت مع مرور السنين، فأصبحت تزوّد الشباب بمجموعة مهارات من شأنها مساعدتهم ليتمكنوا من تحقيق مستقبل ناجح.
لمساعدتك في تربية أولادك، إليك بعض نصائح الخبراء التي تتعلق بآداب السلوك العصرية: - امنعيهم من استعمال الأجهزة الإلكترونية أثناء تناول الطعام على المائدة.
إذا سمحت لأولادك بأن يلعبوا النينتندو في عشاء خارج المنزل، سيحافظون على هدوئهم وستستطيعين تمضية السهرة بسلامة. غير أن ذلك قد يكون مزعجاً لمن يتناول الطعام معكم وقد يمنع الطفل من أن يتفاعل مع المجتمع، علماً أن ذلك الأمر مهمّ له كي ينجح في الحياة اليومية. ونلاحظ لسوء الحظ أن الأولاد في أيامنا هذه يفتقرون إلى فرصٍ تمكّنهم من أن يتمرنوا على التفاعل مع الآخرين وجهاً لوجه.
- كوني مثلهم الأعلى.
لا يمكنك منع أولادك من اللعب بالأجهزة الإلكترونية أثناء تناول الطعام إذا كنت تمضين وقتك على الجوال. فعندما تكونين على المائدة، احترمي الأشخاص الذين يتناولون الطعام معك.
- لا تسمحي لهم بكتابة الرسائل الإلكترونية أمام الآخرين.
كتابة الرسائل الإلكترونية أثناء حديث مع شخص آخر سلوك فظ، إذ يبدو وكأنك تقولين له إنه غير مهم. لذلك، علّمي أولادك أن يعيروا كامل اهتمامهم للشخص الموجود معهم.
- حدّدي لهم القواعد.
يتجاهل الأولاد غالباً الأهل أو يجيبونهم من دون احترام، وذلك أحد أسوأ التصرّفات. فما هو الحل؟ على الأهل إقناع أولادهم بأنهم أصدقاؤهم المفضّلون، والاحتفاظ بموقع التحكّم، ومعاقبتهم إذا لم يحترموا القواعد التي حدّدوها، ذلك لأن الأطفال الذين يكبرون من دون أي حدود وقوانين يجدون صعوبات لاحقاً في احترام السلطة، خصوصاً في مجال العمل.
- مرّنيهم على آداب السلوك.
ننصحك بتمرين أولادك على أصول التصرّفات اللائقة كي تترسّخ في شخصيّتهم. لا شك في أن البعض يدرك دائماً ما يجب قوله أو كيف يتصرّف، غير أن تعلّمه هذه الآداب استغرق سنوات عدة من التلقين والتمرين. لذلك، كرّري أمام أولادك التوجيهات التالية في كل مناسبة:
- تأكدوا من نظافة وجهكم ويديكم قبل أن تجلسوا إلى المائدة.
- ضعوا المنديل على حضنكم.
- استعملوا المنديل بدلاً من يديكم لمسح وجهكم.
- لا تبدأوا بتناول الطعام قبل الآخرين.
- إجلسوا على الكرسي وظهركم مستقيم.
- لا تضعوا مرفقيكم على الطاولة.
- لا تفتحوا فمكم عندما تمضغون الطعام.
- استخدموا كلمة «من فضلكم»، من ثم أطلبوا ما تريدون بدلاً من أن تأخذوا ما تحتاجون إليه بنفسكم.
- قولوا «شكراً» عندما تنتهون من تناول الطعام.
- اقترحوا أن تساعدوا في تنظيف الطاولة.
- علّمي أولادك حسن التصرّف في استخدام الهاتف.
علّمي أولادك كيف يعّرفون عندما يتّصلون بصديق، وحدّدي لهم القواعد المتعلّقة بالاتصالات الهاتفية في المنزل، أي الأوقات التي يمكنهم الاتصال خلالها ولغاية أي ساعة يمكن لأصدقائهم أن يتّصلوا بهم، وإذا كنت تسمحين لهم بإعطاء رقم هاتف البيت من دون استشارتك. بالإضافة إلى ذلك، إنصحيهم بالابتسام عندما يتكلّمون على الهاتف فبفضل الابتسامة يبدو صوتهم أكثر ترحيباً.
- انصحيهم بكتابة رسائل شكر.
اشتري علبةً تحتوي على أوراق رسائل تحمل كلمة «شكراً» لتعليم أولادك كتابة رسالة شكر لمن قدّم لهم الهدايا حتى ولو سبق أن شكروه شفهياً. وعند صياغة الرسالة، إحرصي على ذكر الهدية. وفي حال كانت مالاً، أذكري ماذا ستفعلين بها من دون أن تكتبي المبلغ.
- احرصي على ترك انطباع أول جيد.
علّمي أولادك أن يحترموا الراشدين، إذ عليهم أن يقفوا وينظروا في عين الشخص الذي يقابلونه وذلك احتراماً له. وحدّدي لهم أي يد يستخدمونها للمصافحة. واحرصي على تعليمهم طريقة المصافحة الصحيحة، إذ يعكس ذلك ثقة بالنفس ويفرض الوجود.
- تأكدي من أن أولادك يعرفون السلوك اللائق حين يأكلون عند الأصدقاء.
قد يلبي أولادك دعوة أصدقائهم لتناول الطعام. لذا، علّميهم أن يتصرفوا كأفراد العائلة المضيفة. ففي حال سكب كلّ واحد منهم الطعام لنفسه، على أولادك أن يقوموا بالأمر عينه. وإذا ساعد الجميع في تنظيف الطاولة، عليهم أن يقترحوا المساعدة والمشاركة. وإذا قُدّم لهم طبق لا يحبونه، لا يجب أن يعبّروا عن عدم إعجابهم به