عن البرادعى

2
0

صحيح أن غياب البرادعى عن مصر فى وقت الحاجة إليه كانت كبيرة، وكان غلطة سياسى يريد أن يرشح نفسه للرئاسة ولكنه أبدا لم يفقد تواصله وتأثيره فى الثورة ودعمه عبر لقاءاته الخارجية واتصاله الفعال بوسائل الإعلام الغربية التى تثق فى ضميره الوطنى تماما كما أثق فيه وبشدة.

أطلق البرادعى عبر فوهة ضميره الحى كلمات أصابت كبد النظام وحولته إلى نظام مشبوه فى عيون العالم، ولولا البرادعى وتحركه عبر وسائل الإعلام العالمية لما كان لدور التحركات الداخلية المناضلة والشريفة أى تأثير على سلطة أدمنت الانتقادات وجبلت على الصمت فى وقت يطالبها فيه الجميع بالتغيير.
كان لكلمات البرادعى معنى لأنها من وجهة نظرى كانت كلمات حريصة وشفافة، لم تخرج من فم سياسى محترف يجيد اللعب بالكلمات ويخاطب الناس من موقعه العاجى بل من مكانته كرجل عادى وربما عادى جدا.

أعجبنى فى البرادعى أنه صبر على سفاهة البعض ممن رموه فى أهله وعرضه وفى نفسه، لم يحرفه ذلك عن بوصلته.. كان واضحا منذ البداية "لن أفعل شيئا لكننى سأساعد الشعب على فعل ما يريده"،
وبعد الثورة أوذى لأنه كان العفريت الذى كان يخشاه النظام ومن بقى من أنصاره ومرشحيه وستكشف لنا ولكم الأيام من الذى كان وراء الاعتداء عليه يوم الاستفتاء على التعديلات الدستورية.

دافع عن حق الإخوان والشيوعيين وعن حرصه على حماية المسيحيين والدفاع عن حقوقهم ولكنه اختلف مع الإخوان ووافق اليسار والليبراليين فى التعديلات الدستورية.
جمع حوله بعض الرموز واختلفوا معه وتحدثوا عنه بما يليق وبما لا يليق وظل هو كبيرا لا يشكو ولا يرد الاتهامات أو حتى يدافع عن نفسه لأنه يعلم أن الأوطان تحتاج إلى من يشغل نفسه بعظائم الأمور لا سفاسفها.

أعرف أن غيابه عن مصر أثر فى معرفته ولكن اسألوا التاريخ من قبل عمن حكمونا وأبدعوا وهم لم يولدوا على أرض مصر لا بل إن بعضهم لم يعرف اللغة العربية قبل أن يحكمها!

يقف البرادعى وحده اليوم ومعه أقوى سلاح عرفته البشرية
"الضمير" الوطنى المخلص والذى يمكنك تلمسه وهو يبحث عن كلمات مناسبة يعبر بها عما يجيش فى صدره من أحلام لوطنه الذى اتهموه بأنه باعه يوما ما.
لم أحظ بشرف اللقاء بالبرادعى ولم أتحدث إليه قط ولو جاءتنى الفرصة لمحاورته فسأفعل من أجل أن أحصل على إجابات لأسئلة كثيرة أعتبرها نقاط ضعف فى ملف ترشحه للرئاسة.

آخر السطر
أعبر عن نفسى وعن ضميرى وأنا أتخيل رؤيته رئيسا لمصر وعن يمينه أحمد زويل وعن يساره البسطويسى كل قد أخذ مكانه كرجال للمرحلة المقبلة.. رئيس يحكم مصر بضمير ومساعدين أحدهما يتسلح بالعلم والمعرفة وآخر يقيم العدل بين الناس فى الطرقات كما أقامه فى قاعات المحاكم.

 

التعليقات

منونه منذ 14 عام
محدش عايزه
زغباوية منذ 14 عام
انا نفسى بصراحة فى رجل اعتقد واظن انه لو تولى الحكم سيغير مصر والعالم العربى كله وهذا الرجل هو عمرو خالد
عبد المنعم منذ 14 عام
اوهام العالم الافتراضى !!!
عبد المنعم منذ 14 عام
انت معاكى توكيل يامنونة ؟
zedony.com - A mmonem.com production. Privacy Policy